توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشكالية الجودة في القطاع الصحي..!

  مصر اليوم -

إشكالية الجودة في القطاع الصحي

بقلم - محمد صلاح البدرى

بين كل المشاكل التى يعانى منها القطاع الصحى تظل جودة الخدمة من أهم العوامل التى ينبغى تحقيقها بنفس الدرجة التى تحظى بها عوامل الإتاحة وضمان الاستمرارية..!

الرعاية الصحية هى إحدى الخدمات التى تقدم للمواطن، وينص الدستور على التزام الدولة بإتاحتها وضمان استمرارها دون مخاطر الانقطاع أو النقص.. وهى تعد من أهم التحديات التى تواجه الأنظمة فى العالم أجمع.. وأحد أهم عوامل رضا المواطن، الذى هو غاية كل العملية السياسية..!

والحقيقة أنه فى المسافة ما بين حق المرضى فى الحصول على رعاية صحية سليمة وبجودة مرتفعة وبين حق مقدمى الخدمة الصحية فى الحصول على بيئة عمل مناسبة من مقابل مادى وتدريب وتعليم، بالإضافة إلى حماية مقبولة، تقف معظم مشاكل القطاع الصحى ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع..!

المشكلة أن الصورة لا تبدو مكتملة أمام أى طرف من الأطراف.. فبينما يشكو المريض من الإهمال الذى يعتقد أنه قد حدث له أو يحدث بشكل ممنهج فى كل مراكز تقديم الرعاية الصحية دون استثناء حتى الخاص منها.. أو من انخفاض جودة الخدمة المقدمة، التى يرى أنها أقل مما يفترض أن تكون عليه دون سبب واضح.. تجد مقدمى الخدمة من أطباء وممرضين يشكون من الأمر ذاته.. بل إن انخفاض جودة الخدمة ربما يكون شكوى الطبيب وليس المريض؛ لأنه ببساطة لا يتمكن من تقديم أفضل ما لديه لنقص فى الإمكانيات أو رداءة بيئة العمل..!

أكثر من ثلاثة آلاف بلاغ للنيابة العامة يتم تقديمها سنوياً بتهمة الإهمال الطبى والخطأ المهنى.. ونفس العدد ويزيد -بحسب الأرقام الصادرة من نقابة الأطباء- تجد بلاغات الاعتداء على الأطقم الطبية فى استقبال الطوارئ بالمستشفيات العامة.. كلها أرقام إن دلت، فإنها تعكس واقعاً ليس بالجيد بكل تأكيد لكل الأطراف، واقعاً يجعل الحديث عن جودة الخدمة درباً من دروب الخيال!!

الأزمة مزمنة لا شك فى هذا.. والحل لن يأتى بعصا سحرية أو فى أيام أو حتى شهور.. الحل يحتاج لاستيعاب المشاكل الموجودة ووضع الحلول بشكل عملى.. ليقف كل طرف أمام مسئولياته بشكل واضح..!

الحل لن يأتى إلا بالاعتراف بوجود فجوة كبيرة بين الواقع الذى يعيش فيه مقدمو الخدمة الصحية، والمأمول الذى يحلمون به ويعتقدون أنهم يستحقونه بكل تأكيد.. أعرف الكثير من شباب الأطباء لا يتجاوز دخلهم الشهرى من كل المصادر المتاحة الآلاف الثلاثة.. ومثلهم من أعضاء هيئة التمريض والفنيين الذين يتعرضون لنفس مستوى المخاطر ويعانون من نفس مشاكل انعدام الحماية أثناء العمل.. وفى الوقت نفسه فهؤلاء الأطباء والممرضون معرضون للمساءلة القانونية طبقاً لقانون العقوبات الجنائى فى حالة حدوث أى خطأ غير مقصود أو مضاعفات واردة الحدوث!! فكيف يمكن أن نطلب من هؤلاء تقديم خدمة طبية عالية الجودة؟!

هناك بعض النقاط الإيجابية التى تمت بكل تأكيد.. يأتى على رأسها زيادة بدل المخاطر الطبية الذى أقره السيد الرئيس فى نهاية العام قبل الماضى.. وتلك المحاولات لتغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين بها.. ولكن يظل كل ما سبق بعيداً عن ما يفترض أن يكون عليه الحال.. وتظل أطراف المنظومة من أطباء وممرضين وفنيين يعانون من إشكاليات إجمالى الدخل المناسب وسبل الحماية المهنية!

فى رأيى أن الحديث عن جودة الخدمة الطبية دون توفير آليات أكثر تنظيماً وسرعة لتحسين بيئة العمل لمقدمى الخدمة.. بالإضافة إلى إيجاد آلية لمشاركة المريض فى تقييم موضوعى للخدمة ككل كما يحدث فى العالم كله هو أمر بعيد المنال.. أو هكذا أعتقد..!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكالية الجودة في القطاع الصحي إشكالية الجودة في القطاع الصحي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon