توقيت القاهرة المحلي 21:26:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النهر الأخضر والتراب والبيئة!

  مصر اليوم -

النهر الأخضر والتراب والبيئة

بقلم - مجدى علام

واجه المصريون عاصفة ترابية تخطت فى تأثيرها رياح الخماسين الموسمية التى تطل على مصر كل عام فى شهر مايو، حاملة معها تراب ورمال الصحراء منذ عهد الفراعنة الذين قاوموا تأثير التراب بالأشجار التى رسموها على جدران المعابد، ووضعوا البصل على أبواب المنازل للحماية من الأمراض وطرد الشياطين التى تحملها رياح الخماسين لمصر فيمرض الأطفال والكبار. واهتم المصرى القديم بالشجر واعتبره رمزاً للحياة، بل وكانت أنواع بعض الأشجار مخصصة للموتى منهم لحفظ الجثث.

وهكذا وجد الأثريون وعلماء التاريخ الفرعونى أشجار وأعواد نباتات العطور فى التابوت الذى هو مصمم من أنواع خاصة لحفظ الموتى حتى يُبعثوا فى الشاطئ الآخر للنيل (غرب النيل) الذى خصصه الفراعنة للقبور، مقابل شرق النيل الذى بنوا فيه بيوتهم وزرعوا فيه زرعهم وأشجارهم، فكان هذا الشاطئ الحياة، يقابل شاطئ الموت والحياة الآخرة.

ولعل اهتمام المصرى القديم بالأشجار جعل المصرى طوال تاريخه يهتم بها، فزرع الفلاحون أشجار التوت والجميز على ضفاف الترع فى العصور الوسطى والحديثة، وصاحبت أشجار الكافور والجازورينا حواف الطرق، خاصة مع الطرق الترابية فى عهد الإنجليز، التى ظهرت فى كل أفلام السينما القديمة.

وفى عهد محمد على ثم الخديو إسماعيل تم استيراد العديد من الأشجار، وقد كُلفت من المرحوم د. عاطف عبيد، وهو وزير شئون مجلس الوزراء، بحصر أنواع «الصبار» فى قصر محمد على بالمنيل، ووجدت أن لجنة ثورة يوليو المكلفة من الرئيس عبدالناصر أعدت دفاتر ولافتات بأكثر من 55 نوعاً نادراً من الصبار لا مثيل لها فى العالم فى هذا القصر، ولهذا السبب تم تحويل القصر من فندق إلى محمية أثرية تابعة لهيئة الآثار، أتمنى ألا يكون ضاع هذا الكنز الآن. ولقد كانت سعادتى بالغة وأنا أتابع رئيس الوزراء وهو يفتتح المرحلة الأولى من النهر الأخضر الذى يبلغ 40% من مساحة العاصمة الإدارية الجديدة.

وتأكدت أن توجيهات الرئيس السيسى فى منتدى الشباب الذى عُقد بجامعة القاهرة بضرورة تكاتف الجهود الأهلية للنظافة والتشجير ومشاركة المجتمع المدنى والشباب فيها كانت عن اعتقاد واضح بأهمية الأشجار فى رؤية الرئيس، وهو ما أسفر عن إعلان ائتلاف حب الوطن لحملة مكبرة على مستوى الجمهورية للنقابات المهنية والعمالية ومراكز الشباب والمدارس والجامعات لزراعة مليون شجرة منها أشجار مثمرة، خاصة فى المناطق الفقيرة، وبعضها أشجار للزينة، والأخرى كأحزمة خضراء لحماية المدن من الأتربة.

ووافقت وزيرة البيئة النشطة د. ياسمين فؤاد على دعم هذه الحملة بما يقرب من مائة ألف شجرة تُزرع بواسطة النقابات وتسلم للجهات الحكومية لرعايتها، سواء فى مراكز الشباب أو المدارس أو الجامعات أو المستشفيات، ومن المنتظر تسليمها قريباً فى فعالية تحضرها وزيرة البيئة مع المحافظين.

وقد ضربت العاصفة الترابية يوم الأربعاء القاهرة وعدة مدن مصرية، مذكرة الجميع بالإنذار المبكر الذى وجهناه عدة مرات كخبراء مناخ، بأن المناخ المستقر انتهى عهده، وأننا نعيش عصر التقلبات المناخية التى نشهد فيها 4 فصول فى اليوم الواحد، وليس أرخص من الأشجار وسيلة لصد التراب الذى غطى المدن ومص الكربون المسبب لتغير المناخ.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهر الأخضر والتراب والبيئة النهر الأخضر والتراب والبيئة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon