توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معهد الأورام.. ملحمة الألم والفخر..!

  مصر اليوم -

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر

بقلم: محمد صلاح البدرى

لم يكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعلم حين افتتح المعهد القومى للأورام فى عام ١٩٦٩ أنه يؤسس أحد الصروح القومية التى ستبقى كثيراً.. التى ستصبح أحد أسلحة الوطن القوية لمحاربة واحد من أشرس الأمراض التى تفتك بالشعب المصرى وبالعالم كله لمدة تتجاوز الستين عاماً..!

نعم.. فقد تحول معهد الأورام القومى من وقتها إلى قبلة المرضى من كل مكان فى المحروسة.. وأصبح حتى وقتنا هذا الملاذ الآمن الذى لا يرد مريضاً ولا يرفض حالة مهما كانت درجتها..

وعلى الرغم من قسوة الحادث الإرهابى الذى تم أمام أبوابه منذ عدة أيام.. الذى أودى بحياة الكثيرين من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا فى المنطقة لحظة وقوع الانفجار.. فضلاً عن تعطيله العمل بالمعهد وتسببه فى نقل المرضى منه بشكل مفاجئ.. إلا أن الله دائماً ما يبعث بالأمل من قلب الألم.. ويجعل المصائب سبباً فى الكثير من الفوائد.. التى كان أهمها فى هذه المرة هو تسليط الضوء على هذا الصرح الذى يعمل فى صمت.. وإثبات أحقية أطبائه فى ارتداء المعاطف البيضاء.. واستحقاقهم لقب ملائكة الرحمة..

لقد ضرب أطباء المعهد مثالاً حياً للإيثار وحب المهنة وتقديسها.. فالشهود العيان يقسمون أن أطباء المعهد قد انتشروا عقب التفجير مباشرة فى الشارع لإسعاف المرضى.. دون حتى أن يستوعبوا سبب الانفجار.. وغير مبالين باحتمالية وجود انفجارات أخرى محتملة.. أو بالنيران التى لم تكن قد خُمدت بعد.. ليفسدوا فرحة كل من أراد مشهداً فوضوياً تتناثر فيه الدماء.. ويصنعوا مشهداً رائعاً للعالم كله بأنفسهم وبعملهم..!

الطريف أن الحادث كان سبباً أيضاً أن تنهمر التبرعات على المعهد الذى لا ينال حقه منها أبداً.. فالمعهد مثله كمثل كل المستشفيات الجامعية لا يمتلك ما يعلن به عما يقدمه من خدمات للمرضى.. أو عما يحتاجه من أجهزة وأدوية ومستلزمات.. وتكلفة التشغيل التى يحتاجها كل عام تفوق بأضعاف ما يتوافر له من ميزانية جامعة القاهرة التى يتبعها.. مثله مثل معظم المستشفيات الجامعية الحكومية..!

لقد كان الحادث سبباً أن يتم جمع التبرعات للمعهد بشكل مكثف.. وصلت فى أيام قليلة إلى أكثر من مائة مليون جنيه.. وهو ما يعبر عن أصالة هذا الشعب.. واستعداده للتكافل والتعاون فى كل ما ينفع..!

يبقى أن نشيد بتحرك الحكومة -بكل أذرعتها- فى هذا الحادث.. فكل التقدير لشفافية وزارة الداخلية فى تقريرها وفى الوصول لمنفذى الحادث بتلك الحرفية التى رأيناها.. ولسرعة وكفاءة وزارة الصحة فى تسكين المرضى فى مستشفيات قريبة.. ولمجلس الوزراء الذى أصدر قراره السريع بإسناد تجديد المبنى لشركة المقاولون العرب.. هكذا تدار الأزمات.. وهكذا تكون الدول الكبيرة..!

إن الحادث الأليم قد أزهق أرواحاً بريئة.. ولكنه فى الوقت نفسه قد أبرز مشاهد كنا فى أشد الاحتياج إليها.. وأثبت للعدو الإخوانى الحقير.. أن هذا الوطن يحمل على ظهره الكثير من الخير الذى لن ينفد أبداً.. وأن أبناءه سيسطرون ملاحم الفخر دوماً.. من قلب الألم..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر معهد الأورام ملحمة الألم والفخر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon