توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة..!

  مصر اليوم -

اقتصاد المعرفة

بقلم - محمد صلاح البدرى

لم يواجه العالم أزمة اقتصادية بهذه القوة منذ زمن بعيد.. البعض توقع ركوداً اقتصادياً وارتفاعاً كبيراً فى نسب التضخم عقب انتهاء أزمة كوفيد ١٩، ولكن أحداً لم يتخيل أن الأزمة ستصل إلى هذا الحد..!

هى أزمة حقيقية معقدة.. صنعها ذلك الفيروس اللعين بإجراءات الوقاية منه والحد من انتشاره.. واستمرت فى الانفجار بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت بشدة على سلاسل الإمداد والتموين فى العالم كله.. حتى إن البعض يتنبأ باستمرار الأزمة وزيادة تبعاتها حتى نهاية العقد الحالى..!

أكثر من دولة أوروبية كبرى تعانى من ارتفاع ملحوظ فى نسب التضخم وأزمة كبيرة فى مصادر الطاقة تحديداً.. الولايات المتحدة تعانى من أكبر أزمة ركود اقتصادى منذ أربعين عاماً.. معظم الدول النامية تعانى من نقص حاد فى السلع الأساسية!

لم يعد الرهان على النمو الاقتصادى بشكله المعروف مقبولاً.. أصبح البحث عن شكل مختلف للاقتصاد ضرورة ملحة.. وهنا يظهر للجميع أهمية ما كان يُعرف باقتصاد المعرفة..!

المصطلح نفسه ليس جديداً بل يعود إلى منتصف خمسينيات القرن الماضى.. وهو يعنى أن تكون المعرفة هى المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى.. ليصبح الابتكار والإبداع أحد أهم أساسيات الاقتصاد.. ويصبح التعليم المتطور ومواكبة العصر فى التكنولوجيا الحديثة أساساً للتنافسية الاقتصادية..!

وعلى العكس من الاقتصاد المبنى على الإنتاج والذى تلعب فيه المعرفة دوراً أقل بينما يكون النمو مدفوعاً بعوامل الإنتاج التقليدية.. فإن الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشرى، هى أكثر الأصول قيمة فى هذا النوع من الاقتصاد الجديد!

بمعنى أكثر وضوحاً أصبح وجود خط اقتصادى قائم على إنتاج المعرفة وتقديمها كسلعة متاحة للآخرين هو إحدى أهم وسائل النمو التى يبحث عنها العالم فى هذه الأزمة.. وهو ما يجعل الاستثمار فى البشر وتدريبهم وتعليمهم أمراً حيوياً وهاماً..!

أفضل مثال لهذا النوع من الاستثمار ظهر واضحاً خلال أزمة كوفيد نفسها.. فبعد أقل من شهر على انتشار كوفيد كانت المعامل البيولوجية فى أكثر من دولة قد تمكنت من تحديد خريطته الجينية.. وبعد أقل من شهور ستة من انتشاره ظهر للوجود أول مصل للوقاية منه.. ثم تحول هذا المصل وغيره من الأمصال التى ظهرت تباعاً إلى إحدى أهم وسائل الربح للشركات المنتجة له.. حتى إن شركة فايزر وحدها قد تمكنت من تحقيق أرباح تقترب من ٢٢ مليار دولار بحسب ما أعلنت عنه رسمياً فى فبراير الماضى..!

فى مصر نمتلك بالفعل ثروة بشرية ضخمة.. ثروة يمكن استغلالها فى هذا النوع من الاقتصاد بسهولة إن تم وضع خطة واضحة للاستثمار فى البحث العلمى وتطويره.. لم تعد رفاهية الانتظار واستهلاك ما يقدمه الغرب متاحة إلى حد كبير.. وأصبح ضرورياً أن نمتلك ما نقدمه نحن للعالم نظير ما نحصل عليه.. أو حتى نظير مقابل يمكّننا من مواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية..!

فى رأيى ينبغى وضع خطة عاجلة لتطوير البحث العلمى فى مصر.. ينبغى أن تتم الاستفادة من كل العقول المصرية التى ابتُعثت للخارج خلال العقود الماضية ولم تجد بيئة مناسبة للعمل بعد أن عادت لأرض الوطن..!

إن اقتصاد العالم كله قد أصبح على المحك.. ولن ينجو من تلك الأزمة إلا من تمكن من استثمار ما يمتلك.. فقط نحتاج إلى أن نعرف قيمة هذا الاستثمار وكيفية إدارته.. أو هكذا أعتقد..!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد المعرفة اقتصاد المعرفة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon