توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحديات المناخ للزراعة الأفريقية (1)

  مصر اليوم -

تحديات المناخ للزراعة الأفريقية 1

بقلم - مجدى علام

التغير المناخى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

يشير التغير المناخى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى التغيرات المناخية التى تطرأ على تلك المنطقة وإلى الاستجابة اللاحقة لها واستراتيجيات التكيف معها والتخفيف من آثارها. فى عام 2018 انبعث من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 3.2 مليار طن من غاز ثانى أكسيد الكربون، وأنتجت ما نسبته 8.7% من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى العالمية، على الرغم من أن نسبة سكان تلك المناطق لا تتجاوز 6% من سكان العالم، تأتى هذه الانبعاثات فى غالب الأحيان من قطاع الطاقة، وهو جزء لا يتجزأ من اقتصادات العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بسبب احتياطات النفط والغاز الطبيعى الكبيرة الموجودة فى تلك المناطق، تنظر منظمة الأمم المتحدة والبنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية إلى مشكلة التغير المناخى باعتبارها واحدة من أكبر التحديات التى تواجه العالم فى القرن الحادى والعشرين، لما تحمله من تأثيرات غير مسبوقة على النظم الطبيعية لكوكب الأرض، وتُعد التغيرات الشديدة فى درجات الحرارة، والتغيرات فى مستوى سطح البحر، والتحول فى أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة حدوث الظواهر الجوية المتطرفة بعضاً من الآثار الرئيسية للتغير المناخى، كما حددتها اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.

تُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرّضة بشكل خاص لمثل هذه التأثيرات بسبب بيئتها الجافة وشبه القاحلة، وتواجه تحديات مناخية عديدة، كتراجع المعدل السنوى للهطول المطرى وارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة، ومن المتوقع أن تتفاقم الظروف المناخية التى تزيد فرصة حدوث مثل هذه الظواهر فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال القرن الحادى والعشرين، ومن المتوقع كذلك أن تصبح بعض أجزاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق غير صالحة للسكن قبل حلول عام 2100 فى حال لم تتراجع انبعاثات الغازات الدفيئة فيها بشكل كبير، ومن المتوقع أيضاً أن يضيف التغير المناخى ضغطاً كبيراً على الموارد المائية والزراعية النادرة بالأصل فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذى يهدد الأمن القومى والاستقرار السياسى فى جميع البلدان المشمولة، لذلك انخرطت بعض دول المنطقة فى قضية تغير المناخ على المستوى الدولى، من خلال انضمامها لاتفاقيات البيئة، كاتفاق باريس للمناخ.

اعتمدت بعض الدول أيضاً بعض السياسات الخاصة بمواجهة التغير المناخى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على تطوير قطاع الطاقات المتجددة.

الانبعاثات: حددت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، مع الغالبية العظمى من علماء المناخ، انبعاثات الغازات الدفيئة التى ينتجها البشر على أنها المسبب الرئيسى للتغير المناخى، تضاعفت انبعاثات الغازات الدفيئة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى العقود الثلاثة الماضية أكثر من ثلاثة أضعاف، ويرتفع متوسط حصة كل فرد من الانبعاثات فى تلك المنطقة عن المتوسط العالمى، وتتربع العديد من دول الشرق الأوسط فى المراكز العشرة الأولى بقائمة الدول حسب انبعاثات ثانى أكسيد الكربون للفرد، من الممكن القول بأن دولتين اثنتين هما المسئولتان بالمقام الأول عن المستويات المرتفعة لانبعاثات الغازات الدفيئة فى هذه المنطقة، وهما المملكة العربية السعودية وإيران، يحتل هذان البلدان المركزين التاسع والسابع فى قائمة الدول الأكثر إنتاجاً لغاز ثانى أكسيد الكربون فى العالم، وينتج البلدان معاً ما نسبته 40% من انبعاثات الغاز فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التأثيرات الحالية والمتوقعة للتغير المناخى على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

توقعت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أن يرتفع متوسط درجات الحرارة العالمية أكثر من 1.5 درجة فى نهاية القرن الحادى والعشرين، واعتبرت اللجنة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بؤرة ساخنة لتغيرات درجات الحرارة فى المستقبل القريب بسبب ظروفها البيئية القاحلة، من المتوقع أن تكون معدلات الاحترار خلال أشهر فصل الشتاء منخفضة، بالمقابل تشير نفس التوقعات إلى حدوث ازدياد فى درجات حرارة فصل الصيف بشكل كبير، من المتوقع أيضاً أن يؤثر تزايد درجات الحرارة على خفض معدلات الهطولات المطرية وما يرتبط بها من استنزاف لرطوبة التربة، والحد من التبريد التبخيرى، نتيجة لذلك، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة القصوى وأن يزداد تواترها فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لدراسة نشرها معهد ماكس بلانك للكيمياء عام 2016، عدد الأيام الحارة للغاية فى الفترة ما بين سبعينيات القرن العشرين والوقت الذى نُشر فيه التقرير، تتوقع الدراسة حدوث موجات حر مدتها 80 يوماً بحلول عام 2050، و118 يوماً بحلول عام 2100، ومن المتوقع أن تتسبب الارتفاعات فى درجات الحرارة فى زيادة عدد العواصف الرملية المرتبطة بفترات الجفاف الطويلة، وستجعل من أجزاء كبيرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أماكن غير قابلة للسكن، كان متوسط درجات الحرارة خلال أكثر الأيام حرارة فى السنوات الثلاثين الماضية 43 درجة مئوية، توقع الكيميائى الهولندى المتخصص بالغلاف الجوى يوهانس ليليفيلد أن تصل درجة الحرارة القصوى إلى 50 درجة مئوية، وذلك وفقاً للسيناريوهات المناخية الحالية التى وضعتها اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، كما أشار يوهانس ليفيليد إلى أنه من المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة فى الصيف بنسبة تصل إلى 7% فى جميع مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبنسبة تصل إلى 10% فى المناطق شديدة التحضر، اعتُبرت درجات الحرارة العالية تهديداً لصحة الإنسان، إذ تزيد من فرص تعرض الأفراد للإرهاق والنوبات القلبية والوفاة، وتوقع عالم المناخ على أحمد عليبور أن يتضاعف معدل الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عشرين مرة بحلول نهاية القرن، مقارنة مع مثيله فى الوقت الحالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات المناخ للزراعة الأفريقية 1 تحديات المناخ للزراعة الأفريقية 1



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon