توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين يعملون فى صمت!

  مصر اليوم -

الذين يعملون فى صمت

بقلم: محمد صلاح البدرى

لا أعتقد أننى أشعر بسعادة وفخر مثل التى أشعر بها وأنا أتابع فعاليات الاحتفال بعيد العلم تحديداً.. إنه الشعور بقيمة ما أحمله على عاتقى من درجة علمية قلما أتذكرها فى خضم الحياة وصعوباتها.. أشاهد ذلك الروب الأسود المقدس الذى يرتديه المكرمون، فأشعر بثقل المهمة وهيبة العلم التى تتجسد فى خيوطه الملساء.

الأمر لا يتعلق بشخصيات العلماء الذين يتم تكريمهم كل عام.. ولكنه ذلك الشعور العام بجلال اللحظات.. وعظمة العلم ذاته.. وأعوام الجهد والعرق الذى تم بذله.. الذين يتم تكريمهم جميعاً فى ذلك العيد على أرفع مستوى سياسى وحكومى فى الدولة..!

إنه ذلك العيد الذى قرر الملك فاروق أن يحتفل به منذ عام ١٩٤٤.. وحدد يوم ١٧ أغسطس ميعاداً سنوياً له.. ومنذ ذلك التاريخ تم تكريم الكثير من الشخصيات البارزة التى أثرت الحياة العلمية والثقافية والفكرية فى هذا الوادى الطيب..! حتى أتى الزعيم «عبدالناصر» ليحول تاريخه إلى ٢١ ديسمبر، وهو تاريخ افتتاح جامعة القاهرة عام ١٩٠٨.. ويحول العيد إلى فرصة لتكريم كل رموز مصر.. فكرم فيه طه حسين وعباس العقاد وأم كلثوم وعبدالوهاب..!

وعلى الرغم من شهرة من سبق ذكرهم.. وسنوات عمرى التى لم تسمح بمشاهدة تكريم هؤلاء الرموز.. فإننى كنت أستمتع أكثر بكثير حين أشاهد الاحتفال كل عام لأرى هؤلاء الذين لا يعرفهم أحد.. والذين ينالون جزءاً بسيطاً من حقهم فى هذه الاحتفالية!

كم كان الأمر قاسياً حين توقف الاحتفال عقب ثورة يناير.. وقتها شعرت وكأن الوطن قد توقف عن الحياة ذاتها.. وأن التقدير والإجلال لكل عمل دؤوب فى هذا المجال لم يصبح لهما مكان..!

ولعل عودة الاحتفال بهذا العيد منذ ٢٠١٤ عقب إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى المبادرة القومية نحو بناء مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر.. تلك المبادرة التى كان الرئيس قد كلف المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى بإعدادها، التى تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصرى.. لعلها السبب الذى جعلنى أفكر فى هذا الاقتراح.. لعله يساعد فى تحقيق أهداف المبادرة التى أعرف أهميتها فى مجتمع كمجتمعنا..!

الفكرة أن الوطن يحمل على أرضه الكثير من العلماء الذين يستحقون التكريم.. ربما لم ينالوا شهرة من تم تكريمهم على مدار العقود الماضية.. ولكنهم عظماء فى حملهم لواء العلم والتطوير والإبداع.. عظماء كل فى جامعته أو مركزه البحثى.. لم يتجاوز بشهرته هذا الإطار طيلة حياته..!

لماذا لا يهتم الإعلام بهؤلاء العلماء؟.. لماذا لا يتم تسليط الضوء عليهم وعلى أبحاثهم وإسهاماتهم فى كل المجالات؟ فعلى مدار السنوات السابقة لم أرَ برنامجاً تليفزيونياً واحداً يعرف الناس بهم سوى برنامج «مصر تستطيع» للصديق أحمد فايق، الذى تبثه قناة DMC.. فهل يكفى؟!

لماذا لا نكرم كلاً فى مكانه؟.. فيكون هناك عيد للعلم فى كل جامعة بنسق منظم ويخصص له برنامج تليفزيونى مميز؟.. ليتم تعريف الناس بهؤلاء العظام الذين لا يعرفهم أحد.. ويمنحون قدراً ولو بسيطاً من حقهم على هذا المجتمع..

أعرف أن هناك بعض الجامعات تقر هذه الاحتفالية كل عام.. وتختار المكرمين طبقاً لعدد الأبحاث الدولية التى تم نشرها.. ولكنّ أحداً لا يسمع عن تلك الاحتفاليات بأى شكل.. ويبقى تكريمهم سراً بينهم وبين جامعتهم.. وكأنه لا يستحق أن يعرفه الناس ككل من يظهر على شاشات التلفاز وفى الصحف!!

أعتقد أن اقتراحاً بتعميم الاحتفال فى الجامعات المصرية وتغطيته إعلامياً بشكل مناسب سيكون أمراً جيداً.. لتكريم هؤلاء الذين يعملون فى صمت!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يعملون فى صمت الذين يعملون فى صمت



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon