توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواطن أفريقى صحيح!

  مصر اليوم -

مواطن أفريقى صحيح

بقلم - محمد صلاح البدرى

لم يكن لقاءً مرتباً، فقد كان على هامش إحدى الندوات الطبية التى تعقد بانتظام فى جامعات مصر المتعددة، أسمر اللون، يحمل فى ملامحه ما يشى بانتمائه لتلك القارة السوداء التى ننتمى إليها دون أن ندرك أهميتها جيداً.

نظرت إلى بطاقة الهوية المعلقة على صدره لأدرك صحة نظرتى، إنه طبيب نيجيرى شاب من هؤلاء الذين يجوبون العالم بحثاً عن العلم، بدأت معه حواراً بسيطاً على سبيل الترحيب لأدرك من خلاله أننا نخسر الكثير بالابتعاد عن هويتنا الأفريقية!!

لقد بدا متحمساً وهو يخبرنى أنه يحب مصر منذ أن سمع عنها، ودون حتى أن يزورها من قبل، تحدث معى طويلاً عن مصر التى كان يتمنى زيارتها، وأنه انتهز فرصة هذا اللقاء العلمى فقط ليأتى إلى هنا ويحقق أمنيته ويراها.

لقد بدا واضحاً من كلماته أننا نمتلك جمهوراً غفيراً فى تلك القارة، جمهوراً كان يفتقد وجودنا المؤثر الذى فقدناه لعقود دون سبب محدد!!

والواقع أننى معجب حقاً بأن يصبح الاهتمام بأفريقيا خياراً استراتيجياً للنظام فى هذه المرحلة تحديداً، لقد فقدنا ظهيرنا الأسمر لسنوات طويلة وفقدنا معه الهوية الأفريقية التى تتيح لنا قوة ونفوذاً لا يعوضه أى وجود للدولة المصرية فى أى محور آخر.

لقد آمن النظام الحالى منذ البداية بأهمية الالتفات جنوباً، ولمَ لا؟ فأفريقيا هى الامتداد الطبيعى والجغرافى لمصر، والبعد السياسى والأمنى لدولها لا يمكن إغفاله لكل من ينظر إلى المشهد بعمق، إنها الحقيقة التى أدركها «عبدالناصر» ومن بعده «السادات» جيداً وقررا أن يؤمنا الحدود الجنوبية إلى أبعد مدى وبتكلفة تقل كثيراً عن تكلفة التأمين العسكرى، لقد زرعا الانتماء فى قلب كل أفريقى لهذا الوادى الطيب عن طريق البعثات الدراسية وبعثات الأزهر التى تجوب القارة، وخلقا مساحات للتعاون والتنمية بين مصر وتلك الدول التى كانت أسواقها تحتاج لنا بشدة، ولكن يبدو أن من أتى بعده لم يستوعب تلك الحقيقة حتى عاد النظام الحالى ليجدد تلك العلاقات بقوة وعمق!

بجهد دؤوب وحماس لا يفتر يحاول النظام أن يستعيد الدور السياسى لمصر فى القارة الأفريقية، الأمر بدا واضحاً فى كلمة الرئيس فى الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ بضعة أسابيع، ومن قبله فى نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقى الذى قام به شباب البرنامج الرئاسى، كما يبدو واضحاً جلياً أيضاً فى أجندة عمل منتدى شباب العالم المزمع عقده بشرم الشيخ بعد أيام قليلة، فقد أعلنت اللجنة المنظمة أن البرنامج سيشتمل على نموذج محاكاة للقمة العربية الأفريقية، كما يشمل البرنامج أكثر من جلسة وورشة عمل تختص بالحاضر الأفريقى والمستقبل المرغوب!

الطريف أننا ما زلنا نمتلك الكثير الذى يمكن تقديمه للقارة السمراء فى سبيل تعزيز الدور المصرى، فلمَ لا نتبنى مشروعاً للكشف وعلاج فيروس سى عبر أنحاء القارة كما نفعل فى مصر الآن؟ لمَ لا يتم الإعلان عبر الاتحاد الأفريقى عن مشروع «مواطن أفريقى صحيح» ويتحول مشروع «١٠٠ مليون صحة» إلى مشروع القارة كلها عبر وزارة الصحة المصرية وعبر اتصالات وزارة الخارجية الناجحة فى نظرى؟

إن مشروعاً كهذا كفيل بأن يزرع الانتماء فى الجنوب أكثر بكثير مما فعلت البعثات الدراسية ويقضى على كل آثار السنوات العجاف التى ابتعدنا فيها عن هويتنا السمراء!

لقد أدرك النظام المصرى أن التنمية تبدأ من خلال تلك القارة السمراء، وأن مسئولية الدولة المصرية نحو الجنوب قد باتت ضرورة يفرضها البعد التاريخى قبل الإقليمى وتدعمها مكانة الدولة وتأثيرها بين مواطنى القارة على كل المستويات، ويبقى أن يستمر العمل فى هذا الاتجاه الذى كنا نفتقده كثيراً.

نقلًا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطن أفريقى صحيح مواطن أفريقى صحيح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon