توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجامعات المصرية.. أزمات العلم والدخل!

  مصر اليوم -

الجامعات المصرية أزمات العلم والدخل

بقلم - محمد صلاح البدرى

منذ عدة أسابيع أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء القرار رقم 1804 لسنة 2022 الذى يقضى بالموافقة على مد إجازات العاملين بالخارج من المخاطبين بقانون الخدمة المدنية ومن المنتمين للهيئات الخدمية والاقتصادية وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال لمدة عام جديد دون التقيد بعدد سنوات الإجازة السابقة.. القرار لم يحمل أى استثناء لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.. وهو ما يعنى الموافقة على مد إجازات أعضاء هيئة التدريس الذين أتموا عامهم العاشر للعمل بالخارج باعتبارهم عاملين بإحدى الهيئات الخدمية فى الدولة!

القرار دفع أحد الأصدقاء الذى يعمل عضواً بهيئة تدريس إحدى الجامعات المصرية، ومعار للخارج منذ عشر سنوات أن يتقدم لتجديد الإجازة الخاصة به من جامعته.. إلا أن رئيس الجامعة قد رفض الطلب دون أن يحدد أسباب الرفض.. أو حتى يدفع بدليل على استثناء أعضاء هيئة التدريس من قرار رئيس الوزراء!

أزمة حقيقية تعانى منها الجامعات المصرية منذ فترة طويلة.. أزمة يمكن تلخيصها فى فكرة تحول الأستاذ الجامعى من «عالِم» ينبغى الاستفادة منه إلى موظف عام يبحث عن فرص أفضل للعمل وتحسين الدخل.

كم عضو هيئة تدريس لم يُدرِّس محاضرة واحدة للطلبة منذ بداية الدراسة حتى الآن؟.. بل ولم يشرف على بحث أو رسالة ماجستير أو دكتوراه منذ عام ويزيد.. بل كم منهم لم يقدم بحثاً منشوراً بأى دورية علمية منذ سنوات؟! أعرف عضواً بهيئة تدريس إحدى الجامعات لم يقدم بحثاً واحداً منذ أكثر من ثمانى سنوات بعد حصوله على الدكتوراه حتى الآن.. ويعلنها صراحة أنه لن يقدم أبحاثاً أو يشرف على رسائل لأنه -بنص حديثه- لا يرى أنها ستضيف إلى راتبه شيئاً!

الأزمة الحقيقية للجامعات المصرية ليست فى مد إعارات أعضاء هيئة التدريس بعد العام العاشر أو حتى العام الخمسين.. الأزمة فى أن النظام الحالى للجامعات -وعذراً على القسوة- جعل فيها أكبر نسبة بطالة مقنَّعة فى هذا الوطن!

أعضاء هيئة التدريس العاملون بالخارج يشكلون مصدراً مهماً للقوة الناعمة لمصر فى الخارج وخاصة فى دول الخليج.. كما أنهم يساهمون بقدر لا بأس به فى تحويلات المصريين بالخارج من العملة الأجنبية.. بالإضافة إلى أنهم يتحملون قيمة تأميناتهم سنوياً.. فلماذا لا يتم السماح لهم بالتجديد؟!

لن يؤثر تجديدهم بكل تأكيد على العملية التعليمية.. كما أنهم لن يحرموا زملاءهم من فرصة السفر وهو ما كان السبب الرئيسى لفكرة تحديد مدة الإعارة.. فكل عام يتم تعيين المئات من الأعضاء الجدد..!

الحل فى رأيى ليس فى رفض التجديد لهم.. بل يكون بتغيير المنظومة بأكملها.. الحل فى أن يتوقف تعيين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعات المصرية بشكل دائم.. ويتحول الوضع إلى تعاقد محدد المدة.. يتم بعده مراجعة كل منهم.. ودراسة قيمة ما قدمه للجامعة أو المركز البحثى الذى يعمل فيه.. وعدد الأبحاث التى نشرها والرسائل التى أشرف عليها.. ثم يتم اتخاذ القرار بعدها بتجديد التعاقد أو إنهائه..!

الأمر بهذه الصورة سيسمح بالكثير من المرونة فى المقابل المادى الذى يتقاضاه العاملون بالسلك الجامعى.. وسيقضى على «التكاسل» الذى يصيب الغالبية العظمى من أعضاء هيئة التدريس.. بل وسيجعل الجميع يسعى طوال الوقت للمساهمة فى البحث العلمى بشكل منتظم..!

أعتقد أن دراسة حقيقية لتعديل قانون العمل بالجامعات المصرية قد بات ضرورة ليتناسب مع متطلبات العصر.. والعمل على تعديل نظام التعيين والتعاقد بل والترقيات ليرتبط بالإنتاج العلمى نفسه.. مع السماح بالسفر والعمل بالخارج للراغبين فى ذلك من العاملين الحاليين..!

إن الدولة المصرية تمتلك من الثروة البشرية ما يجعلها من أغنى الدول فى العالم.. والحفاظ على قوتها الناعمة يقضى بأن يصبح أبناؤها سفراء فى الجامعات العربية والأفريقية بشكل مستمر.. يبقى أن ننظم الأمر ليحصل كلٌ على حقه.. أو هكذا أعتقد! 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعات المصرية أزمات العلم والدخل الجامعات المصرية أزمات العلم والدخل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon