توقيت القاهرة المحلي 13:45:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خليها تصدى».. السخط الذى سيضبط الأسواق

  مصر اليوم -

«خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق

بقلم - محمد صلاح البدرى

فى مداخلة هاتفية للسيد رئيس هيئة الجمارك على شاشة قناة دى إم سى قبل بداية العام بأيام قليلة صرح سيادته بثقة -لا أعرف مصدرها- أن أسعار السيارات «لن تنخفض» بعد تطبيق قرار إعفاء السيارات الأوروبية من الجمارك من بداية العام الحالى.. التصريح كان غريباً بحق وأثار الكثير من ردود الفعل السلبية.. فلا يوجد منطق لاحتفاظ السيارات بأسعارها مع انعدام الجمارك عليها.. ولكن ما أثار حفيظتى أكثر وقتها أن سيادته قد أضاف فى نفس المداخلة أن الضرائب على التجار سترتفع على اعتبار أن مكسبهم سيصبح أكبر!!

هناك درجة معينة من الحوار لا يمكن للعقل استيعابها.. فلا نملك حيالها سوى الصمت!! التصريح أتى فى وقت كنت أفكر فيه فى شراء سيارة جديدة -بالقسط طبعاً- ولكن ما سمعته أثار حنقاً فى نفسى جعلنى أنصرف عن الفكرة برمتها حتى إشعار آخر..!

فى تلك الأيام كانت المرة الأولى التى أسمع فيها عن حملة «خليها تصدى».. تلك الحملة التى أطلقها بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة شراء السيارات حتى ينخفض ثمنها ويصل إلى سعر عادل للجميع..! لقد صادفت الحملة هوى فى نفسى يتوافق مع الحنق الذى شعرت به عندما سمعت تصريح السيد رئيس الجمارك.. وأدركت أنه ليس شعوراً فردياً.. وإنما هو حالة عامة من السخط على إصرار ذلك القطاع على الاستخفاف بعقول الناس!! لقد كان القرار معروفاً لجميع العاملين بالمجال منذ فترة ليست بالقصيرة.. ولكن الخطة كانت على ما يبدو هى التعتيم عليه والاحتفاظ بالتخفيض ليضاف لمكسب الوكلاء.. ولكن يبدو أن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها..!

درس قاس ذلك الذى تمنحه تلك الحملة فى الأيام الأخيرة لكل العاملين بقطاع تجارة السيارات.. وأقسى لكل من حاول الدفاع عن مكاسبهم أو التمهيد لاحتفاظهم بالتخفيض الذى حدث على قيمة السيارات لأنفسهم!! لقد أبرزت الحملة نوعاً من الوعى أعتبره جديداً على المجتمع المصرى.. وعياً لم يكن متاحاً من قبل.. لقد تمكنت الحملة التى انتشرت كالنار فى الهشيم من إجبار العديد من الوكلاء على تخفيض الأسعار.. ربما ليس بالقدر الكافى الذى يجعل المكسب عادلاً أو يجعل التخفيض الذى تم يصب فى صالح المواطن وحده.. ولكن رضوخ تلك التوكيلات وتخفيضها الأسعار بعد نفيهم لذلك نفياً قاطعاً فى كل محفل وعلى شاشات الفضائيات قبل تطبيق القرار هو انتصار بكل ما تحمله الكلمة من معان..!

والجدير بالذكر أنه لا يمكن فصل نجاح الحملة عن الظرف الاقتصادى الصعب الذى تمر به البلاد منذ سنة أو يزيد.. فوجود الأزمة الاقتصادية هو الذى جعل المواطن يعيد ترتيب أولوياته الشرائية.. ويقوم بالاستغناء عن كل ما هو غير ضرورى بالنسبة له.. وبالتالى كانت الأرض خصبة لتنمو تلك الحملة بسرعة بين الناس.. حتى وصل الأمر لمناشدات من الوكلاء على صفحات الجرائد وفى وسائل الإعلام.. وبدأ الاستجداء بسلاح العاملين بالقطاع الذين سيتضررون من تلك المقاطعة.. وكأن الوكيل أو التاجر إن انخفض مكسبهما قليلاً سيعاقبان المجتمع بأن يخفضا العمالة الموجودة عندهما بالفعل!!

الطريف أن تصريحاً رسمياً صدر من البنك المركزى يفيد أن الإحجام عن شراء السيارات هو أحد الأسباب للانخفاض الأخير الذى طرأ على سعر الدولار فى مقابل الجنيه المصرى.. ما يؤكد تأثير الحملة الحقيقى على السوق.. لو نجحت الحملة فى تحقيق سعر عادل للسيارات فى السوق المصرية ستتكرر فى العديد من السلع التى تستنفد طاقات المواطنين.. وستنمو الرقابة الشعبية على الأسواق بمختلف أنواعها لتسيطر على جشع التجار الذى لا ينتهى.. والذى فشلت الحكومات المتعاقبة فى كبح جماحه.. أو هكذا أتمنى!!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق «خليها تصدى» السخط الذى سيضبط الأسواق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon