توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة..!

  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة

بقلم - محمد صلاح البدرى

لم يواجه العالم أزمة اقتصادية بهذه القوة منذ زمن بعيد.. البعض توقع ركوداً اقتصادياً وارتفاعاً كبيراً فى نسب التضخم عقب انتهاء أزمة كوفيد ١٩، ولكن أحداً لم يتخيل أن الأزمة ستصل إلى هذا الحد..!

هى أزمة حقيقية معقدة.. صنعها ذلك الفيروس اللعين بإجراءات الوقاية منه والحد من انتشاره.. واستمرت فى الانفجار بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت بشدة على سلاسل الإمداد والتموين فى العالم كله.. حتى إن البعض يتنبأ باستمرار الأزمة وزيادة تبعاتها حتى نهاية العقد الحالى..!

أكثر من دولة أوروبية كبرى تعانى من ارتفاع ملحوظ فى نسب التضخم وأزمة كبيرة فى مصادر الطاقة تحديداً.. الولايات المتحدة تعانى من أكبر أزمة ركود اقتصادى منذ أربعين عاماً.. معظم الدول النامية تعانى من نقص حاد فى السلع الأساسية!

لم يعد الرهان على النمو الاقتصادى بشكله المعروف مقبولاً.. أصبح البحث عن شكل مختلف للاقتصاد ضرورة ملحة.. وهنا يظهر للجميع أهمية ما كان يُعرف باقتصاد المعرفة..!

المصطلح نفسه ليس جديداً بل يعود إلى منتصف خمسينيات القرن الماضى.. وهو يعنى أن تكون المعرفة هى المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى.. ليصبح الابتكار والإبداع أحد أهم أساسيات الاقتصاد.. ويصبح التعليم المتطور ومواكبة العصر فى التكنولوجيا الحديثة أساساً للتنافسية الاقتصادية..!

وعلى العكس من الاقتصاد المبنى على الإنتاج والذى تلعب فيه المعرفة دوراً أقل بينما يكون النمو مدفوعاً بعوامل الإنتاج التقليدية.. فإن الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشرى، هى أكثر الأصول قيمة فى هذا النوع من الاقتصاد الجديد!

بمعنى أكثر وضوحاً أصبح وجود خط اقتصادى قائم على إنتاج المعرفة وتقديمها كسلعة متاحة للآخرين هو إحدى أهم وسائل النمو التى يبحث عنها العالم فى هذه الأزمة.. وهو ما يجعل الاستثمار فى البشر وتدريبهم وتعليمهم أمراً حيوياً وهاماً..!

أفضل مثال لهذا النوع من الاستثمار ظهر واضحاً خلال أزمة كوفيد نفسها.. فبعد أقل من شهر على انتشار كوفيد كانت المعامل البيولوجية فى أكثر من دولة قد تمكنت من تحديد خريطته الجينية.. وبعد أقل من شهور ستة من انتشاره ظهر للوجود أول مصل للوقاية منه.. ثم تحول هذا المصل وغيره من الأمصال التى ظهرت تباعاً إلى إحدى أهم وسائل الربح للشركات المنتجة له.. حتى إن شركة فايزر وحدها قد تمكنت من تحقيق أرباح تقترب من ٢٢ مليار دولار بحسب ما أعلنت عنه رسمياً فى فبراير الماضى..!

فى مصر نمتلك بالفعل ثروة بشرية ضخمة.. ثروة يمكن استغلالها فى هذا النوع من الاقتصاد بسهولة إن تم وضع خطة واضحة للاستثمار فى البحث العلمى وتطويره.. لم تعد رفاهية الانتظار واستهلاك ما يقدمه الغرب متاحة إلى حد كبير.. وأصبح ضرورياً أن نمتلك ما نقدمه نحن للعالم نظير ما نحصل عليه.. أو حتى نظير مقابل يمكّننا من مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية..!

فى رأيى ينبغى وضع خطة عاجلة لتطوير البحث العلمى فى مصر.. ينبغى أن تتم الاستفادة من كل العقول المصرية التى ابتُعثت للخارج خلال العقود الماضية ولم تجد بيئة مناسبة للعمل بعد أن عادت لأرض الوطن..!

إن اقتصاد العالم كله قد أصبح على المحك.. ولن ينجو من تلك الأزمة إلا من تمكن من استثمار ما يمتلك.. فقط نحتاج إلى أن نعرف قيمة هذا الاستثمار وكيفية إدارته.. أو هكذا أعتقد..!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد المعرفة اقتصاد المعرفة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon