توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معهد الأورام.. ملحمة الألم والفخر..!

  مصر اليوم -

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر

بقلم: محمد صلاح البدرى

لم يكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعلم حين افتتح المعهد القومى للأورام فى عام ١٩٦٩ أنه يؤسس أحد الصروح القومية التى ستبقى كثيراً.. التى ستصبح أحد أسلحة الوطن القوية لمحاربة واحد من أشرس الأمراض التى تفتك بالشعب المصرى وبالعالم كله لمدة تتجاوز الستين عاماً..!

نعم.. فقد تحول معهد الأورام القومى من وقتها إلى قبلة المرضى من كل مكان فى المحروسة.. وأصبح حتى وقتنا هذا الملاذ الآمن الذى لا يرد مريضاً ولا يرفض حالة مهما كانت درجتها..

وعلى الرغم من قسوة الحادث الإرهابى الذى تم أمام أبوابه منذ عدة أيام.. الذى أودى بحياة الكثيرين من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا فى المنطقة لحظة وقوع الانفجار.. فضلاً عن تعطيله العمل بالمعهد وتسببه فى نقل المرضى منه بشكل مفاجئ.. إلا أن الله دائماً ما يبعث بالأمل من قلب الألم.. ويجعل المصائب سبباً فى الكثير من الفوائد.. التى كان أهمها فى هذه المرة هو تسليط الضوء على هذا الصرح الذى يعمل فى صمت.. وإثبات أحقية أطبائه فى ارتداء المعاطف البيضاء.. واستحقاقهم لقب ملائكة الرحمة..

لقد ضرب أطباء المعهد مثالاً حياً للإيثار وحب المهنة وتقديسها.. فالشهود العيان يقسمون أن أطباء المعهد قد انتشروا عقب التفجير مباشرة فى الشارع لإسعاف المرضى.. دون حتى أن يستوعبوا سبب الانفجار.. وغير مبالين باحتمالية وجود انفجارات أخرى محتملة.. أو بالنيران التى لم تكن قد خُمدت بعد.. ليفسدوا فرحة كل من أراد مشهداً فوضوياً تتناثر فيه الدماء.. ويصنعوا مشهداً رائعاً للعالم كله بأنفسهم وبعملهم..!

الطريف أن الحادث كان سبباً أيضاً أن تنهمر التبرعات على المعهد الذى لا ينال حقه منها أبداً.. فالمعهد مثله كمثل كل المستشفيات الجامعية لا يمتلك ما يعلن به عما يقدمه من خدمات للمرضى.. أو عما يحتاجه من أجهزة وأدوية ومستلزمات.. وتكلفة التشغيل التى يحتاجها كل عام تفوق بأضعاف ما يتوافر له من ميزانية جامعة القاهرة التى يتبعها.. مثله مثل معظم المستشفيات الجامعية الحكومية..!

لقد كان الحادث سبباً أن يتم جمع التبرعات للمعهد بشكل مكثف.. وصلت فى أيام قليلة إلى أكثر من مائة مليون جنيه.. وهو ما يعبر عن أصالة هذا الشعب.. واستعداده للتكافل والتعاون فى كل ما ينفع..!

يبقى أن نشيد بتحرك الحكومة -بكل أذرعتها- فى هذا الحادث.. فكل التقدير لشفافية وزارة الداخلية فى تقريرها وفى الوصول لمنفذى الحادث بتلك الحرفية التى رأيناها.. ولسرعة وكفاءة وزارة الصحة فى تسكين المرضى فى مستشفيات قريبة.. ولمجلس الوزراء الذى أصدر قراره السريع بإسناد تجديد المبنى لشركة المقاولون العرب.. هكذا تدار الأزمات.. وهكذا تكون الدول الكبيرة..!

إن الحادث الأليم قد أزهق أرواحاً بريئة.. ولكنه فى الوقت نفسه قد أبرز مشاهد كنا فى أشد الاحتياج إليها.. وأثبت للعدو الإخوانى الحقير.. أن هذا الوطن يحمل على ظهره الكثير من الخير الذى لن ينفد أبداً.. وأن أبناءه سيسطرون ملاحم الفخر دوماً.. من قلب الألم..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد الأورام ملحمة الألم والفخر معهد الأورام ملحمة الألم والفخر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon