توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهج الوحدة العربية كعيش يومى

  مصر اليوم -

وهج الوحدة العربية كعيش يومى

بقلم - علي محمد فخرو

أصبح من الضرورى المُلح أن يعالج موضوع الوحدة العربية، الذى أصبح مدخلا وجوديا مفصليا لخروج الأمة العربية، بكل أقطارها وأنظمتها، من الدمار الذى لحق بها مؤخرا، أن يعالج لا كمكون من الفكر القومى العروبى ولا كشعار سياسى فقط وإنما أيضا، وبنفس الأهمية، كممارسة سلوكية يومية على المستويين الرسمى والشعبى.
من هنا الأهمية القصوى لتوعية الفرد العربى توعية وحدوية، فكرية ومشاعرية وروحية، تجعل الفرد مرتبطا عاطفيا وذهنيا بالأهمية القصوى لوحدة أمته من أجل استعادة عافيتها ونهضتها للوقوف أمام الأخطار الاستعمارية والإرهابية والصراعات المذهبية والمناطقية والعرقية التى تمزقها وتنهكها حاليا. هذا يحتاج إلى أن يتم على كافة المستويات وفى جميع الساحات وبصورة مستمرة تدريجية، ولكن تراكمية متصاعدة.
ولهذا يحتاج الأمر إلى سيرورة حياتية تبدأ فى أجواء العائلة، أحاديث وأناشيد وتصرفات دعم، وفى المدرسة، مناهج ونشاطات وأناشيد صباحية وأجواء مدرسية وقدرة من قبل الأساتذة والإدارة، وفى كل مؤسسة مجتمعية مدنية، دعما دينيا والتزاما مهنيا وشعارات سياسية وشعبية. وبمعنى آخر نقل هذا الشعور الوجدانى والذهنى إلى عوالم الفعل والسلوك والالتزام.
فى هكذا أجواء تصبح الوحدة فى مقدمة أحلام الأمة، طاردة لكوابيس التمزق والهوان ومشاعر الضعف المذل، وتصبح عيشا متجددا لتاريخ الأمة المشترك وآمالها المستقبلية المليئة بالتفاؤل والإيمان الواثق المستبشر، وتتوقف عن أن تكون أيديولوجية يطرحها هذا الجزء من الأمة ويرفضها ذلك الجزء الآخر.
ذاك الزخم الوحدوى سيحتاج لدعم الكثير من الجهات فعلى مستوى المدرسة والجامعة سيحتاج الأمر لقرار مشترك من قبل وزارات التربية والتعليم العربية، بالاشتراك مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، لجعل موضوع الوحدة العربية جزءا من مقررات التربية الوطنية. وسيحتاج الأمر لقرار توجيهى ملزم من قبل وزراء الإعلام ووزراء الثقافة العرب للمساهمة الفاعلة فى نشر ثوابت وحدة الأمة وفى توعية الملايين المستمرة بشأن الأهمية الوجودية لهذا الشعار القومى العروبى كطريق مفصلى لإنهاض الأمة.
والأمر نفسه ينطبق على قيادات مؤسسات المجتمعات العربية المدنية، أحزابا وجمعيات ونقابات ونوادى وروابط من أى نوع كانت، أن لا ترى أى حرج فى تبنى هذا الشعار مهما كانت الإيديولوجية التى تتبناها مؤسساتهم: ليبرالية أو إسلامية أو شيوعية أو قومية.
وهناك جانب هام يتعلق بشابات وشباب الأمة مطلوب منهم أن ينضموا لكل نوع من الاتحادات العربية ويطالبوا بقيامها إن لم توجد. هذه خطوة ستنعش الاتحادات وتوسع قواعدها. أما الجانب الهام الآخر فهو أن يقلبوا وسائل التواصل الاجتماعى الإلكترونية إلى أدوات توعية وإشادة لمفاهيم وسلوكيات الوحدة، بحيث يساهموا فى إيصالها إلى ملايين المواطنين العرب.
موضوع الوحدة العربية لا يهم العاملين فى السياسة فقط إنه يهم الجميع دون استثناء، ذلك أن تحققها يفيد الجميع وعدم تحققها يضر الجميع. ولذلك تحتاج الوحدة أن تكون فى صلب الفلسفة والتاريخ وكل العلوم الاجتماعية دون استثناء وليس علم السياسة فقط، وفى صلب الفنون بكل أنواعها، وفى صلب كل النشاطات الترفيهية والرياضية. تحتاج أن تكون إحساسا يوميا ومسلكا حياتيا يمس كل كيان الإنسان العربى.
يقابل بناء كل تلك الأحاسيس والسلوكيات والأحلام الإيجابية، الواقعية إلى أبعد الحدود. نحتاج إلى التوعية المستمرة بسلبيات وأخطار ما يعاكسها، أى التجزئة العربية، كأرض وشعوب وأنشطة وسلوكيات وغياب لأية التزامات.
من هنا يجب أن لا نترك ذرة من جوانب الوحدة دون الحفر والبناء والتطوير والنشر والتوعية، وذلك أن نضالات الشباب والشابات ستكون عقيمة إن لم تجر فى ظل هذا الوهج الوحدوى.
مفكر عربى من البحرين

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهج الوحدة العربية كعيش يومى وهج الوحدة العربية كعيش يومى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon