توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين يعملون فى صمت!

  مصر اليوم -

الذين يعملون فى صمت

بقلم: محمد صلاح البدرى

لا أعتقد أننى أشعر بسعادة وفخر مثل التى أشعر بها وأنا أتابع فعاليات الاحتفال بعيد العلم تحديداً.. إنه الشعور بقيمة ما أحمله على عاتقى من درجة علمية قلما أتذكرها فى خضم الحياة وصعوباتها.. أشاهد ذلك الروب الأسود المقدس الذى يرتديه المكرمون، فأشعر بثقل المهمة وهيبة العلم التى تتجسد فى خيوطه الملساء.

الأمر لا يتعلق بشخصيات العلماء الذين يتم تكريمهم كل عام.. ولكنه ذلك الشعور العام بجلال اللحظات.. وعظمة العلم ذاته.. وأعوام الجهد والعرق الذى تم بذله.. الذين يتم تكريمهم جميعاً فى ذلك العيد على أرفع مستوى سياسى وحكومى فى الدولة..!

إنه ذلك العيد الذى قرر الملك فاروق أن يحتفل به منذ عام ١٩٤٤.. وحدد يوم ١٧ أغسطس ميعاداً سنوياً له.. ومنذ ذلك التاريخ تم تكريم الكثير من الشخصيات البارزة التى أثرت الحياة العلمية والثقافية والفكرية فى هذا الوادى الطيب..! حتى أتى الزعيم «عبدالناصر» ليحول تاريخه إلى ٢١ ديسمبر، وهو تاريخ افتتاح جامعة القاهرة عام ١٩٠٨.. ويحول العيد إلى فرصة لتكريم كل رموز مصر.. فكرم فيه طه حسين وعباس العقاد وأم كلثوم وعبدالوهاب..!

وعلى الرغم من شهرة من سبق ذكرهم.. وسنوات عمرى التى لم تسمح بمشاهدة تكريم هؤلاء الرموز.. فإننى كنت أستمتع أكثر بكثير حين أشاهد الاحتفال كل عام لأرى هؤلاء الذين لا يعرفهم أحد.. والذين ينالون جزءاً بسيطاً من حقهم فى هذه الاحتفالية!

كم كان الأمر قاسياً حين توقف الاحتفال عقب ثورة يناير.. وقتها شعرت وكأن الوطن قد توقف عن الحياة ذاتها.. وأن التقدير والإجلال لكل عمل دؤوب فى هذا المجال لم يصبح لهما مكان..!

ولعل عودة الاحتفال بهذا العيد منذ ٢٠١٤ عقب إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى المبادرة القومية نحو بناء مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر.. تلك المبادرة التى كان الرئيس قد كلف المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى بإعدادها، التى تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصرى.. لعلها السبب الذى جعلنى أفكر فى هذا الاقتراح.. لعله يساعد فى تحقيق أهداف المبادرة التى أعرف أهميتها فى مجتمع كمجتمعنا..!

الفكرة أن الوطن يحمل على أرضه الكثير من العلماء الذين يستحقون التكريم.. ربما لم ينالوا شهرة من تم تكريمهم على مدار العقود الماضية.. ولكنهم عظماء فى حملهم لواء العلم والتطوير والإبداع.. عظماء كل فى جامعته أو مركزه البحثى.. لم يتجاوز بشهرته هذا الإطار طيلة حياته..!

لماذا لا يهتم الإعلام بهؤلاء العلماء؟.. لماذا لا يتم تسليط الضوء عليهم وعلى أبحاثهم وإسهاماتهم فى كل المجالات؟ فعلى مدار السنوات السابقة لم أرَ برنامجاً تليفزيونياً واحداً يعرف الناس بهم سوى برنامج «مصر تستطيع» للصديق أحمد فايق، الذى تبثه قناة DMC.. فهل يكفى؟!

لماذا لا نكرم كلاً فى مكانه؟.. فيكون هناك عيد للعلم فى كل جامعة بنسق منظم ويخصص له برنامج تليفزيونى مميز؟.. ليتم تعريف الناس بهؤلاء العظام الذين لا يعرفهم أحد.. ويمنحون قدراً ولو بسيطاً من حقهم على هذا المجتمع..

أعرف أن هناك بعض الجامعات تقر هذه الاحتفالية كل عام.. وتختار المكرمين طبقاً لعدد الأبحاث الدولية التى تم نشرها.. ولكنّ أحداً لا يسمع عن تلك الاحتفاليات بأى شكل.. ويبقى تكريمهم سراً بينهم وبين جامعتهم.. وكأنه لا يستحق أن يعرفه الناس ككل من يظهر على شاشات التلفاز وفى الصحف!!

أعتقد أن اقتراحاً بتعميم الاحتفال فى الجامعات المصرية وتغطيته إعلامياً بشكل مناسب سيكون أمراً جيداً.. لتكريم هؤلاء الذين يعملون فى صمت!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يعملون فى صمت الذين يعملون فى صمت



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon