توقيت القاهرة المحلي 11:13:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعى الصحى.. منهج دراسى مطلوب

  مصر اليوم -

الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب

بقلم - محمد صلاح البدرى

الصدفة وحدها هى التى قادتنى للاطلاع على مناهج مادة العلوم التى يدرسها أصغر أبنائى فى المرحلة الابتدائية.. لا أذكر أننى حظيت بتلك الفرصة من قبل مع أختيه الأكبر سناً.. ربما هو الفضول الذى دفعنى لتصفح ذلك الكتاب اللامع الذى يحمل صوراً ملونة.. أو ربما هى تلك الأسئلة التى لا تتوقف من ذلك الصغير الذى يتحسس العالم.. والتى يدور جزء كبير منها -بحكم الظرف العالمى الخاص بـ«كوفيد»- حول الفيروسات والبكتيريا وكيفية الوقاية منها.. والتى جعلت سؤالاً مهماً يقفز فى ذهنى.. وهو: لماذا لم تتغير المناهج الدراسية خلال العامين الأخيرين لتواكب التغيرات التى حدثت للعالم؟!

لا أعتقد أن علم مكافحة العدوى والطب الوقائى قد حظيا باهتمام البشر عبر التاريخ مثلما حدث فى العامين الأخيرين بكل تأكيد.. الأمر لم يعد يقتصر على الأطباء والعاملين بالقطاع الطبى وحدهم.. بل شمل كل من يعيش على ظهر هذا الكوكب دون أدنى مبالغة..!

الكل قد أدرك أهمية وقيمة الطب الوقائى ووسائل الحماية الشخصية.. الجميع أصبحوا يبحثون عن أنواع المطهرات وكيفية استخدامها.. أصبح الحديث عن أنواع الكمامات ودرجة الحماية التى يقدمها كل نوع حواراً تقليدياً يمكن أن تسمعه فى المواصلات العامة.. أو تقرأ عنه بالصدفة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى دون أن تتعجب من دقة المعلومات التى يتم تداولها والتى لم تكن مطروحة للعامة من قبل..!

لقد تمكن «كوفيد» من إحداث تغييرات جذرية فى سلوك العالم الصحى.. وأصبحت مكافحة العدوى ركناً أساسياً فى كل قواعد الحياة والعمل.. بل والترفيه أيضاً..!

الفكرة أن الأمر لم يثر انتباه أحد حتى الآن لإعادة تشكيل المناهج الدراسية لتواكب الشكل الجديد للحياة.. مكتفياً بما يتلقاه الطلبة فى مراحل الدراسة المختلفة.. والذى لا يزيد على مجرد تنويهات متناثرة فى مناهج القراءة، والاطلاع عن أهمية النظافة الشخصية.. أو حتى فى مادة العلوم لشرح أنواع البكتيريا والفيروسات.. كل هذا دون منهجية واضحة.. ودون حتى أن يتم تحديث المعلومات المذكورة فى تلك الدروس لتواكب التحديات الجديدة التى فرضها «كوفيد» اللعين..!

لم يفكر أحد فى إضافة مادة للثقافة الصحية لطلبة المرحلة الابتدائية أو حتى لمرحلة رياض الأطفال.. لم يحاول أحدهم أن يقر منهجاً متكاملاً يشرح فيه سبل مكافحة العدوى وطرق التعقيم وأدواته لتلك الفئات العمرية..!

مجهود محمود لا يمكن إنكاره قامت به الدولة عبر وسائل إعلامها لنشر الوعى الصحى فى كل مكان متاح.. حملات توعية مباشرة ومكثفة تم بثها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر الثقافة الصحية وطرق الوقاية ومكافحة العدوى لكل الفئات.. ولكنى أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تعامل بشكل أكثر منهجية..!

المشكلة أن مكتبات كليات التربية فى مختلف الجامعات المصرية تمتلئ بالأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه التى تتحدث عن التثقيف الصحى لطلبة المدارس.. دون أن يقرر أحدهم الاستفادة منها بشكل عملى.. ودون أن يفكر أحد فى دراسة تنفيذ إحدى تلك التجارب التى أثبتت نجاحاً على المستوى النظرى والتطبيقى!!

إن الوصول إلى هذه المرحلة السنية بمعلومات مبسطة وواضحة عن الثقافة الصحية وسبل الوقاية سيكون مفيداً بكل تأكيد فى حماية المجتمع كله ليس من «كوفيد» وحده.. بل من العديد من الأمراض الوبائية فى المستقبل.. وإقرار منهج واضح مستقل سيعزز كثيراً من مجهودات الدولة لنشر الوعى الصحى بين فئاته المختلفة..!

أعتقد أن الوقت قد حان لتصبح الثقافة الصحية مادة مستقلة.. فتلقينها للطلبة فى سن مبكرة سيعزز حملات التوعية ضد «كوفيد» وما سيأتى من بعده.. أو هكذا أعتقد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب الوعى الصحى منهج دراسى مطلوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon