توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارت توصية من الملك »توت« للطبيب الفرنسي

  مصر اليوم -

كارت توصية من الملك »توت« للطبيب الفرنسي

بقلم: ياسر رزق

تأخرت عن موعدي مع طبيبي الفرنسي لمدة ساعة كاملة، وهو أمر لو تعلمون عظيم!
لم تشفع لي أعذار ازدحام المرور وإغلاق بعض الطرق المؤدية إلي المستشفي الذي قضيت فيه أربعين يوما في صيف العام الماضي حيث خضعت لجراحتين كبيرتين ناجحتين والحمد لله.
إنما الذي شفع لي - في عدم إلغاء الموعد وقبول معاودتي للطبيب رغم تأخري - هو الملك توت عنخ آمون!
أمسكت سكرتيرة جراح القلب بأوراقي وفتحت ملفي علي جهاز الكمبيوتر أمامها، وهي تقول إن جدول أعمال الطبيب مزدحم للغاية، ولا يمكن أن تحدد موعداً آخر لي في نفس اليوم، ثم علمت من البيانات أنني مصري، فتغيرت لهجتها، وأخذت تتحدث عن غرامها بالآثار المصرية والتاريخ المصري، وولعها بشرم الشيخ التي زارتها أكثر من مرة. ثم قالت: إنني أبحث عن تذكرة لزيارة معرض الفرعون الذهبي توت عنخ آمون الذي افتتح مساء الخميس، ولابد أن أزوره قبل أن يغادر الملك توت باريس في سبتمبر المقبل.
حملت السكرتيرة المولعة بالحضارة المصرية أوراقي، ودخلت إلي مكتب طبيبي البروفيسور ناييل لإقناعه، ثم عادت وهي تبشرني بأنه وافق علي أن يفحصني بعد دقائق. وقد كان!
•••
مساء الخميس الماضي، افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار، معرض توت عنخ آمون يرافقه فرانك ريستر وزير الثقافة الفرنسي الذي لم يترك قطعة صغيرة أو كبيرة في المعرض إلا وسأل عنها وكان من الواضح إلمامه بتاريخ مصر القديمة.
شارك في الافتتاح السفير النشط الهمام إيهاب بدوي سفير مصر في باريس الذي أحاط به سفراء دول العالم في فرنسا وبدا أنه يحظي بعلاقات صداقة وطيدة بالجميع.
كان نجم هذا المعرض من الحضور، الوزير الأسبق الدكتور زاهي حواس كبير الآثاريين، الذي تضاهي شهرته في أوروبا وأمريكا وكل مكان تقريباً، شهرة نجوم كرة القدم وكواكب هوليوود.
وداخل المعرض، وفي شوارع باريس كان الدكتور زاهي محاطاً دائماً بالمعجبين والمعجبات، وحتي بين الوفد المصري الذي حضر مراسم الافتتاح، كان كبير الآثاريين يتحدث والكل يستمع بإنصات إلي ما يقول عن مصر القديمة، إلي درجة أنه كاد يقنع مريديه، وأنا منهم، بأن الملك توت كان أهلاوياً متعصباً، بدليل أنه خرج من مقبرته عام ١٩٢٢ وهو العام الذي شهد حصول الأهلي علي كأس مصر لأول مرة!
•••
180 ألف تذكرة بيعت لدخول المعرض بعد مضي 24 ساعة لا غير علي افتتاحه، وهناك مائة ألف تذكرة أخري خصصت للأطفال مقابل 5 يوروهات فقط للتذكرة من جانب الشركة المنظمة، والغرض هو الترويج للحضارة المصرية بين الجيل الجديد من الفرنسيين المغرمين بتاريخ الفراعنة.
160 قطعة من آثار توت عنخ آمون، جاءت إلي المعرض من بين 5398 قطعة هي مجمل ما عثر عليه في مقبرة فرعون مصر الذهبي، ولم يأت إلي المعرض قناع توت الشهير ولا كرسي العرش أو توابيت الملك، لأنها كلها لا تقدر بثمن ولا يمكن التأمين عليها وليس لها قطع مثيلة.
آخر مرة جاءت فيها كنوز توت عنخ آمون إلي باريس كان في عام 1967 أي منذ 52 عاماً.
أما المرة الوحيدة التي خرج فيها قناع الملك توت من مصر، فكان في مطلع الستينيات وذهب إلي أمريكا وفرنسا وألمانيا، عرفاناً بدور هذه الدول في إنقاذ آثار النوبة ومنها معبد أبوسمبل درة الحضارة المصرية.
إلي باريس، جاءت متعلقات الملك توت، قادمة من لوس أنجلوس، ومن المقرر أن يطوف المعرض بعد ذلك بلندن، ثم طوكيو، وأوساكا، ومنها إلي فيلادلفيا وشيكاغو، وثلاث مدن أخري، وستقضي المعروضات 6 أشهر في كل مدينة قبل عودتها إلي مصر.
الشركة الأمريكية المنظمة للمعرض، ستدفع لمصر ما يصل إلي 120 مليون دولار - وفقا للتوقعات - علي مدي السنوات الخمس المحددة لجولة آثار توت عنخ آمون، بواقع 5 ملايين دولار عن كل مدينة، ونسبة من قيمة تذاكر الزوار تزداد بارتفاع عددهم. والمتوقع أن يناطح عدد زوار هذا المعرض رقم المليون زائر.
•••
عادة لا يتفق الآثاريون، بالأخص خبراء المصريات مع مسئولي الوزارة وعلي رأسهم الوزير.
لكني لمست اتفاق الذين استمعت إليهم، علي أهمية سفر معارض الآثار إلي الخارج، للترويج للحضارة المصرية، وجذب الاهتمام لزيارة المعابد والمتاحف علي أرض مصر.
هناك تناغم بين الدكتور زاهي حواس، والوزير الدكتور خالد العناني، كان مفتقداً بين زاهي وأسلاف الوزير الحالي. ويعتبر زاهي أن العناني يقود طفرة كبري في مجال حماية الآثار والاكتشافات الأثرية، منذ عامين، بعد توقف دام 7 سنوات.
أما الوزير الأسبق للسياحة والتجارة والصناعة منير فخري عبدالنور الذي صادف افتتاح المعرض زيارته لباريس، فقد بدا معجباً للغاية بوزير الآثار الذي يجيد الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، ويتمتع بثقافة رفيعة وهمة عالية.
•••
أحد أسباب عدم سفر قناع الملك توت -واسطة العقد في جواهر الآثار المصرية- هو الحرص علي أن يكون في صدارة المعروضات بالمتحف المصري الكبير عند افتتاحه في نهاية العام المقبل.
ومن الآن وحتي افتتاح المتحف الكبير، سيتم افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية المغلق منذ 13 عاماً، بعد تطويره، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، وقصر البارون الذي خصص لعرض تاريخ مصر الجديدة، ومشروع تطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر.
وقبيل حلول منتصف هذا العام - كما يقول د.خالد العناني- سيتم نقل مومياوات فراعنة مصر العظام من متحف التحرير إلي متحف الحضارة، في موكب مهيب يليق بعظمة هؤلاء الملوك العظام.
وبالمناسبة الدكتور خالد العناني كان مديراً لمتحف الحضارة، ثم مديراً للمتحف المصري الكبير قبل توليه منصب وزير الآثار، وقبل ذلك كان رئيساً لقسم الإرشاد السياحي ووكيلاً لكلية السياحة والفنادق التي تخرج فيها عام 1988.
•••
يتكتم الدكتور زاهي والدكتور العناني تفاصيل 3 اكتشافات كبري، سيتم الإعلان عنها في غضون أشهر، وربما معها اكتشاف رابع، وتقع هذه الاكتشافات في سوهاج ومنطقة الأهرام والأقصر، ويوجد في الأقصر بالذات أهم هذه الاكتشافات والمنتظر أن تحدث دوياً كبيراً.
والمتوقع أن تزيد هذه الاكتشافات، التي تترقبها الفضائيات العالمية المتخصصة حجم الإقبال علي السياحة الثقافية لمصر، ورواج معرض آثار الملك توت في باريس الذي تزداد خارجه طوابير الزائرين في كل يوم، ومعها اهتمام الصحافة الفرنسية، إلي درجة أن مجلة ميكي الفرنسية صدرت وعلي غلافها صورة لـ»دونالد داك« وهو يرتدي قناع توت عنخ آمون.
•••
وأسأل الدكتور زاهي، عن الاكتشافات التي يتمني أن تبوح بها رمال مصر ووديانها، فقال: أهمها بالتأكيد مقبرة نفرتيتي والملوك أمنحتب الأول وتحتمس الثاني ورمسيس الثامن، وكذلك مقبرة الإسكندر الأكبر، ومقبرة كليوباترا.


منذ 30 عاماً بالضبط شاهدت رفع علم مصر عالياً خفاقاً فوق طابا مرتين.
المرة الأولي يوم 16 مارس عام 1989 في احتفال عسكري، وكان الذي رفع العلم العميد أركان حرب - وقتها - شوكت طلعت نائب رئيس جهاز الاتصال العسكري.
والمرة الثانية بعدها بثلاثة أيام في احتفال قومي تصدره الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتسلم العلم من المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة القائد العام للقوات المسلحة وقتها، ليرفعه عالياً علي الصاري في قلب مدينة طابا، وسط دوي هتاف حناجر الحضور من المصريين، وزراء وإعلاميين وشخصيات عامة.
كان المفترض أن تنسحب إسرائيل من طابا يوم 25 إبريل عام 1982، كغيرها مما تبقي من أرض لم يحررها السلاح في سيناء وفقا لمعاهدة السلام.
لكن كما هي العادة، أثارت إسرائيل خلافاً مع مصر، علي مواقع بعض نقاط وعلامات علي الحدود المصرية الإسرائيلية منها العلامة (90) التي تحدد موقع طابا ومساحتها كيلو متر مربع داخل الأرض المصرية.
كاد الخلاف ينسف معاهدة السلام، لولا أن تم الاتفاق علي انسحاب إسرائيل من طابا، وعدم دخول القوات المصرية إليها، لحين حسم الخلاف.
ومن يومها دخلت مصر في ماراثون قانوني دبلوماسي مع إسرائيل، استمر قرابة سبع سنوات، وانتهي بصدور حكم هيئة التحكيم الدولية بمصرية طابا.
وللإنصاف أقول: إن موقف الرئيس الأسبق من قضية طابا كان موقفاً وطنياً شجاعاً، ولعل هذا الموقف ومن قبله دوره في حرب أكتوبر، يشفعان له أمام محكمة التاريخ.
والدرس المستفاد من قضية طابا ونحن نتابع هجوم الضباع الأمريكية الإسرائيلية علي الحق العربي في القدس والجولان، أنه ما ضاع حق وراءه مقاتل، فلولا بطولة الجندي المصري في حرب أكتوبر ما تحررت بقية أرض سيناء بالتفاوض.
ولولا المقاوم العربي في غزة وجنوب لبنان، ما فر جنود إسرائيل في جنح الليل يسابقون الرعب وتلاحقهم المذلة.
مرة أخري.. ما ضاع حق وراءه مقاتل أو مقاوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارت توصية من الملك »توت« للطبيب الفرنسي كارت توصية من الملك »توت« للطبيب الفرنسي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon