بقلم - مجدى علام
فى إطار المجهود الجبار الذى تبذله وزيرة البيئة ياسمين فؤاد للحاق الساعات وليس الأيام القليلة التى تسبق انعقاد أهم مؤتمر دولى لاتفاقية دولية يعقد على أرض مصر منذ المؤتمر الدولى للسكان عام ١٩٩٤، الذى نجحت مصر آنذاك بالفوز بوجود الأمم المتحدة ودولها فى عهد المرحوم عمر عبدالآخر، التى أقرت أن القاهرة من أكثر العواصم جمالاً، وهذا هو المؤتمر الثانى لاتفاقية تابعة للأمم المتحدة ينعقد على أرض مصر فى مدينة المحميات الطبيعية شرم الشيخ، التى شهدت إعلان أول محمية فى مصر والمنطقة وهى محمية رأس محمد، تلك البقعة التى هى قطعة من جمال ربانى نادر، ووصلة التاريخ المصرى السعودى منذ عهد موسى إذ هرب حوته عند الصخرة المعروفة إلى الآن إلى البحر الأحمر مباشرة ليحدد القرآن نقطة التقاء البحرين العقبة والسويس بدقة عند رأس محمد، ولذلك قال عن الحوت «واتخذ سبيله فى البحر عجبا»، والعجب أنه كان حوتاً ميتاً جاهزاً للأكل فسبح حيّا، والعجب الثانى أنه مفروض أن يتجه لمياه خليج العقبة أو خليج السويس، فهى الأقرب ولكنه سار إلى البحر الأحمر حتى لا يعود للغلام فقد كان فى ذاته آية من آيات الله وليس مجرد وجبة، ولقد تابعت الحملة الإعلامية الناجحة محلياً لوزارة البيئة فى مصر حول مؤتمر تنوع الأحياء، ولَم أر مثلها دولياً، ولو أن وزارة السياحة التقطت هذه الفرصة لتعاقدت على إذاعة ربع دقيقة يومياً فى قنوات CNN وBBC وRT وFRANCE 5، لما تبقى من وقت فهو خير من ملايين البوسترات التى تعلقها مكاتب مصر للطيران أو تذيعها طائراتها لعدد محدود من المترددين، وليت الوزارات الأخرى اقتنصت هذه الفرصة لتعرض وزارة الزراعة تجربتها التاريخية فى السجل التاريخى لتطور الزراعة والأحياء منذ عهد الفراعنة فى المتحف الزراعى، وكذلك متحف الحيوانات النادرة بحديقة الحيوانات والتصميم النادر لأشجار حديقة الأورمان وأنطونيادس وجزيرة النباتات، وإيضاح اهتمام مصر بتسجيل عناصرها الوراثية لكافة البذور والسلالات المصرية حتى لا تسرق اليابان الملوخية وتسجلها باسمها وتسرق إسرائيل الفول والطعمية وتسجلها باسمها؟! وكذلك حديقة الأسماك بتصميمها النادر، ويا ريت أكاديمية البحث العلمى عرضت محطة الأحياء البحرية والأكواريم وندرة مكوناته، وكذلك يشكل متحف الرى والتاريخ العريق لإدارة المياه فى مصر جنباً إلى جنب مع معجزة السد العالى أكبر سد وبحيرة ناصر أكبر بحيرة، فضلاً عن مسار الطيور المهاجرة الست العابرة لمصر ومواقع الأراضى الرطبة فى البحيرات الداخلية، وإننى أناشد السيد رئيس الوزراء أن يعطى توجيهاته للسادة الوزراء المسئولين بسرعة إعداد وثائق وأفلام هذه المواقع وعرضها داخل أروقة المؤتمر وفى وسائل الإعلام المتاحة، راجياً ألا تفوت على مصر هذه الفرصة الذهبية لعرض الموروث المصرى الحضارى والتاريخى فى الحفاظ على الأنواع والكائنات الحية، وختاماً فإن الأمل فى كلمة الرئيس السيسى الذى اعتدنا منه جرأة طرح الموضوعات الشائكة أن يطرح الضرر الواقع على الموارد الطبيعية المصرية، من ضرر بالغ سواء بسبب تغير المناخ أو مشروعات تخزين المياه فى منابع النيل التى تدمر النظام البىئى لنهر النيل كأكبر نظام بىئى طبيعى يضاهى حوض نهر الأمازون فى جنوب أفريقيا، أو لم يتعظ العالم حينما قطعت البرازيل ثلث غابات حوض نهر الأمازون أصاب أفريقيا الجفاف ٧ سنوات كاملة، ودمرت دول ومناطق مثل الصومال ودارفور وغيرها، وليعلم أن هذا المؤتمر فرصة لا تتكرر لسماع صرخة مصر البىئىة من عدوان التلوث الدولى الذى تدفع ثمنه من قوتها ومائها وهوائها بلا ذنب جنت ولا جريمة اقترفت.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع