توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى

  مصر اليوم -

زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى

بقلم - علي محمد فخرو

ستنتهى جولة ومهمة الرئيس الأمريكى فى ما يسمونه الشرق الأوسط خلال بضعة أيام. وعلى الأغلب فإننا سنجنى فى النهاية أربع فواجع كبرى ستقلب رأسا على عقب المشهد العربى برمته.
أولا: إذا اتفق على تكوين الحلف الشرق الأوسطى، الذى سيضم دولا عربية والكيان الصهيونى وبالطبع جوانب كثيرة من الوجود العسكرى الأمريكى، فقل على مجلس التعاون الخليجى السلام.
إذ لن يمكن بأى حال من الأحوال أن تبقى دولة من دول المجلس، على سبيل المثال كالكويت، عروبية الهوى وقومية الالتزام ورافضة رفضا قاطعا للفكر الصهيونى وممارساته الإجرامية الاستعمارية بحق الشعب العربى الفلسطينى، لن يمكن لهكذا دولة عربية أن تبقى فى مجلس يتواجد فى أجزاء منه العساكر الصهاينة ومعداتهم واستخباراتهم ويصبح الخليج العربى مقرا للاستعمار الأمريكى تحت مسميات التعاون والتنسيق والقوات المشتركة.
خصوصا أنه إضافة إلى قيام ذلك الحلف الملىء بالتحفظات والمخاطر يجرى الحديث عن قيام سوق تجارية شرق أوسطية مشتركة تنشط فيها الشركات والاستثمارات والعمالة والسياحة الصهيونية لكى تصبح فى قلب اقتصاد كل الدول المنضمة لذلك الحلف أو لتلك السوق أو لكليهما.
مرة أخرى أليس فى هذا استحالة أن تقبل أن تكون الكويت أو أية دولة مماثلة لها فى المواقف القومية العروبية جزءا من سوق خليجى عربى مشترك مقتصر على الدول العربية الستة فى حين أنها تعرف أن السوق الشرق الأوسطية المقترحة ستكون ممرا آمنا وبلا أية قيود أو عقبات للبضاعة والشركات والاستثمارات والعمالة الصهيونية من خلال الدول التى ستكون لها عضوية ثنائية فى سوق مجلس التعاون من جهة والسوق الشرق أوسطية من جهة أخرى؟
هنا ستكون نهاية مجلس التعاون الخليجى الذى وضعت جهودا هائلة لبنائه وستكون نهاية حلم لأجيال من الشعوب العربية الخليجية التى حلمت بقيام وحدة خليجية فى يوم ما تقود نحو وحدة عربية، فإذا بها تقاد من البعض إلى أن تصحو من ذلك الحلم القومى الجميل الواعد لترى نفسها أمام فاجعة التدمير الكامل والتمزيق الممنهج لذلك المجلس العربى الوحدوى.
ثانيا: وسينطبق الأمر نفسه، بكل تفاصيله ومفاجآته ومؤامراته وجنون القابلين بالدخول فى لعبته الأمريكية ــ الصهيونية، سينطبق على الجامعة العربية فالشىء الطبيعى عند ذاك هو موت الجامعة العربية ومعها حلم السوق العربى المشتركة، ومعهما حلم مشاريع الدفاع العربى المشترك والصناعة الحربية العربية المشتركة.
وبالطبع سينطبق الأمر على المجلس المغاربى العربى، الذى هو الآخر سينفرط عقده، إذ لا يمكن تصور على سبيل المثال، أن تقبل دول كتونس والجزائر وليبيا أن تتعايش مع التناقض المفزع فيما بين سوق الاتحاد المغاربى العربى ومشاريعه الوحدوية الأخرى وبين السوق الشرق الأوسطية المفتوحة لكل ما هو صهيونى، أمنيا واقتصاديا، ومن ثم سياسيا. ولن يكون بمستغرب إن طال الدمار منظمة التعاون الإسلامى أيضا.
ثالثا: وستدخل الثقافة العربية، بما فيها الدين الإسلامى والفكر القومى العروبى والتاريخ العربى والأدب التعاطفى التناغمى المساند لقضية فلسطين وشعبها العربى، ستدخل تلك الثقافة فى نفق مظلم وإملاءات شيطانية من قبل أمريكا والكيان الصهيونى، وذلك من أجل حذف هذا ونسيان ذاك وعدم استعمال هذا التعبير أو ذاك لتجنب كذبة ومهزلة معاداة السامية. وكم من الكتاب والمؤرخين العرب ستمنع كتبهم من التداول وسيدخلون فى قائمة الهولوكوست الصهيونى وهو يخيط ويبيط فى ساحات ثقافة وأدب وتاريخ وفنون العرب.
رابعا: وستجد العديد من الدول العربية نفسها، بفضل الضغوط الأمريكية الهائلة، منخرطة فى تعقيدات ومخاطر الصراع الأمريكى ــ الروسى فى أوكرانيا، وفى المنافسات التجارية العبثية الأمريكية ــ الصينية.
والحل؟ الحل فى إيقاظ جديد لموضوع الوحدة العربية، لكى تقف فى وجه هذه المؤامرة الكبرى، وهى ما ستكون مادة العديد من المقالات القادمة، بعد أن أصبح غيابها مدخلا لكل الفواجع التى نعيشها فى كل أراضى العرب ومنفذا لكل شياطين الغرب الاستعمارى ــ الصهيونى وأعوانه فى الداخل من الضائعين المخدوعين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon