توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البدرى رأى «غريب» للشهرة!!

  مصر اليوم -

البدرى رأى «غريب» للشهرة

بقلم: محمد صلاح البدرى

لم يكن عمرى قد تجاوز الثامنة عشرة حين تم تفجير تلك القضية.. ربما كان هذا هو السبب الذى جعلنى لم أتمكن من فهم معظم ملابساتها التى كانت تنشرها الصحف وتتغنى بها برامج التليفزيون يومياً.. الأمر يتعلق بحداثة عمرى.. ومحدودية المصادر الإعلامية فى ذلك العصر.. فكان طبيعياً ألا أستوعب كل تفاصيلها.. إنها قضية «عبدة الشيطان».. هؤلاء الشباب الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء غريبة تحمل شعارات تثير الاشمئزاز.. ويتقابلون بصورة منتظمة فى أحد المحال الشهيرة للأطعمة السريعة بأحد شوارع مصر الجديدة الشهيرة!.. ثم يتسللون ليلاً إلى قصر البارون ليرقصوا على موسيقى البلاك ميتال!.. لقد نالوا قدراً لا بأس به من اتهامات الإلحاد والكفر ونشر الفوضى.. كل من عاصر هذا الزمن يتذكر كيف لاقت تلك القضية صدى إعلامياً كبيراً لم أفهم سببه وقتها.. ولكننى استنكرت كما استنكر الإعلام والرأى العام كله.. ثم نسيت.. حين نسى الإعلام والرأى العام كله أيضاً.. فلم يبق منها فى ذهنى سوى هذا الخوف المبهم من قصر البارون.. والاشمئزاز من ذلك الزى العجيب -الذى ما زلت أرى بعض الشباب الذى يرتدى أزياء مشابهة له حتى الآن- لا أذكر أننى عرفت كيف انتهت تلك القضية.. ولم أهتم حتى بالبحث عن تلك المعلومة قط.. فقط تذكرتها حين ثار الجدل حول ما صرحت به إحدى الإعلاميات منذ بضعة أيام حول رأيها الشخصى فى الأشخاص البدينة.. وتلك الحالة الحوارية المستنكرة التى دارت على صفحات التواصل الاجتماعى.. والتى تتكرر مع كل تصريح غريب يصدر من تلك الإعلامية تحديداً!!

الأمر لا يختلف كثيراً.. فالطريقة الأسهل لتصير معروفاً أو مشهوراً هى أن يثار حولك الجدل ولو كان سلبياً.. صديق مقرب يعمل فى مجال الدعاية أخبرنى بإحدى القواعد الهامة لديهم، وهى أنه لا توجد دعاية سلبية ودعاية إيجابية.. هناك دعاية أو لا!! أعتقد أنه محق إلى حد كبير!!

لقد كان حادث عبدة الشيطان لا يتعدى إحدى وسائل التمرد التى يستخدمها الشباب الفاقد لهويته.. إنها طريقته ليكون «مختلفاً».. طريقة ساعدهم فيها انخفاض مستوى وعيهم وانفتاحهم على الثقافة الغربية بصورة غير ممنهجة فى ذلك الوقت الذى كان العالم يستقبل الانفتاح عبر شبكة الإنترنت بجنون!!.. والأمر لا يختلف كثيراً فى الحالة الثانية.. فالبعض يبحث عما يجعله مختلفاً ولو اضطر للتطرف فى الرأى كى يعبر عن اختلافه.. إنها الوسيلة الذهبية للظهور ومن ثم علاج ذلك الخلل النفسى الشهير.. إذا أردت أن تكون متميزاً.. فلتقل ما لم يقله الآخرون.. واترك الباقى لوسائل الإعلام.. الأمر يكون أسهل قطعاً إن كنت تمتلك حق الظهور فى إحدى تلك الوسائل!!

الطريف أنه لم يكن الرأى الأول الذى يتسم بالغرابة من تلك الإعلامية تحديداً.. فقد استمدت شهرتها عبر مشوارها الإعلامى القصير من تلك الآراء دوماً، التى يندرج كثير منها تحت بند العبث.. والأطرف أنها تثير الجدل فى كل مرة دون أن يفكر أحد أن التفكير فيما تقوله أو أخذه على محمل الجد هو العبث نفسه!!

لن أتحدث عن تفنيد الرأى نفسه.. الذى قام به كل مرتادى وسائل التواصل خلال الأيام الماضية.. وتضامن معهم العديد من الفنانين ونجوم الرياضة.. ولكننى أثمن بشدة قرار القناة التى تعمل بها، والتى قررت إيقافها عن الظهور على الشاشة فوراً وخضوعها للتحقيق.. ذلك القرار الذى جعلنى أتوسم خيراً فى الأيام المقبلة للإعلام فى مصر.. وأتوقع أن يتخلص من الذين يستخدمونه لبث ما يجعلنا جميعاً نصاب بالإحباط.

إن خبراً لطيفاً أن الإعلامية الشهيرة قررت اعتزال الإعلام والتفرغ لحياتها الخاصة قد انتشر عقب صدور قرار إيقافها.. ذلك الخبر الذى يجعلنى أحاول التواصل مع كل من يعرفها بشكل شخصى.. ليساعدها بكل ما يمتلك من قوة على تنفيذه!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدرى رأى «غريب» للشهرة البدرى رأى «غريب» للشهرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon