بقلم - أشرف أبو الهول
من وجهة نظرى فإن جهاز الموساد الإسرائيلى هو العقل المدبر للهجوم الذى استهدف عرضا عسكريا فى منطقة الأحواز، جنوب غرب إيران يوم السبت الماضى وأسفر عن سقوط 29 قتيلا و70 جريحا وفقا للإحصائيات الإيرانية لأنه وببساطة شديدة لايوجد تنظيم مسلح فى المنطقة بما فيها داعش يمتلك القدرة أو الجراءة لتنفيذ هجوم بهذا الحجم والأسلوب داخل إيران التى يديرها الملالى بالحديد والنار، ويخضع الجميع فيها لإجراءات أمنية مشددة، خاصة خلال الأحداث الكبرى كالعرض العسكرى فى ذكرى الحرب مع العراق الذى استهدفه الهجوم. وطبقا للتحقيقات الإيرانية فإن منفذى هجوم الأحواز ارتدوا ملابس عناصر الحرس الثورى وقوات التعبئة (باسيج) واندسوا وسط الجموع ليتمكنوا من تنفيذ هجومهم وهو أسلوب يشبه كثيرا عملية اغتيال الرئيس السادات خلال العرض العسكرى بذكرى حرب أكتوبر المجيدة عام 1981. ورغم أن وسائل الإعلام الإيرانية سارعت باتهام دولتين عربيتين لم تسمهما بالوقوف وراء الهجوم خاصة بعد صدور بيان لمنظمة عربية أحوازية مغمورة زعمت فيه أنها وراء الهجوم. وبهذا يكون الإيرانيون قد ابتلعوا الطعم الإسرائيلى لأن هدف تل أبيب إشعال المنطقة وإدخالها فى أتون حرب جديدة تدمر ماتبقى منها بعد أن بدأت سوريا تهدأ بفضل التدخل الروسى الحاسم والذى وصل لذروته فى اتفاق إدلب الأسبوع الماضي. ولايخفى على أحد الدور الإسرائيلى فى إشعال المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية للأبد بداية بتأجيج الانقسام الفلسطينى الداخلي، ووصولا إلى مايسمى الربيع العربى لتفتيت ماتبقى من الدول العربية الكبرى ،وبعدها إضعاف إيران وتفتيتها ايضا بعد أن خدمت الثورة الشيعية الإيرانية الأهداف الإسرائيلية لعقود دون أن يدرى الملالى أنهم مجرد أداة لشق الصف الإسلامي.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع