توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشكالية الجودة في القطاع الصحي..!

  مصر اليوم -

إشكالية الجودة في القطاع الصحي

بقلم - محمد صلاح البدرى

بين كل المشاكل التى يعانى منها القطاع الصحى تظل جودة الخدمة من أهم العوامل التى ينبغى تحقيقها بنفس الدرجة التى تحظى بها عوامل الإتاحة وضمان الاستمرارية..!

الرعاية الصحية هى إحدى الخدمات التى تقدم للمواطن، وينص الدستور على التزام الدولة بإتاحتها وضمان استمرارها دون مخاطر الانقطاع أو النقص.. وهى تعد من أهم التحديات التى تواجه الأنظمة فى العالم أجمع.. وأحد أهم عوامل رضا المواطن، الذى هو غاية كل العملية السياسية..!

والحقيقة أنه فى المسافة ما بين حق المرضى فى الحصول على رعاية صحية سليمة وبجودة مرتفعة وبين حق مقدمى الخدمة الصحية فى الحصول على بيئة عمل مناسبة من مقابل مادى وتدريب وتعليم، بالإضافة إلى حماية مقبولة، تقف معظم مشاكل القطاع الصحى ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع..!

المشكلة أن الصورة لا تبدو مكتملة أمام أى طرف من الأطراف.. فبينما يشكو المريض من الإهمال الذى يعتقد أنه قد حدث له أو يحدث بشكل ممنهج فى كل مراكز تقديم الرعاية الصحية دون استثناء حتى الخاص منها.. أو من انخفاض جودة الخدمة المقدمة، التى يرى أنها أقل مما يفترض أن تكون عليه دون سبب واضح.. تجد مقدمى الخدمة من أطباء وممرضين يشكون من الأمر ذاته.. بل إن انخفاض جودة الخدمة ربما يكون شكوى الطبيب وليس المريض؛ لأنه ببساطة لا يتمكن من تقديم أفضل ما لديه لنقص فى الإمكانيات أو رداءة بيئة العمل..!

أكثر من ثلاثة آلاف بلاغ للنيابة العامة يتم تقديمها سنوياً بتهمة الإهمال الطبى والخطأ المهنى.. ونفس العدد ويزيد -بحسب الأرقام الصادرة من نقابة الأطباء- تجد بلاغات الاعتداء على الأطقم الطبية فى استقبال الطوارئ بالمستشفيات العامة.. كلها أرقام إن دلت، فإنها تعكس واقعاً ليس بالجيد بكل تأكيد لكل الأطراف، واقعاً يجعل الحديث عن جودة الخدمة درباً من دروب الخيال!!

الأزمة مزمنة لا شك فى هذا.. والحل لن يأتى بعصا سحرية أو فى أيام أو حتى شهور.. الحل يحتاج لاستيعاب المشاكل الموجودة ووضع الحلول بشكل عملى.. ليقف كل طرف أمام مسئولياته بشكل واضح..!

الحل لن يأتى إلا بالاعتراف بوجود فجوة كبيرة بين الواقع الذى يعيش فيه مقدمو الخدمة الصحية، والمأمول الذى يحلمون به ويعتقدون أنهم يستحقونه بكل تأكيد.. أعرف الكثير من شباب الأطباء لا يتجاوز دخلهم الشهرى من كل المصادر المتاحة الآلاف الثلاثة.. ومثلهم من أعضاء هيئة التمريض والفنيين الذين يتعرضون لنفس مستوى المخاطر ويعانون من نفس مشاكل انعدام الحماية أثناء العمل.. وفى الوقت نفسه فهؤلاء الأطباء والممرضون معرضون للمساءلة القانونية طبقاً لقانون العقوبات الجنائى فى حالة حدوث أى خطأ غير مقصود أو مضاعفات واردة الحدوث!! فكيف يمكن أن نطلب من هؤلاء تقديم خدمة طبية عالية الجودة؟!

هناك بعض النقاط الإيجابية التى تمت بكل تأكيد.. يأتى على رأسها زيادة بدل المخاطر الطبية الذى أقره السيد الرئيس فى نهاية العام قبل الماضى.. وتلك المحاولات لتغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين بها.. ولكن يظل كل ما سبق بعيداً عن ما يفترض أن يكون عليه الحال.. وتظل أطراف المنظومة من أطباء وممرضين وفنيين يعانون من إشكاليات إجمالى الدخل المناسب وسبل الحماية المهنية!

فى رأيى أن الحديث عن جودة الخدمة الطبية دون توفير آليات أكثر تنظيماً وسرعة لتحسين بيئة العمل لمقدمى الخدمة.. بالإضافة إلى إيجاد آلية لمشاركة المريض فى تقييم موضوعى للخدمة ككل كما يحدث فى العالم كله هو أمر بعيد المنال.. أو هكذا أعتقد..!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكالية الجودة في القطاع الصحي إشكالية الجودة في القطاع الصحي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon