توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

#١٠٠-مليون-صحة

  مصر اليوم -

١٠٠مليونصحة

بقلم - محمد صلاح البدرى

تسارعت الابتسامة على وجهى فى حنان ممتزج بالحيرة.. حين سألتنى والدتى عن معنى تلك العلامة التى تسبق ذلك الشعار الذى يظهر على شاشة التلفاز منذ أيام «#١٠٠-مليون-صحة».. إذ كيف سأشرح لجيل انبهر بالتلفاز نفسه وهو طفل معنى كلمة «الهاشتاج»..! ربما بذلت مجهوداً لا بأس به لشرحه لها.. ولكننى متأكد أن الفكرة لم تصل إليها كاملة بعد..! لا بأس..!

ولعله أمر جيد أن يبدأ الإعلام المصرى فى مخاطبة الفئة الأكثر تأثيراً بين جمهوره بلغتهم التى ابتدعوها.. فالشعار المكتوب يشى بأن فكراً جديداً بدأ فى غزو الشاشات.. وبنظرة متفتحة للجيل المقبل من الشباب الذى لا يعرف تقريباً سوى هذه اللغة التى تنتمى إلى العالم الافتراضى فى مواقع التواصل الاجتماعى أكثر من انتمائها إلى أرض الواقع.. ولعل سبب السعادة لا يقتصر على لغة المخاطبة بقدر ما هى بسبب المشروع نفسه.. فالواقع أننى سعيد حقاً بتلك المبادرة الرئاسية التى تحولت إلى واقع ملموس.. وبعملية المسح الشامل لفيروس سى وغيره من الأمراض غير السارية.. تلك العملية التى تعد الأولى من نوعها فى تاريخ وزارة الصحة المصرية.. والأكبر على مستوى العالم كله.. المبادرة لا شك أنها تكتب فصلاً جديداً فى دستور التاريخ الحضارى المصرى.. فإجراء الكشف وتقديم خدمات المتابعة والتقييم بالمجان عبر مراكز العلاج للمواطنين هو أمر يليق بدولة كبيرة تهتم بصحة مواطنيها بشكل راق.. والاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين من المسح هو أمر ينبغى أن يتم تثمينه بشكل محترم.. ويضيف إلى إنجازات تلك الحكومة الشابة ما يجعلها تقدم نفسها للمواطنين بشكل أكثر قرباً.. المشكلة أنه لسبب ما تصر الحكومة على العمل بشكل منفرد.. فعمليات المسح لم تبدأ بهذه المبادرة وحدها.. أذكر أن مشروعاً كاملاً للكشف عن الإصابة بفيروس سى قد تبنته بعض الجمعيات الأهلية مثل مؤسسة اسمعونا فى الفترة السابقة.. وتمكنوا من الكشف على عدد كبير من المواطنين، عبر حملة حملت اسم «اطمن على نفسك» فى العام الماضى وبدعم من صندوق تحيا مصر.. فلماذا لم تتم الاستعانة بقواعد البيانات الموجودة لدى تلك الجمعيات فى عملية المسح الجديدة؟ لماذا لم يتم التعاون مع الجمعيات الأهلية التى قامت بجهد سابق.. والاستعانة بها فى الوصول للمواطنين غير المقيدين بقواعد البيانات الانتخابية.. إن وجود تلك الجمعيات فى المبادرة سيمكن الحكومة من توفير الجهد والمال لإعادة الكشف عمن تم الكشف عليه فى المبادرات السابقة.. كما أنه سيضمن الوصول لأكبر عدد من المرضى الذين يعيشون على هامش الدولة.. الذين لا تتمكن الحكومة من الوصول لهم فى المعتاد..!

المشكلة الثانية تكمن فى تحفظى على صرف العلاج كاملاً للمصابين فور الكشف عن مرضهم.. فما الضمان أنهم سيتناولون العلاج ولا يقومون ببيعه مثلاً.. أو حتى ما الضمان أنهم سيشفون بالكامل بهذا «الكورس العلاجى» إذا أخذنا فى الاعتبار أن نسب الشفاء لا تصل إلى ١٠٠٪ أبداً؟! كان يمكن الاعتماد على الجمعيات الأهلية فى متابعة المصابين والتأكد من شفائهم.. أو حتى متابعة صرف العلاج لهم بشكل شهرى لضمان عدم تصرفهم فى العلاج!!

إن التوجيه الرئاسى بالتعاون مع الجمعيات الأهلية واضح منذ بداية فترة حكم الرئيس.. وأهمية دورهم فى التكامل مع ما تقدمه الحكومة من خدمات لا يمكن إنكاره.. ويبقى أن يتم التعامل مع ذلك التوجيه بجدية من الجانب التنفيذى للحكومة!!

ربما نأمل أن يتم تدارك الأمر فى الفترة المقبلة.. وأن تتم الاستعانة بهم والتعاون معهم لنحصل على النتائج المرجوة من الحملة.. التى تليق بهذا الوطن!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

١٠٠مليونصحة ١٠٠مليونصحة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon