بقلم - محمد صلاح البدرى
لم ينته بعد موسم الالتحاق بالجامعات.. لحظات غير تقليدية بكل تأكيد تلك التى ينتظر فيها كل طلبة الثانوية العامة والشهادات المعادلة لها على أرض هذا الوادى الطيب أن يحصلوا على فرصة لدراسة كانوا يتمنونها.. أو على أقل تقدير الحصول على شهادة قيمة تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل بشكل أكثر جاهزية.
الصورة هذا العام مختلفة بشكل كبير.. لم يعد الطلبة يبحثون عن الجامعات الحكومية وحدها.. بل بالعكس أصبح كثير منهم يبحث عن جامعات غير حكومية تمنح شهادات ربما لا تتوافر بشكل كبير فى نظيرتها الحكومية.. عدد كبير من الجامعات الأهلية والخاصة أعلنت عن استعدادها لاستقبال الطلبة.. لم يكن كل هذا العدد متاحاً من قبل..!
هو إنجاز ينبغى تثمينه بشكل كبير للقيادة السياسية فى المقام الأول.. ولوزارة التعليم العالى بعدها.. فوجود كل هذا العدد من الجامعات الخاصة والأهلية سيغير من شكل التعليم الجامعى بكل تأكيد.. والتنافس الذى يظهر واضحاً بين الجامعات لاستقطاب الطلبة بمميزات تتعلق بنوع الشهادة وبرامج التعليم يدل وبشكل كبير على نجاح مشروع التعليم الجامعى الذى نوه الرئيس عليه منذ سنوات قليلة..!
أكثر من جامعة أهلية أصبحت تعلن عن برامج مشتركة مع جامعات أجنبية عالية المستوى والتأثير.. جامعة الجلالة أعلنت عن برنامج لإدارة الأعمال بالشراكة مع جامعة أريزونا.. بينما أعلنت جامعة العلمين عن حصول عدد من طلابها على منح دراسية من جامعة لويفل الأمريكية طبقاً للاتفاق الموقع بينهما..!
المشكلة أن طريقة العرض والطلب بين الجامعات شابها الكثير من عدم التنظيم، أو بمعنى أكثر دقة العشوائية.. فعلى الرغم من وجود مجلس أعلى للجامعات الخاصة والأهلية يختص بتحديد الحدود الدنيا للكليات المختلفة ويقرر الأعداد المسموح بها لكل الجامعات.. فإن الكثير من الطلبة تقدموا بأوراقهم فى أكثر من جامعة لضمان فرصة واحدة على الأقل.. كما أن كثيراً من الطلبة لم يعرفوا بما تقدمه كل جامعة من ميزات سوى بالصدفة وحدها عن طريق وسيط مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. وهو أمر جعل عملية الاختيار بالنسبة للطلبة فى رأيى تفتقد للكثير من العدل..!
حتى الموقع الإلكترونى للتقدم للجامعات الأهلية كان يعانى من مشاكل تقنية كثيرة خلال الاختبارات التى تم عقدها للطلبة.. كما أنه لا يسمح بتعديل الرغبات بعد تسجيلها.. الأمر الذى جعل كثيراً منهم يفقد فرصته فى الالتحاق بجامعة بعينها.. وهو أمر أعتقد أنه ينبغى تداركه فى الفترة المقبلة..!
كنت أتمنى أن يفرد الإعلام مساحات أكبر لتلك الجامعات لعرض ما تقدمه من برامج دراسية متميزة وفى وقت يسبق بفترة وقت التقدم للجامعات.. الأمر الذى كان سيسمح للطلبة بوقت أطول لتحديد ما يناسبهم من تلك البرامج.. كما كان سيمكنهم من التعرف على كل ما هو متاح لهم بشكل أفضل..!
لقد نجحت وزارة التعليم العالى فى خطواتها نحو رفع مستوى التعليم الجامعى بشكل كبير فى جامعاتها الأهلية خلال سنوات قليلة.. ونجحت فى خلق تخصصات جديدة على سوق العمل المصرية لتواكب التطورات العالمية.. ويبقى أن يكتمل المشروع بتطوير وسائل الدعاية لتلك الجامعات.. وتعديل طريقة الالتحاق بها ليصبح أكثر تنظيماً..!
إن التعليم الجامعى أحد أهم سبل التنمية والتقدم فى كل المجتمعات.. والجامعات الأهلية نجحت فى تقديم رافد جديد معاصر لفرص التعليم المتميز بمستوى دولى على أرض الوطن.. ليبقى صقل الآليات اللوجيستية ضرورة.. لتستمر التجربة بشكل مطرد.. أو هكذا أعتقد..!