توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعى الصحى.. منهج دراسى مطلوب

  مصر اليوم -

الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب

بقلم - محمد صلاح البدرى

الصدفة وحدها هى التى قادتنى للاطلاع على مناهج مادة العلوم التى يدرسها أصغر أبنائى فى المرحلة الابتدائية.. لا أذكر أننى حظيت بتلك الفرصة من قبل مع أختيه الأكبر سناً.. ربما هو الفضول الذى دفعنى لتصفح ذلك الكتاب اللامع الذى يحمل صوراً ملونة.. أو ربما هى تلك الأسئلة التى لا تتوقف من ذلك الصغير الذى يتحسس العالم.. والتى يدور جزء كبير منها -بحكم الظرف العالمى الخاص بـ«كوفيد»- حول الفيروسات والبكتيريا وكيفية الوقاية منها.. والتى جعلت سؤالاً مهماً يقفز فى ذهنى.. وهو: لماذا لم تتغير المناهج الدراسية خلال العامين الأخيرين لتواكب التغيرات التى حدثت للعالم؟!

لا أعتقد أن علم مكافحة العدوى والطب الوقائى قد حظيا باهتمام البشر عبر التاريخ مثلما حدث فى العامين الأخيرين بكل تأكيد.. الأمر لم يعد يقتصر على الأطباء والعاملين بالقطاع الطبى وحدهم.. بل شمل كل من يعيش على ظهر هذا الكوكب دون أدنى مبالغة..!

الكل قد أدرك أهمية وقيمة الطب الوقائى ووسائل الحماية الشخصية.. الجميع أصبحوا يبحثون عن أنواع المطهرات وكيفية استخدامها.. أصبح الحديث عن أنواع الكمامات ودرجة الحماية التى يقدمها كل نوع حواراً تقليدياً يمكن أن تسمعه فى المواصلات العامة.. أو تقرأ عنه بالصدفة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى دون أن تتعجب من دقة المعلومات التى يتم تداولها والتى لم تكن مطروحة للعامة من قبل..!

لقد تمكن «كوفيد» من إحداث تغييرات جذرية فى سلوك العالم الصحى.. وأصبحت مكافحة العدوى ركناً أساسياً فى كل قواعد الحياة والعمل.. بل والترفيه أيضاً..!

الفكرة أن الأمر لم يثر انتباه أحد حتى الآن لإعادة تشكيل المناهج الدراسية لتواكب الشكل الجديد للحياة.. مكتفياً بما يتلقاه الطلبة فى مراحل الدراسة المختلفة.. والذى لا يزيد على مجرد تنويهات متناثرة فى مناهج القراءة، والاطلاع عن أهمية النظافة الشخصية.. أو حتى فى مادة العلوم لشرح أنواع البكتيريا والفيروسات.. كل هذا دون منهجية واضحة.. ودون حتى أن يتم تحديث المعلومات المذكورة فى تلك الدروس لتواكب التحديات الجديدة التى فرضها «كوفيد» اللعين..!

لم يفكر أحد فى إضافة مادة للثقافة الصحية لطلبة المرحلة الابتدائية أو حتى لمرحلة رياض الأطفال.. لم يحاول أحدهم أن يقر منهجاً متكاملاً يشرح فيه سبل مكافحة العدوى وطرق التعقيم وأدواته لتلك الفئات العمرية..!

مجهود محمود لا يمكن إنكاره قامت به الدولة عبر وسائل إعلامها لنشر الوعى الصحى فى كل مكان متاح.. حملات توعية مباشرة ومكثفة تم بثها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر الثقافة الصحية وطرق الوقاية ومكافحة العدوى لكل الفئات.. ولكنى أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تعامل بشكل أكثر منهجية..!

المشكلة أن مكتبات كليات التربية فى مختلف الجامعات المصرية تمتلئ بالأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه التى تتحدث عن التثقيف الصحى لطلبة المدارس.. دون أن يقرر أحدهم الاستفادة منها بشكل عملى.. ودون أن يفكر أحد فى دراسة تنفيذ إحدى تلك التجارب التى أثبتت نجاحاً على المستوى النظرى والتطبيقى!!

إن الوصول إلى هذه المرحلة السنية بمعلومات مبسطة وواضحة عن الثقافة الصحية وسبل الوقاية سيكون مفيداً بكل تأكيد فى حماية المجتمع كله ليس من «كوفيد» وحده.. بل من العديد من الأمراض الوبائية فى المستقبل.. وإقرار منهج واضح مستقل سيعزز كثيراً من مجهودات الدولة لنشر الوعى الصحى بين فئاته المختلفة..!

أعتقد أن الوقت قد حان لتصبح الثقافة الصحية مادة مستقلة.. فتلقينها للطلبة فى سن مبكرة سيعزز حملات التوعية ضد «كوفيد» وما سيأتى من بعده.. أو هكذا أعتقد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon