توقيت القاهرة المحلي 18:39:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزيادة السكانية.. معركة فكرية!!

  مصر اليوم -

الزيادة السكانية معركة فكرية

بقلم: محمد صلاح البدرى

منذ أيام قليلة.. أصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تقريراً يفيد أن عدد السكان فى مصر بلغ ٩٨٫١ مليون نسمة.. بزيادة قدرها مليونا نسمة عن العام الماضى.. وبمعدل زيادة يمكن اعتباره من المعدلات الأعلى على مستوى العالم.. وهو أمر فى رأيى ينبغى النظر له بالكثير من الاهتمام.. بل ويمكننا اعتباره من الأولويات القصوى للتنمية المستدامة التى نسعى لها ونسير فى اتجاهها..!

لم لا والدراسات تؤكد أننا نحتاج إلى معدل نمو يبلغ ثلاثة أضعاف معدل الزيادة السنوية فى السكان -فقط- لنحافظ على ما نحن عليه من مستوى معيشى.. أى إن زيادة سنوية بمعدل ٢٪ فقط تلتهم فى وجهها نحو ٦٪ من معدل النمو فى الدخل القومى!!

والأمر ليس بعيداً عن ذهن أصحاب القرار فى هذا الوادى الطيب.. فقد حذر الرئيس السيسى أكثر من مرة وفى مناسبات مختلفة من خطر الزيادة السكانية.. مؤكداً أنها خطر مثل الإرهاب، وأنها تضيع كل جهود الدولة فى التنمية.. وأصدر توجيهاته فى كل مرة منها لاتخاذ الإجراءات المناسبة للحد منها.. ولكننى لا أعتقد أن الجهود المبذولة حتى الآن تكفى..!

أكثر من اقتراح تم تقديمه لإصدار تشريعات صارمة للحد من تلك الزيادة كما هو الحال فى بعض الدول مثل الصين.. التى تمنح الدعم والتعليم والتأمين الصحى للطفل الأول فقط.. أو الهند التى تسير على نفس النهج منذ فترة ليست بالقصيرة.. وهو أمر أعتقد أنه سينجح إلى حد كبير فى بلادنا بعد تمصيره.. ولكن الأهم هو ما لم يتم بعد.. المشكلة الرئيسية فى قضية السكان هى محاربة الفكر الذى يقضى أن النسل «عزوة».. وأن التناسل هو أمر يتعلق بالدين أكثر من الظروف الاقتصادية.. الأمر الذى يغذيه بعض الذين يطلق عليهم شيوخ دون تأهيل أو أحقية.. وبفتاوى لا أعرف لها مصدراً أو سنداً.. أعرف صديقاً رقيق الحال يرفض رفضاً باتاً أن تستعمل زوجته أى وسيلة لتنظيم النسل.. بل ويحرص على أن ينجب بشكل منتظم -على الرغم من الحالة الصحية لزوجته التى ليست على ما يرام- ومعللاً ذلك أن تنظيم النسل «حرام» شرعاً بفتوى الشيخ فلان الذى يصلى به فى المسجد القريب من بيته.. وإذا تحدث معه أحد أن عدداً أقل من الأولاد سيضمن لهم تعليماً أفضل ورعاية صحية جيدة.. يكون رده بأن «المولود يأتى برزقه».. وأن الرازق هو الله..! إنه يصدر فى وجهك سلاحاً يصعب عليك مواجهته.. ويستخدم ما لا يمكنك أن تجادله فيه وهو الدين..!

الفكرة أن محاولات الدولة لمواجهة هذا النوع من الفكر لم تخرج حتى الآن عن مرحلة «انظر حولك».. تلك الحملة الشهيرة فى تسعينات القرن الماضى.. التى حل محلها حملة «اثنين كفاية» التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى مؤخراً.. وعلى الرغم من جودة تلك الحملة تحديداً.. ولكنها تدخل تحت نطاق الحملات الموجهة.. التى لا تصمد أمام فكر يحمل صبغة دينية.. أو أمام فتوى أحد الذين لا يحملون أى مؤهل للفتوى سوى أنهم يصلون بالناس فى زوايا القرى..!

إن مشاركة المؤسسة الدينية الرسمية فى الحملة الفكرية لتنظيم النسل هى أمر ضرورى من وجهة نظرى.. فوجود الأزهر بشيوخه الذين يمتلكون من العلم ما يردون به على تلك الفتاوى العجيبة هو أول الطريق.. وأفضل الوسائل لتغيير الفكر ذاته لدى العامة..!

أعتقد أن اقتراحاً بمشاركة الأزهر مع وزارة الصحة ووزارة التضامن فى مشروع قومى لتغيير الثقافة الإنجابية لدى المواطن قد يكون مفيداً.. وإتاحة مساحة إعلامية جيدة للشيوخ المؤهلين مع خبراء فى مجال الاقتصاد وخصائص السكان سيخلق نوعاً من القناعة لدى الناس بضرورة النظر إلى هذه المشكلة بعين الاهتمام.. فالزيادة السكانية هى المشكلة الأكبر التى لن تجعلنا نشعر بأى تحسن فى الأحوال المعيشية.. مهما بذلت الدولة من جهد.. أو هكذا أظن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزيادة السكانية معركة فكرية الزيادة السكانية معركة فكرية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon