توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطبيب المصرى.. وفساد المناخ الرياضى.. إلى متى؟

  مصر اليوم -

الطبيب المصرى وفساد المناخ الرياضى إلى متى

بقلم:صلاح الغزالي حرب

أولًا.. الطبيب المصرى

لن أمل من الكتابة عن أحوال الأطباء فى مصر، والذين أجزم أنهم- فى معظمهم- من أكفأ أطباء العالم فى كل التخصصات، ويشهد بذلك وجودهم المكثف والمُرحب به فى كل أنحاء العالم. وقد ازداد اقتناعى بذلك حين كنت وكيلًا لكلية طب القاهرة منذ سنوات، واقتربت منهم وفتحت باب مكتبى يوميًا لكل طالب يطلب استفسارًا أو حلًا لمشكلته، وحضرت معظم تجمعاتهم العلمية فى جميع التخصصات، وعبَّرت عن ذلك فى مقال لى بجريدة «الأهرام» أنبه إلى أننا نملك جواهر مدفونة تحتاج إلى صقل وتشجيع، كما أن طالب الطب المصرى يتميز غالبًا بالذكاء الفطرى والقدرة السريعة على الاستيعاب والرغبة الشديدة فى التعلم والحنو على المرضى والعزيمة القوية فى مواجهة الكثير من التحديات فى مواجهة الأعداد الكثيرة بالكلية وضعف بعض الإمكانيات وغيرها، ناهيك عن الصعوبات المالية عند الدراسات العليا وضعف المرتبات المزرى عند التخرج وغيرها.. وقد بُحَّ صوتى وغيرى من الزملاء من مناشدة الحكومة لإصلاح أحوالهم بعد أن يئسوا من الاستجابة وهاجروا- ولا يزالون- إلى الخارج، مما يضر بشدة بالأمن القومى لمصر.. وما حدث مؤخرًا من مشاجرة بين طبيب وأحد المغنين فى أحد المستشفيات، مظهر شديد السوء فى أقدس مكان، ولا يمكن أن يحدث فى أى مستشفى فى العالم المتقدم.

أعلم أن الأمر الآن أصبح فى أيدى النيابة العامة، ونحن فى انتظار قرارها بعد الاطلاع على كل الكاميرات الموجودة بالمكان، ولكن لدىَّ عدة ملاحظات:

١- من المعلوم أن غرفة الطوارئ فى أى مستشفى تستقبل الحالات الحرجة بواسطة أطباء متخصصين يعملون وفق بروتوكولات محددة عالميًا وبسرعة متفق عليها طبقًا لكل حالة، وهذا يتطلب عدم وجود أى شخص فى هذا المكان إلا واحدًا فقط مع المريض لاستيفاء المعلومات وأخذ التاريخ المرضى، ثم يغادر إلى غرفة مخصصة للرفقاء خارج الطوارئ. وبالطبع استجابة سريعة من كل طاقم الطوارئ، وأتمنى من وزير التعليم العالى وإدارة الجامعة وإدارة المستشفى أن يفتحوا تحقيقًا سريعًا لمعاقبة المقصرين، كما أطالب وزارة الصحة بتشديد الرقابة على جميع المستشفيات، خاصة غرف الطوارئ.

٢- ما حدث لا يجب أن يمر بغير عقاب، ونحن فى انتظار قرار النيابة، فلا أحد فوق القانون بحكم الدستور، فالمرضى أمام الطبيب سواء، وفى حالات الطوارئ فإن التدخل يبدأ بالأشد خطورة، وهذا يعتمد على خبرة الطبيب.

٣- أناشد السادة المحافظين بالعمل على حماية الأطباء وأعضاء الفريق الطبى فى كل المستشفيات والمراكز الطبية، وهذا لا يعنى أنهم معفون من العقاب إذا أخطأوا، كما أتمنى أن نتوقف عن العادة غير الحميدة التى يمارسها بعض المحافظين، خاصة فى بداية عملهم، وهى الاقتحام المفاجئ للمستشفى، والإعلان عن قرارات العقاب والتحقيق مع الطاقم الطبى وتصوير الموقعة، فهناك مدير للشؤون الصحية فى كل محافظة تابع لوزارة الصحة، وهو المسؤول عن متابعة العمل، كما أن من حق كل مريض أن ينقل شكواه إلى هذا المسؤول.

خلاصة الأمر.. الشخصيات العامة بكافة أطيافها يتحتم عليها أن تكون قدوة ومثلًا أعلى للآخرين وإلا فقدت هذا الوصف، والأطباء فى مصر يعانون من الكثير من المشاكل، والأزمة تتفاقم، وللأسف المواطن المريض هو الخاسر.. فمتى نفيق؟.

ثانيًا.. فساد المناخ الرياضى

تحدثت من قبل عن فساد المجال الرياضى فى مصر وكيفية التعامل معه وضربت مثلا بوفاة اللاعب أحمد رفعت، وأتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت للوزير المسؤول، وبعد أيام سعدت كثيرا عندما قرأت عن أمر الرئيس السيسى بإحالة قضية وفاة اللاعب إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لكشف أى تجاوزات بما يضمن تحقيق العدالة ومحاسبة من يثبت مخالفته للقانون، ونحن فى انتظار نتيجة التحقيق.. وبعد عودة البعثة الأوليمبية من باريس وجه الرئيس مشكورا بتقييم شامل للبعثة المصرية المشاركة فى الأوليمبياد، ونحن أيضا فى انتظار ما ينتهى إليه التقييم.. وبداية يجب أن ننوه إلى أن لاعبينا جميعا فى كل فروع الرياضة لم يقصروا وأدوا أدوارهم كل بحسب مقدرته وخبرته ودرجة جاهزيته، فلا يتصور أن أحدا منهم لم يكن يتمنى أن يحصل على ميدالية وأن يسعد الشعب المصرى ولكن المسؤولية كاملة تقع بالقطع على عاتق المدرب ورئيس الاتحاد ورئيس اللجنة الأوليمبية ووزير الشباب كل فى موقعه.. ولعلنا نتذكر جميعا ما حدث فى مشاركات مصر فى أوليمبياد ريودى جانيرو عام ٢٠١٦ حين أثارت ملابس البعثة المصرية جدلا واسعا، وفى طوكيو عام ٢٠٢٠ كانت قضية المنشطات وإيقاف الاتحاد المصرى لرفع الأثقال.. ويقول الناقد الرياضى القدير حسن المستكاوى إن هناك مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بالمشاركة الأوليمبية، فتحقيق مراكز فى المنافسات والألعاب المختلفة من الرابع وحتى الثامن يعتبر إنجازا كبيرا ويجب أن يبنى عليه فى الإعداد المستقبلى للأبطال.. وقد شاركت مصر فى الأوليمبياد الأخير بأكبر بعثة رياضية عربيا وإفريقيا تضم ١٦٤ لاعبا فى نحو ٢٢ رياضة بعد رصد وزارة الشباب ميزانية تبلغ ١.١ مليار جنيه بزيادة ١٦ مليون دولار عن بعثة طوكيو. ويقول ياسر أيوب الناقد الرياضى المعروف إنه تم صرف ٢٠ مليون جنيه على رياضة الفروسية من أجل مشاركة فارس واحد باسم مصر وهو نائل نصار والذى اشترك على نفقته الخاصة!، وللأسف اعتذر عن عدم المشاركة لمرض الحصان.. كما تم صرف ٨.٥ مليون جنيه على رياضة القوس والسهم التى خرج لاعبوها من المنافسة فى أول يوم!!.

وفى تنس الطاولة قال معتز عاشور رئيس اتحاد تنس الطاولة بعد خسارة اللاعب عمر عصر مباراة فى دور الثمانية أمام بطل السويد- إن ما حدث هو عدم التوفيق وغياب التركيز!. وفى تدوينة للاعب قال (قدر الله وما شاء فعل، لكن لا بد من وقت والواحد يخرج عن صمته). وقد تبين أن هناك أزمة بين الطرفين؛ فبعد أن توجه اللاعب منذ شهرين إلى المطار للمشاركة فى بطولة تايلاند فوجئ بأن الاتحاد لم يقم بتسجيله فى البطولة رغم أنه قد أرسل الإيميل الخاص به إلى الاتحاد!. وعن منتخب مصر للسلاح خرج المنتخب أمام نظيره الفرنسى، واكتفى بالمركز السادس، وتبين أن مدرب المنتخب، الفرنسىّ الجنسية، هو نفسه المدرب الشخصى لثلاثى المنتخب الفرنسى، وهى واقعة تحدث لأول مرة فى الأوليمبياد. وقال المدرب إنه كان يفضل تجنب مثل هذه المبارزة، كما عُقد اجتماع للوكالة الوطنية للرياضة وقالت لوموند إن الغرض هو مناقشة مشكلة أخلاقية ولا تليق.. فمن يحاسب من؟.

لا يجب بعد ذلك أن نلوم من يلجأ من الرياضيين إلى بلد آخر بحثا عن البطولة، ونتذكر هنا لاعب المصارعة الرومانية أحمد فؤاد بغدودة الذى هرب من معسكر المنتخب فى تونس، والذى كان يتقاضى ٢٢٠٠ جنيه شهريا!!، واللاعبين أحمد حسن وأخاه حسن حسن والمصارع طارق عبد السلام وغيرهم.

أطالب بتدخل الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات، فهناك مخالفات مالية وإدارية فى بعض الاتحادات الرياضية، وهناك إغلاق للكثير من مراكز الشباب فى عدة محافظات نتيجة عدم وجود موظفين وعمال!. كما أن الاتحادات تجبر النوادى على دفع اشتراكات عن كل أعضاء الفرق الرياضية– بنين وبنات– فى جميع الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم؛ حيث تقسم الفرق حسب العمر إلى فرق كثيرة ولا يقدم الاتحاد أى دعم لهذه النوادى، كما أن هناك خلطا واضحا بين الممارسة والمنافسة عند المدربين ولا توجد سياسة وخطة واضحة لالتقاط المواهب فى السن الصغيرة، وما أكثرهم فى ربوع مصر، ناهيك عن استديوهات التحليل المسائية فى معظم القنوات التى يشغل بعض مقدميها مناصب تنفيذية فى الأندية والاتحاد، وبعضها يبث روح التعصب البغيض بين المشاهدين.

أعلم أن بعض أعضاء مجلس النواب تقدموا بأسئلة عن سبب فشل البعثة الأوليمبية، ولكن الأمر أكبر كثيرا من ذلك فالمناخ الرياضى غير الصحى فى حاجة إلى ثورة تصحيحية.. فمصر تستحق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطبيب المصرى وفساد المناخ الرياضى إلى متى الطبيب المصرى وفساد المناخ الرياضى إلى متى



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon