توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم.. إنها بداية النهاية لدولة الاحتلال

  مصر اليوم -

نعم إنها بداية النهاية لدولة الاحتلال

بقلم:صلاح الغزالي حرب

أكاد أجزم بأن نهاية دولة الاحتلال المسماة إسرائيل قد اقتربت.. وقد لا أدرك تلك النهاية، ولكنها حتمًا سوف تحدث وسوف أسرد اليوم بعض الحقائق عن هذا الكيان والتى تؤكد إحساسى بالنصر..

اليهودى هو من يدين بالديانة اليهودية والصهيونى هو اليهودى الذى يدعم ويؤيد تأسيس حكم يجمع شتات اليهود من جميع نواحى العالم لاستيطان أرض فلسطين بالقوة وإقامة دولة يهودية مزعومة بها تسمى زورًا إسرائيل.. والصهيونية هى فكرة أيديولوجى سياسى يهودى من النمسا وهو ثيودور هرتزل فى أواخر القرن التاسع عشر وسط تزايد العداء للسامية فى أوروبا.

ثانيًا- كيف ظهر هذا الكيان اللقيط وما سبب العداء للسامية عند الأوروبيين؟

ظهر فى المنطقة العربية فى أرض فلسطين فى ١٤ مايو ١٩٤٨ قبل ٨ ساعات من انتهاء الانتداب البريطانى بعد أن وعد وزير خارجية إنجلترا آرثر بلفور اللورد ليونيل دى روتشيلد اليهودى البريطانى بإقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين! فى عام ١٩١٧ وقد سبق ذلك ظهور كتاب عنوانه (الدولة اليهودية ) للكاتب اليهودى النمساوى هرتزل عام ١٨٩٦ يدعو فيه إلى إنشاء دولة يهودية فى فلسطين التى كانت ضمن الأراضى التى تسيطر عليها الدولة العثمانية آنذاك.. ثم توالت المؤتمرات الصهيونية التى أقرت تأسيس الصندوق القومى اليهودى وهدفه الرئيسى شراء الأراضى فى فلسطين لتصبح وقفًا لكل الشعب اليهودى وبعدها تدفقت موجات من المهاجرين، وفى عام ١٩٣٩ حددت الحكومة البريطانية الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحوالى ١٠ آلاف سنويًا باستثناء حالات الطوارئ.. وفى عام ١٩٤٧ أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى كيانين عربى ويهودى وإخضاع القدس للسيطرة الدولية وكان نصيب العرب ٤٢.٣٪ من أرض فلسطين والدولة اليهودية ٥٧.٧٪ من الأرض ( كان اليهود يملكون فقط ٧٪ من أرض فلسطين) وللأسف الشديد رفضت الدول العربية هذا التقسيم.. وفى عام ١٩٤٨ ومع انتهاء الانتداب البريطانى أعلنت إسرائيل استقلالها وتم قبولها عضوًا فى منظمة الأمم المتحدة ثم اندلعت أولى الحروب العربية الإسرائيلية فى عامى ٤٨ و٤٩ والتى انتهت للأسف بحصول إسرائيل على مساحات أكبر مما كان مقررًا لها فى خطة التقسيم بما فى ذلك القدس الغربية فى حين ضم الأردن الضفة الغربية والقدس الشرقية فى حين تولت مصر إدارة قطاع غزة..

ويرجع عداء الدول الأوروبية لليهود إلى أسباب كثيرة من أهمها السبب الدينى حيث يعتبرونهم قتلة السيد المسيح، عليه السلام، كما كان هناك شق اقتصادى محض فهم يعملون فى الربا وبالتالى أصبحت تتراكم عندهم ثروة كبيرة وكلما استحوذوا على الثروة صارت فى أيديهم قوة اقتصادية تؤثر فى السياسة وحركة التاريخ (انظر إلى أمريكا التى يسيطر عليها اللوبى اليهودى) وللغرابة فإن إنجلترا كانت أول بلد أوروبى يطرد اليهود من بلاده بقرار من ملك إنجلترا إدوارد الأول (ثم كان التعويض عن هذا الطرد بوعد بلفور بعد ذلك بنحو ٥٠٠ عام!) وبعدها تم طردهم من فرنسا بقرار من الملك شارل السادس كما أصدر البابا بولس الرابع فى روما قراره بإدانة اليهود وكذلك الحال فى النمسا وإسبانيا والمجر والبرتغال وغيرها من البلاد الأوروبية ثم كان آخر من نكل بهم هو أدولف هتلر مستشار ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية حيث حرق وقتل منهم الآلاف.. ومن هذا نستخلص أن كراهية اليهود ليست ناتجة من العرب ولكن الأوروبيين هم من نقل الكراهية إلى العرب ولكن المشكلة الرئيسة تكمن فى سرقة الأرض العربية فى فلسطين بالقوة المسلحة والادعاء الكاذب بأنها ما يسمى أرض المعاد وأن أرض إسرائيل هى منحة من الله لهم على يد المسيح المنتظر.

إن هناك صراعًا بين اليهود المتدينين والحركة الصهيونية التى تشجع على الاستيطان بالقوة لضمان الرزق والأمن ولا علاقة لها بالمسيح المخلص وقد وصفها الصهيونى المجرى ماكس نوردو بأنها حركة سياسية وليست دينية وهو ما يتسق مع مقولة هرتزل فى مذكراته (إننى لا أخضع فى مشروعى لأى دافع دينى) ومن ذلك يمكن القول بوضوح بأن العرب فى صراع مع جماعة صهيونية تطمع فى الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض العربية تحت ستار حجج دينية زائفة ولا أصل لها.

ثالثا- المقاومة الفلسطينية:

بعد عام ١٩٤٨ بدأت تظهر فصائل فلسطينية ذات طابع سياسى وكان من أبرز المتطوعين من العرب فى هذه الفصائل الشيخ عزالدين القسام الذى توفى على أيدى الشرطة البريطانية وهو ما أدى إلى غضب عارم من الفلسطينيين.. وفى عام ١٩٦٥ بدأت منظمة فتح الفلسطينية القومية تنظيم هجمات عبر الحدود ضد إسرائيل ثم بدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى فى ديسمبر ١٩٨٧ فى جباليا وقُتل فيها حوالى ١٣٠٠ فلسطينى.. وفى الانتفاضة الثانية فى سبتمبر ٢٠٠٠ زادت المواجهات المسلحة مع الجيش الإسرائيلى وراح ضحيتها حوالى ٤٤١٢ فلسطينيًا وتوقفت فى فبراير ٢٠٠٥ بعد اتفاقية هدنة تمت فى شرم الشيخ. وهناك عدد كبير من المنظمات المقاومة المسلحة ومنها كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وغيرها، ومن أكبر هذه الفصائل حركة حماس (حركة المقاومة الإسلامية) والتى يرتبط مؤسسوها برئاسة الشيخ أحمد ياسين فكريًا بجماعة الإخوان المسلمين وقد نظرت إليها إسرائيل فى البداية باعتبارها أقل تشددًا ضد إسرائيل من منظمة فتح ولم تتدخل فى المعارك التى جرت للأسف بين الفريقين تشجيعًا على انقسام المعارضة الفلسطينية واقتتالها داخليًّا، وبالفعل سيطرت حماس بالقوة على قطاع غزة وعارضت بقوة اتفاقات أوسلو والاتفاقات اللاحقة بين منظمة التحرير وإسرائيل فى حين أن فتح اختارت نهج المفاوضات لاسترداد الأرض التى احتلت عام ١٩٦٧ لتقيم عليها دولة وفق المقررات الدولية.

رابعًا- طوفان الأقصى:

هو معركة السابع من أكتوبر التى شنتها فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكرية كتائب القسام، ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية فى باحات المسجد الأقصى واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين فى القدس والضفة وغيرها وقد نجحوا فى السيطرة على عدد من المواقع العسكرية وأسروا عددًا من الجنود والمدنيين.. وقد تباينت الآراء بعد هذا الطوفان الذى أدى حتى الآن إلى وفاة حوالى ٤٢٥٠٠ معظمهم من الأطفال ونحو ٩٢٢٩٤ مصابًا، حيث يرى البعض أن هذه العملية تمت بغير تشاور مع منظمة التحرير الفلسطينية- الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى– مما أدى إلى هذا العدد الهائل من الوفيات والقضاء على كل مظاهر الحياة فى غزة، ويرى آخرون أنها أيقظت العالم من سباته بعد أن كادت القضية الفلسطينية تُلقى فى غياهب النسيان وهى حقيقة لا يمكن إنكارها، ولذلك علينا جميعًا أن نتوقف عن المهاترات وعلى كل الفلسطينيين أن يتحدوا اليوم وليس غدًا بعد أن أزيح الستار عن حقيقة الكيان الصهيونى الذى حاول خداع العالم طوال السنين الطويلة بأنه واحة الحرية والديمقراطية وانطلقت المظاهرات فى كل أنحاء العالم منددة بالمجازر الوحشية ومنادية بضرورة قيام دولة فلسطين على أرضها، كما كشفت الأحداث عن حقيقة مجرم الحرب نتنياهو المولود فى تل أبيب فى عام ١٩٤٨ من أب بولندى وأم أمريكية، وتبين أنه يتبنى فكرة الدولة الدينية اليهودية بعدما يقرب من ٥٠٠ عام على اتفاقية وستفاليا المنعقدة فى عام ١٦٤٨ والتى أدت إلى إيقاف الحروب الدينية فى أوروبا والتى امتدت لمدة ثلاثين عاما.. والغريب أن هذه الدولة اللقيطة ليست لها حدود ثابتة متعارف عليها وهى تعتبر أن كل ثروات المنطقة بكاملها ملك لها.

إنها بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب الذى كشف عن وجهه القبيح وأستعير الآن بعض ما كتبه صديق العمر وأستاذ العلوم السياسية المتميز د. أحمد يوسف أحمد مؤخرًا (قد يقول البعض بحق إن تكلفة المقاومة رهيبة وليعلم هؤلاء أن المقاومة ليست خيارًا يقرره الأكاديميون والخبراء لمن احتلت أرضه وسلبت حقوقه وامتهنت كرامته ولكنه قدر بالنسبة للمظلومين تحمل رايته نخبة منهم تحتضن من قبلهم وتناضل عنهم حتى استرداد الحقوق).. ويقول (أثق أن سلطات الاحتلال تعض بنان الندم على نشرها صور اللحظات الأخيرة فى حياة السنوار كقائد مقاوم كان يقاتل فى الشارع كأى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم إنها بداية النهاية لدولة الاحتلال نعم إنها بداية النهاية لدولة الاحتلال



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon