توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العناية بالصحة أهم كثيرً ا من السعي وراء إطالة العمر

  مصر اليوم -

العناية بالصحة أهم كثيرً ا من السعي وراء إطالة العمر

بقلم - صلاح الغزالي حرب

أتعجب كثيرا وأرثى لهؤلاء الباحثين عن طريقة لإطالة أعمارهم إلى الأبد، كما جاء في تقرير متميز للصحفية هند السيد بالأهرام، الذي جاء فيه أن مسؤولى الصحة في أمريكا قد كشفوا أن متوسط العمر المتوقع للأمريكيين قد تحسن في العام الماضى، لكنه لايزال أقل مما كان عليه منذ عقدين، وأنه أقصر بنحو سبع سنوات مما هو عليه في البلدان ذات الثروات المماثلة مثل ألمانيا وأستراليا واليابان، وقالت إن أبحاث التكنولوجيا الحيوية حول الشيخوخة وطول العمر تشهد حاليا عصرا ذهبيا مدعوما بمليارات الدولارات من الاستثمارات وصناعة الدواء ومن جيوب أغنى أغنياء العالم، وذكرت أن باحثا في جامعة سويسرية قال إن الأعمار سوف تتراوح ما بين 100 و200 عام في غضون 50 عاما أو أقل في البلدان المتقدمة وتحدث عن استخدام الناس في المستقبل للمزيد من الأجهزة التي يمكن ارتداؤها لتتبع حالاتهم الصحية! وغيرها.

والمعروف أن التمسك بالحياة إلى ما لانهاية يرجع إلى قرون مضت، فالإغريق مثلا استخدموا أقنعة وجه من روث التمساح، واستخدم الرومان أيضا حليب الحمير ودهن البجع لتقليل التجاعيد، في حين أن بعض الرياضيين حديثا يلجأون إلى تعريض الجسم إلى درجات حرارة شديدة البرودة لمدة 2- 4 دقائق لتقليل علامات الشيخوخة!، وقد حاول العلماء أن يجمعوا صفات المعمرين من البشر فوجدوا أن الوراثة وتركيبة الجينات تمثل 30% من الأسباب، بالإضافة إلى تجنب السمنة والبعد عن العصبية والمرونة في التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة والانفتاح لتقبل الآراء والنقاش.. وقد أكد بحث في جامعة نورث ويسترن الأمريكية، بعد فحص أدمغة 10% من المتوفين المعمرين، أن هناك نوعا معينا من الخلايا الدماغية غير موجود في غيرهم.

وفى دراسة للمعمرين من سردينيا في إيطاليا ظهر أن من تبلغ أعمارهم فوق المائة عام لديهم تنوع أكبر في فصائل الميكروبات التي تعيش في أمعائهم، مقارنة بصغار السن، والمعروف علميا أن هناك مليارات من الميكروبات الحميدة التي تعيش في القناة الهضمية (ميكروبيوم الأمعاء)، والتى لها تأثير كبير على عملية التمثيل الغذائى ووزن الجسم والجهاز المناعى والشهية والمزاج، وهى تعيش معظمها في الجزء الأسفل من الأمعاء (القولون) وهى تعمل كحاجز ضد الميكروبات الضارة، ويتمتع كل شخص ببصمة جرثومية فريدة تشبه بطاقة الهوية الفردية!.. ولاتزال الفرنسية جين كالمينت، المتوفاة في عام 1997، عن عمر 122 عاما هي أكبر معمرة حتى الآن.

ومن أشهر المعمرين الذين تركوا خلاصة تجربتهم الطبيب اليابانى الشهير شيجياكى الذي توفى عن 105 أعوام بعد أن ظل يتفقد مرضاه حتى قبل وفاته بأسابيع قليلة بدون كلل أو ملل، كما أنه ساعد في وضع أنظمة صحية جعلت اليابانيين من بين الشعوب الأطول عمرا في العالم وهى تقوم على إجراء فحوص سنوية شاملة على الجسم في إطار نظام طبى وقائى متميز، وهو ما أطالب به منذ سنوات، كما أطالب بأن تتفرغ وزارة الصحة فقط للطب الوقائى وتترك الطب العلاجى لهيئات طبية متخصصة، وقد ترك هذا الطبيب قائمة من النصائح التي تسمح للناس بأن يعيشوا حياة أطول في ظل التمتع بصحة جيدة وتشمل الآتى:

1) راقب وزنك وتجنب الزيادة.

2) اصعد الدرج ولا تركب المصعد لتحريك عضلاتك وزيادة اللياقة البدنية.

3) احرص على تناول طعام صحى وابتعد عن الطعام الصناعى واحرص على تناول الخضروات والفواكه والحبوب والفيتامينات والمعادن.

4) مارس أنشطة الاسترخاء ونسيان الألم (بالتأمل وسماع الموسيقى الهادئة).

5) ابتعد عن التقاعد المبكر ما دمت في صحة جيدة.

6) ابحث عن هدف يبقيك مشغولا كى تكون نشيطا وحيويا.

7) تحرر من العواطف المربكة نفسيا.

8) توقف عن القلق بشأن الغد، طالما أننا لا نعرف ما يحمله الغد، فإن الشىء الوحيد الذي يمكنك فعله هو إضفاء السعادة والجمال والحب على حاضرك.

9) اجعل أفكارك إيجابية.

10) نظم الجدول الزمنى الخاص بك مع وضع أهداف ملموسة نصب عينيك.

11) اكبح الرغبة في زيادة المال.. فدائما ما يريد الكثيرون جمع المزيد من المال، وهو ما يجعلهم لا يشعرون مطلقا بالسعادة.

12) احرص أن يكون لديك مصدر إلهام.. فمن الممكن أن تستلهم من الأشخاص الناجحين لإكمال نقصك وإرشادك نحو الطريق الصحيح.

ننتقل الآن إلى ما جاء في القرآن الكريم باعتباره الرسالة الأخيرة والخاتمة إلينا جميعا من الخالق الأعظم إلى بنى البشر فماذا جاء به؟.

الأربعون هو السن الوحيد الذي خصه القرآن الكريم بالذكر في سورة الأحقاف (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى في ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين).. وماعدا ذلك فنحن نعلم جيدا أننا لم نأت من فراغ! ولا بالصدفة!، لكنه الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه الكريم (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين).. وأما عن مدة حياة الإنسان وموعد مماته فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) وقال (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير)، وقال (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون) وقال سبحانه (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير). صدق الله العظيم.

خلاصة الأمر هو أن الإنسان- كل إنسان مهما كان شأنه- له أجل محدد عند الله سبحانه وتعالى مكتوب في اللوح المحفوظ سواء كان موته بمرض أو كارثة أو قتل أو بدون سبب ملحوظ ولا ينقص من عمره إلا في كتاب).. وفى نفس الوقت يجب ألا ننسى لحظة أننا قد خلقنا من أجل إعمار الأرض والتفكر في آيات الله في الكون ونستمتع بها، وهو ما يستلزم المحافظة على الصحة بكل المتاح الذي تصل إليه عقول البشر، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.. وإياكم والتواكل وكراهية الحياة وذمها كما يفعل البعض عند الأزمات والرغبة في الموت، وهو أمر مرفوض لأنه سبحانه وحده هو الذي يحدد متى يجىء الإنسان ومتى يرحل (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، كما أن طول العمر أو قصره في يد الله وحده، وما علينا إلا السعى والجد والاجتهاد والعمل الجاد المخلص والمفيد مع الاهتمام المستمر بالصحة التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العناية بالصحة أهم كثيرً ا من السعي وراء إطالة العمر العناية بالصحة أهم كثيرً ا من السعي وراء إطالة العمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon