الغدة هى عضو صغير فى جسم الإنسان ينتج ويفرز مواد لوظيفة معينة.. وهناك نوعان؛ صماء وغير صماء.
أولا.. الغدد الصماء:
هى تلك التى تنتج وتفرز ما يسمى بالهرمونات إلى الدم مباشرة حتى تصل إلى هدفها المحدد فى أعضاء الجسم المختلفة، حيث تتحد مع ما يسمى بالمستقبلات وتبدأ فى ممارسة عملها، ولنا أن نتصور مدى الإعجاز الإلهى فى هذه السيمفونية الفريدة التى تتحكم فى كل أعمال وتصرفات الإنسان بدقة متناهية، مع ضبط إيقاع أجهزة الجسد الإنسانى ليل نهار وحتى نهاية العمر، والمذهل أن الغدة لا يمكنها العمل وحدها ولكن بالتنسيق مع غيرها للتحكم الدقيق فى عملية الإفراز، وهناك 7 غدد من هذا النوع:
1- ثلاث غدد فى منطقة واحدة فى تجويف الدماغ وهى الغدة النخامية التى تفرز عدة هرمونات ومنها هرمون النمو وهرمون تحفيز الغدة الدرقية على الإفراز وآخر لتحفيز الغدة الكظرية وآخر لتحفيز إفراز الأعضاء التناسلية (المبيض والخصية) وهرمون البرولاكتين للمساعدة على إفراز الحليب عند النساء المرضعات وهرمونات أخرى.. والغدة الأخرى وهى تحت المهاد (هيبوثالامس) بجوار الغدة النخامية والتى تنتج هرمونات وإشارات عصبية لضبط عمل الغدة النخامية، ثم هناك الغدة الصنوبرية وهى صغيرة الحجم وقريبة أيضا من النخامية وتفرز الميلاتونين الذى يساعد على النوم ويعمل على ضبط عمل جسم الإنسان.
2- غدتان فى الرقبة.. الدرقية والجار درقية.
3- الغدة الزعترية (التيموسية) فى الجزء العلوى من الصدر أسفل عظمة الصدر، وهى جزء من الجهاز المناعى وتفرز هرمون ثيموسين الذى يساعد على إنتاج الخلايا الليمفاوية ويشرف على تنظيم المناعة بالجسم.
4- الغدة الكظرية (الفوق كلوية) لأنها تقع فوق الكليتين وتفرز مجموعة من الهرمونات منها الكورتيزول والأدرينالين والألدوستيرون الذى يضبط ضغط الدم ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم وغيرها.
بالإضافة إلى غدة البنكرياس التى تقع خلف المعدة وتفرز هرمون الأنسولين والجلوكاجون وغيرها.
وسوف نناقش بعض أمراض هذه الغدد:
1) الغدة الدرقية:
هى غدة صغيرة تشبه الفراشة توجد فى مقدمة الرقبة أسفل تفاحة آدم وتتكون من فصين يرتبطان برباط رفيع يسمى البرزخ، ويبلغ قياسها حوالى 5 سم ووظيفتها إفراز الهرمونات الدرقية المسؤولة عن إفراز الطاقة داخل الخلايا، فإذا ما زاد نشاط الغدة وزادت نسبة الهرمون يبدأ الجسم فى استخدام الطاقة بأسرع مما يجب، وهو ما يسمى فرط نشاط الحرق حيث يشعر المريض بحرارة الجسم وزيادة ضربات القلب والعصبية فى التصرفات ونقص الوزن وزيادة إفراز العرق وغيرها من مظاهر زيادة الطاقة، وإذا ما نقصت هرمونات الغدة يشعر المريض بالتعب والفتور والميل للنوم وزيادة كمية الطمث لدى النساء وزيادة الوزن وعدم تحمل البرد وجفاف الشعر والبشرة والنسيان وغيرها من مظاهر نقص الطاقة.. ويلاحظ أن النساء أكثر عرضة لأمراض الغدة الدرقية بما يتراوح بين 5-8 أضعاف مقارنة بالرجال.. ويرجع السبب الرئيسى فى معظم الحالات إلى العامل الوراثى حيث يفرز الجسم بعض الأجسام المضادة للغدة الدرقية، كما أن نقص اليود وخاصة فى الماضى كان من أهم أسباب نقص الإفراز باعتبار أنه المكون الرئيسى لهرمونات الغدة، وقد تقلصت هذه الظاهرة بفضل استخدام الملح المزود باليود.
2) الغدة الجار درقية:
ويرجع هذا المسمى إلى وجود هذه الغدة فى الجدار الخلفى للغدة الدرقية وعادة ما تتكون من 4 غدد صغيرة بحجم حبة الأرز، وتفرز هرمون (الباراثورمون) الذى يتحكم فى نسبة الكالسيوم والفوسفور بالدم، كما يلعب دورا هاما فى وظائف العظام والأعصاب والعضلات.. وإذا تضخمت غدة أو أكثر منها يرتفع مستوى الكالسيوم بالدم والذى يؤدى إلى ضعف العظام وتعرضها للكسر بسهولة (هشاشة العظام) وحصوات الكلى وفرط التبول وآلام العظام وغيرها من الأعراض، ومن ناحية أخرى إذا انخفضت نسبة الكالسيوم بالدم نتيجة أمراض أخرى مثل الفشل الكلوى فإن هذه الغدة تتضخم من أجل زيادة الهرمون الذى يعمل على رفع نسبة الكالسيوم بالدم.
3) غدة البنكرياس:
يقع البنكرياس خلف المعدة فى الجزء الأعلى الأيسر من البطن على شكل سمكة تمتد بعرض البطن، ويلعب هذا العضو دور الغدة الصماء من جهة والغدة غير الصماء من جهة أخرى. وعن دور الغدة الصماء توجد مجموعات من الخلايا المنتشرة بطول البنكرياس تسمى (جزر لانجرهانس) نسبة إلى مكتشفها الألمانى لانجر هانس، وهى تنقسم إلى خلايا ( أ) التى تفرز هرمون الجلوكاجون الذى يعمل على زيادة نسبة الجلوكوز بالدم وخلايا (ب) التى تفرز هرمون الأنسولين والذى يعمل على خفض نسبة الجلوكوز فى الدم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الخلايا. وعن دور الغدة غير الصماء فهى تفرز خليطا من الأنزيمات المساعدة على هضم الطعام بكل أنواعه قبل أن ينتقل بعد هضمه إلى الاثنى عشر مع إفراز سائل المرارة.
وعند إطلاق هرمون الأنسولين فى الدم يتحرك أولا إلى الكبد ثم ينتقل إلى الدم لممارسة مهمته فى إدخال الجلوكوز إلى الخلايا وخاصة الكبد والعضلات والخلايا الدهنية والجهاز العصبى والمخ، ثم ينتهى به المطاف إلى الخروج من الجسم عن طريق الكليتين.
ثانيا.. الغدد غير الصماء:
هذه الغدد تجمع موادها الأولية من الدم ثم تعيد إفرازها فى قنواتها إلى المواضع التى تستعمل فيها مثل الغدد اللعابية والدهنية والدمعية والعرقية وغيرها.
1- الغدد اللعابية لإفراز اللعاب:
تعتبر الغدة النكفية هى أكبر هذه الغدد وتوجد على جانبى الفك الأسفل أمام الأذن من الجانبين، وتفرز اللعاب بالفم وهناك الغدة اللسانية (تحت اللسان) وهى الأصغر حجما وتفرز اللعاب مباشرة إلى الفم عبر قنوات صغيرة، كما توجد الغدة تحت الفكين والتى تقع أسفل قاعدة اللسان.. ويعمل اللعاب على الحفاظ على الفم من الجفاف وتسهيل عمليتى مضغ وبلغ الطعام وحماية الفم من الإصابة بالتهابات ميكروبية حيث يحتوى على أجسام مضادة وإنزيمات تقوم بتحليل الأجسام الغريبة.
2- الغدد الدمعية لإفراز الدموع:
وتوجد هذه الغدد داخل الجفون العلوية فوق كل عين، وتساعد الدموع على الرؤية بوضوح وتغسل العين وتزيل أى أتربة أو غبار وتساعد على مكافحة الالتهابات.. وقد يحدث أحيانا انسداد فى القنوات الدمعية لدى الأطفال حديثى الولادة ولكنها تتحسن عادة خلال العام الأول.. أما عند البالغين فقد يحدث نتيجة إصابة أو التهاب أو ربما ورم فى حالات نادرة.
3- الغدد العرقية لإفراز العرق:
وهى عبارة عن هياكل أنبوبية صغيرة تخرج من الجلد لتفرز العرق على سطح الجلد، وهى موجودة فى معظم أجزاء الجسم وتكثر فى الإبط وحلمة الثدى وقناة الأذن والجيوب الأنفية وحول الشرج، ويتراوح عددها بين 2-4 ملايين غدة فى الشخص العادى.. ويصاب الإنسان بفرط التعرق لأسباب مختلفة منها زيادة إفراز الغدة الدرقية أو نشاط الجهاز العصبى اللاإرادى، ولكنه يظل ضروريا لتنظيم حرارة الجسم وتخليصه من الفضلات.
ويبقى أخيرا الإشارة إلى الغدد الليمفاوية والتى تختلف تماما عن الغدد السابق ذكرها، فهى جزء لا يتجزأ من جهاز المناعة فى الجسم وهى نقاط تجميع بحجم حبة البازلاء وتلعب دورا رئيسيا فى مكافحة العدوى عن طريق تصفية مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية من سائل الليمف والذى يحتوى على مكونات الدم باستثناء الكرات الحمراء.. وتوجد هذه الغدد فى جميع أنحاء الجسم وأكثرها تكون فى الرقبة وتحت الإبطين وأعلى الفخذ ومتوسط عددها 450 غدة للشخص البالغ.
وأختم المقال بالتذكير بقوله تعالى فى القران الكريم (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم) صدق الله العظيم.
شكر للداخلية
كل الشكر والتقدير لإعلام وزارة الداخلية الذى أرسل تعليقا سريعا على مقالى عن فوضى المرور، والذى أظهر مدى الجهد المبذول فى هذا الأمر، وقد فوجئت وأسفت لعدد مخالفات السرعة الزائدة الذى قارب المليون ونصف المليون مخالفة فى شهر واحد (يناير الحالى)!، وهو أمر خطير يعكس مدى الفوضى والتجاهل من الكثيرين والذى يتطلب من مجلس النواب التدخل السريع لمضاعفة المخالفات عدة مرات، مع سحب رخصة القيادة 3 شهور وإعادة تأهيل السائق فى أحد مراكز المرور.. مع تحياتى لرجال المرور على جهودهم الواضحة.