توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأرض أقصر بيوم وأكبر سرعة!

  مصر اليوم -

الأرض أقصر بيوم وأكبر سرعة

بقلم - مجدى علام


لماذا تدور الأرض أسرع من المعتاد؟

وسط كل صخب الحياة الحديثة قد يبدو أن الوقت «يطير» فى كثير من الأحيان، لكن اتضح أنه كذلك بالفعل، بعد أن سجلت الأرض أقصر يوم لها منذ بدء التسجيل فى يونيو، ويثير 1.59 مللى ثانية من الدوران المعتاد لمدة 24 ساعة فى 29 يونيو احتمالية حدوث ثانية كبيسة سلبية للحفاظ على توافق الساعات، وهى المرة الأولى فى التاريخ التى يتم فيها تسريع الساعات العالمية. يدّعى العلماء أن تغير المناخ والنشاط الزلزالى ودوران المحيطات يمكن أن تكون مسئولة، كما يمكن أن يكون السبب هو سحب القمر وما يسمى بـ«تشاندلر ووبل»؛ وهى ظاهرة تُعرّف بأنها حركة متذبذبة تحدث عندما تدور الأرض حول محورها.

تغير المناخ:

يُعتبر الاحترار العالمى أيضاً ذا تأثير من خلال ذوبان الجليد والثلج بوتيرة أسرع، واقترحت الأبحاث أنه مع ذوبان الأنهار الجليدية، نتيجة لارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوى من احتراق الوقود الأحفورى، فإن إعادة توزيع الكتلة تجعل الأرض تدور وتدور بشكل أسرع على محورها، وهذا يؤدى إلى فقدان مئات المليارات من الأطنان من الجليد سنوياً فى المحيطات، ما يتسبب فى تحرك القطبين الشمالى والجنوبى باتجاه الشرق منذ منتصف التسعينيات، وفى السابق كانت العوامل الطبيعية فقط مثل التيارات المحيطية والحمل الحرارى للصخور الساخنة فى أعماق الأرض هى التى ساهمت فى انحراف القطبين، ولكن منذ عام 1980 تحرك موقع القطبين مسافة 13 قدماً (4 أمتار). ومحور دوران الأرض، وهو خط وهمى يمر عبر القطبين الشمالى والجنوبى، يتحرك دائماً بسبب عمليات لا يفهمها العلماء تماماً، لكن الطريقة التى يتم بها توزيع الماء على سطح الأرض هى أحد العوامل التى تؤدى إلى تحول المحور وبالتالى القطبين، وأحد الأمثلة على ذلك هو انخفاض الكتلة الجليدية فى جرينلاند مع ارتفاع درجات الحرارة طوال القرن العشرين، وفى الواقع ذاب نحو 7500 جيجا طن من جليد جرينلاند فى المحيط خلال هذه الفترة الزمنية، وهذا يجعلها واحدة من أهم المساهمين فى نقل الكتلة إلى المحيطات، ما يتسبب فى ارتفاع مستويات سطح البحر.

نشاط زلزالى:

يمكن أن يكون للزلازل والأنشطة الزلزالية الأخرى تأثير على سرعة دوران كوكبنا، وهذا لأنها أيضاً تستطيع تحريك الكتلة نحو مركز الأرض، مثل شخص يدور يسحب ذراعيه للداخل، وبالتالى يغير وزنه مرة أخرى. وعلى سبيل المثال، أدى زلزال 2004 الذى أطلق العنان لتسونامى فى المحيط الهندى إلى تحويل ما يكفى من الصخور لتقصير طول اليوم بنحو ثلاثة ميكروثانية: كما أدت الزلازل الكبرى فى تشيلى فى عام 2010 واليابان فى عام 2011 إلى زيادة دوران الأرض وبالتالى تقليل طول اليوم.

دوران المحيط:

كما أن دوران المحيط والضغط على قاع البحر يسحبان محور الأرض أيضاً، وفى نوفمبر 2009 جعلت الأحداث التى وقعت فى المحيط الجنوبى الأرض تدور بشكل أسرع قليلاً، ما أدى إلى تقصير نصف أيام الشهر بمقدار 0.1 مللى ثانية لكل منهما، واتضح أن تيار المحيط القوى الذى يحلق فى القارة، تيار القطب الجنوبى المحيط بالقطب، هو السبب. ولاحظ الخبراء فى مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا (JPL) فى كاليفورنيا ومعهد فيزياء الأرض فى باريس فى فرنسا أنه تباطأ فجأة فى 8 نوفمبر 2009، وكشفت البيانات الدقيقة طول اليوم بعد ذلك أن التغييرات تسببت على الفور فى دوران الأرض بشكل أسرع، وتقصير كل يوم بمقدار 0.1 مللى ثانية، قبل أن يعود طول اليوم إلى طبيعته فى 20 نوفمبر من ذلك العام تماشياً مع التيار.

غموض فى نواة الأرض:

يعتقد بعض الخبراء أن التفسير يكمن داخل الأرض نفسها، مع احتمال حدوث شىء ما فى لب الكوكب ووشاحه، وتباينت سرعة دوران كوكبنا حول محوره عبر التاريخ، وقبل 1.4 مليار سنة كان يمر اليوم فى أقل من 19 ساعة، مقارنة بـ24 ساعة الآن، لذلك، فى المتوسط، أصبحت أيام الأرض أطول وليست أقصر، بنحو 74000 جزء من الثانية كل عام، لكن الكوكب يدور حالياً بشكل أسرع مما كان عليه قبل نصف قرن، وفى بعض الأحيان تختلف سرعة الدوران قليلاً، ما يؤثر على ضابط الوقت العالمى، الساعة الذرية، التى تتطلب إضافة الثوانى الكبيسة، أو فى الحالة الأخيرة، من المحتمل أن تحدث ثانية كبيسة سلبية، وكانت هناك حاجة لما مجموعه 27 ثانية كبيسة للحفاظ على دقة الوقت الذرى منذ سبعينيات القرن الماضى، وكان آخرها فى ليلة رأس السنة الجديدة 2016 عندما توقفت الساعات مؤقتاً لثانية للسماح للأرض باللحاق بالركب، لكن منذ عام 2020، انعكست هذه الظاهرة، أسرع يوم سابق، فى 19 يوليو من ذلك العام، كان 1.47 مللى ثانية أقصر من 24 ساعة، ولا يمكن للبشر اكتشاف التغيير، لكنه قد يؤثر على الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة، ويتكون كل يوم على الأرض من 86400 ثانية، لكن الدوران ليس منتظماً، ما يعنى أنه على مدار عام، كل يوم يحتوى على جزء من الثانية أكثر أو أقل، والساعة الذرية دقيقة للغاية.

وختاماً: صدق رسول الله فى حديثه أن الزمان قد استدار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض أقصر بيوم وأكبر سرعة الأرض أقصر بيوم وأكبر سرعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon