توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجلس أعلى للصحة!!

  مصر اليوم -

مجلس أعلى للصحة

بقلم - محمد صلاح البدرى

البعض يعمل جاهداً ليقدم صورة قاتمة عن الوضع الصحى فى مصر، والبعض الآخر يبذل كل جهده ليصور الأمر وردياً.. وبينهما تضيع الحقيقة التى ينبغى أن نضع يدنا عليها إن أردنا إصلاحاً حقيقياً و تطويراً يصب فى صالح المريض والصحيح على حد سواء!

وإذا كنا ننتقد الكثير مما يحدث فى ذلك القطاع الحيوى، ونرفض الأكثر من القرارات التى لا تخدم العملية الصحية فى هذا الوطن، فينبغى -حتى نكون منصفين- أن نشيد فى الوقت نفسه بما هو جيد بالفعل.

ولعل أفضل خبر تم تداوله بشأن القطاع الصحى منذ زمن هو ذلك البروتوكول الذى تم توقيعه بين وزارتى الصحة والتعليم العالى منذ بضعة أيام ويقضى بأن تقوم وزارة التعليم العالى بتشغيل بعض مستشفيات وزارة الصحة وتدريب الكوادر بها لمدة خمس سنوات على أن تتحمل الوزارة تكلفة الكوادر البشرية التى ستقوم بتشغيل المستشفى وتتحمل وزارة الصحة تكلفة العمالة والمستهلكات والأدوية.

الخبر أسعدنى لعدة أسباب، أولها أنه أمر ننادى به منذ زمن بعيد، فالحياة فى جزر منعزلة ما بين المستشفيات الجامعية بأساتذتها أصحاب الخبرة وبين وزارة الصحة لا يصب فى صالح أحد بكل تأكيد.. ولأن توقيع البروتوكول نفسه قد تم بين مساعد وزير الصحة الشاب المجتهد الدكتور أحمد السبكى مساعد الوزير للرقابة والمتابعة وبين رؤساء الجامعات المكلفة بتشغيل تلك المستشفيات من جانب آخر، فى لفتة جيدة وتجسيد واضح لفكرة تمكين الشباب بالجهاز الإدارى للدولة!

وإذا كان ذلك البروتوكول قد تم لتوفير مستشفيات جامعية تصلح لتدريب طلبة كليات الطب بتلك الجامعات حتى يتم إنشاء مستشفيات جامعية لهم، فأعتقد أن التعاون ينبغى أن يستمر حتى بعد السنوات الخمس.. وتشغيل مستشفيات وزارة الصحة ينبغى ألا يُحرم من الكوادر الجامعية فى كل وقت وكل مكان.

وربما يفتح هذا البروتوكول مرة أخرى فكرة التعاون التام بين وزارتى التعليم العالى والصحة فى مجال الرعاية الصحية.. وتعود مرة أخرى فكرة وجود مظلة واحدة لكل من يقدم الخدمة الصحية فى مصر.. وتعود للحياة فكرة إنشاء المجلس الأعلى للصحة التى نادينا بها مراراً وتم تقديمها فى أكثر من مشروع لتطوير الرعاية الصحية دون أن تلقى قبولاً لسبب لا يعرفه أحد.

لقد كان الاقتراح أن يتم تشكيل مجلس أعلى للصحة برئاسة السيد الرئيس، ويضم وزيرى الصحة والتعليم العالى، كما يضم وزيرى صحة سابقين وأمين المجلس الأعلى للجامعات.. ويكون المجلس مسئولاً عن كل ما يقدم الخدمة الصحية على أرض هذا الوطن أياً كانت تبعيته.

المجلس سيحل الكثير من مشاكل الخلط فى المسئوليات والتبعيات للكيانات الصحية، وسيقدم حلولاً لكل مشاكل الرعاية الصحية بشكل كبير.. فبموجبه سيتم تطعيم المستشفيات العامة بأعضاء هيئة التدريس من الجامعات المختلفة ليقوموا بالتدريب والتعليم الطبى وكذلك تقديم الخدمة الصحية للمواطنين.. وسيحل الكثير من مشاكل التمويل والميزانيات التى تواجه المستشفيات الجامعية.. فإذا علمت أن هناك الكثير من الأجهزة والمعدات «غير المستغلة» بمستشفيات الوزارة بسبب عدم وجود كوادر مدربة لتشغيلها.. وإذا علمت أن العديد من المستشفيات الجامعية تعانى من نقص حاد فى ميزانيات شراء الأجهزة والمعدات ستفهم ما أعنيه.

إن وجود كيان واحد يضم كل مقدمى الخدمة سيحسن بكل تأكيد ما يتم تقديمه، وسيوفر الكثير من الجهد والوقت.. فهل يكون البروتوكول الذى تم توقيعه تمهيداً لهذا الكيان الذى نبحث عنه وننادى به دون جدوى؟!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس أعلى للصحة مجلس أعلى للصحة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon