توقيت القاهرة المحلي 08:55:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معهد الأورام.. ملحمة الألم والفخر..!

  مصر اليوم -

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر

بقلم: محمد صلاح البدرى

لم يكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعلم حين افتتح المعهد القومى للأورام فى عام ١٩٦٩ أنه يؤسس أحد الصروح القومية التى ستبقى كثيراً.. التى ستصبح أحد أسلحة الوطن القوية لمحاربة واحد من أشرس الأمراض التى تفتك بالشعب المصرى وبالعالم كله لمدة تتجاوز الستين عاماً..!

نعم.. فقد تحول معهد الأورام القومى من وقتها إلى قبلة المرضى من كل مكان فى المحروسة.. وأصبح حتى وقتنا هذا الملاذ الآمن الذى لا يرد مريضاً ولا يرفض حالة مهما كانت درجتها..

وعلى الرغم من قسوة الحادث الإرهابى الذى تم أمام أبوابه منذ عدة أيام.. الذى أودى بحياة الكثيرين من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا فى المنطقة لحظة وقوع الانفجار.. فضلاً عن تعطيله العمل بالمعهد وتسببه فى نقل المرضى منه بشكل مفاجئ.. إلا أن الله دائماً ما يبعث بالأمل من قلب الألم.. ويجعل المصائب سبباً فى الكثير من الفوائد.. التى كان أهمها فى هذه المرة هو تسليط الضوء على هذا الصرح الذى يعمل فى صمت.. وإثبات أحقية أطبائه فى ارتداء المعاطف البيضاء.. واستحقاقهم لقب ملائكة الرحمة..

لقد ضرب أطباء المعهد مثالاً حياً للإيثار وحب المهنة وتقديسها.. فالشهود العيان يقسمون أن أطباء المعهد قد انتشروا عقب التفجير مباشرة فى الشارع لإسعاف المرضى.. دون حتى أن يستوعبوا سبب الانفجار.. وغير مبالين باحتمالية وجود انفجارات أخرى محتملة.. أو بالنيران التى لم تكن قد خُمدت بعد.. ليفسدوا فرحة كل من أراد مشهداً فوضوياً تتناثر فيه الدماء.. ويصنعوا مشهداً رائعاً للعالم كله بأنفسهم وبعملهم..!

الطريف أن الحادث كان سبباً أيضاً أن تنهمر التبرعات على المعهد الذى لا ينال حقه منها أبداً.. فالمعهد مثله كمثل كل المستشفيات الجامعية لا يمتلك ما يعلن به عما يقدمه من خدمات للمرضى.. أو عما يحتاجه من أجهزة وأدوية ومستلزمات.. وتكلفة التشغيل التى يحتاجها كل عام تفوق بأضعاف ما يتوافر له من ميزانية جامعة القاهرة التى يتبعها.. مثله مثل معظم المستشفيات الجامعية الحكومية..!

لقد كان الحادث سبباً أن يتم جمع التبرعات للمعهد بشكل مكثف.. وصلت فى أيام قليلة إلى أكثر من مائة مليون جنيه.. وهو ما يعبر عن أصالة هذا الشعب.. واستعداده للتكافل والتعاون فى كل ما ينفع..!

يبقى أن نشيد بتحرك الحكومة -بكل أذرعتها- فى هذا الحادث.. فكل التقدير لشفافية وزارة الداخلية فى تقريرها وفى الوصول لمنفذى الحادث بتلك الحرفية التى رأيناها.. ولسرعة وكفاءة وزارة الصحة فى تسكين المرضى فى مستشفيات قريبة.. ولمجلس الوزراء الذى أصدر قراره السريع بإسناد تجديد المبنى لشركة المقاولون العرب.. هكذا تدار الأزمات.. وهكذا تكون الدول الكبيرة..!

إن الحادث الأليم قد أزهق أرواحاً بريئة.. ولكنه فى الوقت نفسه قد أبرز مشاهد كنا فى أشد الاحتياج إليها.. وأثبت للعدو الإخوانى الحقير.. أن هذا الوطن يحمل على ظهره الكثير من الخير الذى لن ينفد أبداً.. وأن أبناءه سيسطرون ملاحم الفخر دوماً.. من قلب الألم..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر معهد الأورام ملحمة الألم والفخر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon