توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزارة الكهرباء ترى الفحم ورداً

  مصر اليوم -

وزارة الكهرباء ترى الفحم ورداً

بقلم - مجدى علام

فى ظل انقلاب مناخى عارم أكتب هذه الكلمات وسط أجواء من السحابة السوداء وأدخنة المصانع تتجمع لتصنع مزيداً من الأدخنة السوداء، وتصادف أن طلبتنى معدة برنامج أ. وائل الإبراشى للتعليق على إنشاء محطة إنتاج الكهرباء من الفحم، وإذا بزميلى العزيز م. ماهر عزيز، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، يحاول إقناعى أن الفحم أقل تلوثاً وأنه سوف يستمر استخدامه لمدة ٢٠٠ عام مقبلة، وبصرف النظر عن حجج المهندسين أن كل ما يصممونه هو الأمان بعينه ومنها ما قاله أصحاب السفينة تيتانك بأنها غير قابلة للغرق.

وما قاله أحد المهندسين الإيطاليين بأنه لا لزوم للبحر المتوسط واقترح تجفيفه أو على الأقل تجفيف ٣ مناطق عبور فيه يتم اعتبارها جسوراً برية تربط قارة أوروبا بأفريقيا مع ما تبقى من مياه البحر يصبح ٣ بحيرات مغلقة، هكذا هم المهندسون يتصورون أنهم يستطيعون تطويع الطبيعة لتخدم البشر.

اضطررت لهذا السرد لأشرح مشكلة البيئة مع المهندسين، وهكذا حاول صديقى م. ماهر عزيز أن يسوق وجهة نظر أن الفحم عبارة عن ورد بلدى ذى رائحة نسيم عليل، وأن فقط خبراء البيئة لا يرونه ورداً ويرونه، لعدم وعيهم، فحماً أسود، وحينما رددت عليه أن أسوأ شركة فحم صينية فى العالم هى المكلفة بإنشاء إحدى محطات الفحم فى مصر لم يعلق وقال إن الفحم سيظل لمائتى عام أهم تجارة فى العالم.

ولعله من الصدق مع النفس واحترام رغبة وزير الكهرباء د. محمد شاكر، الذى أعتبره واحداً من أكفأ وزراء الطاقة، فإن خبراء البيئة على استعداد لقبول رأى أن اللجوء للفحم اضطرار وأنه إن كان التنوع فى مصادر الطاقة محبذاً من الجميع، بمن فيهم نحن، فلا يعنى أن يكون الفحم 35% من هذا التنوع مقابل نسب أقل للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدرولوجية فإن هذا قلب للحقائق وانقلاب على التطور العلمى وعدم اتعاظ بما حدث فى «بكين» التى أصبحت جزءاً من أهم مراكز التلوث فى العالم.

ومن مساهمات مصادر انبعاثات الطاقة المسببة للتغير المناخى تقرير صدر عن منتجى الكربون وانبعاثاته ويشمل 100 منتج للوقود الأحفورى بما يوازى 1 تريليون طن من الملوثات المسببة للاحتباس الحرارى الذى قلب مناخ العالم، ويشمل شركات كبرى وردت فى التقرير الدولى «للمحاسبة الكربونية»، الذى حدد قاعدة بيانات لهؤلاء الملوثين الكبار وبدأت قاعدة البيانات عام 2013 بواسطة «معهد المحاسبة المناخية» ويشمل حصر انبعاثات الماضى والحاضر والمستقبل وبصفة أساسية أول أكسيد الكربون وغاز الميثان، حيث تضاعفت الانبعاثات خلال 28 عاماً فقط من خلال رصد 25 مصدراً كبيراً لهذه الانبعاثات، وتشمل هذه الشركات شركات الفحم: الشركة الصينية - الروسية - الهندية - والبولندية، وتشكل أعلى مصادر التلوث تليها شركات البترول والغاز بإجمالى عدد 25 شركة.

وأخيراً نحن نتفهم الحاجة للطاقة، ومنها الفحم، لكن على وزير الكهرباء أن يحترم عقولنا ويقول نستخدم الفحم استثناء رغم أنه ملوث ولكنه ليس ورداً.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة الكهرباء ترى الفحم ورداً وزارة الكهرباء ترى الفحم ورداً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon