ما زلت أذكر ذلك اليوم منذ عامين تقريباً حين شاهدت ذلك الكائن المسمى محمد ناصر للمرة الأولى على إحدى شاشات اللجوء الإخوانى التى تبث سمومها من عند الخليفة العثمانى بتركيا.. تلك القنوات التى تبحث عن مشاهديها بين يتامى «البنا» فى مصر وخارجها..!
الطريف أنه كان يشكك فى ضربة الجزاء التى حصل عليها المنتخب المصرى فى الدقيقة الأخيرة لمباراة الكونغو.. والتى كانت السبب الرئيسى لصعودنا إلى نهائيات المونديال للمرة الأولى منذ فترة ليست بالقصيرة!
أعترف أن الأمر لم يكن ليستحق كل ما حازه من اهتمام وترويج.. ليس لأنه لم يشكك فى ضربة الجزاء -كما ادعى فى الحلقة التالية لبرنامجه- وإنما لأن تفاهة المدعى نفسه تجعل الاهتمام بما يقوله نوعاً من العبث!!
أعترف أننى أصبحت حريصاً على متابعته كلما سمحت ظروف عملى من بعدها.. ليس بسبب ما يقدمه من تضليل ممنهج لمشاهديه.. ولا حتى للرد على ما يقوله.. وإنما لأنه صار مادة جيدة للكوميديا قلّ أن نجد مثلها فى الفترة الأخيرة..
فالرجل يحاول جاهداً فى مشهد متكرر شديد البؤس أن يشكك فى كل ما يتحقق على أرض الوطن من إنجازات.. والذى أعتقد أنه قد بات يثير شهية زملائنا من الأطباء النفسيين..
الأمر ظهر جلياً حين نجح الإعلامى عمرو أديب فى كشفه على الهواء مباشرة عقب إعلانه عن استضافة أحد مؤسسى مجموعة صيدليات ثار حولها الجدل.. والذى يتشابه اسمه مع اسم نجل الرئيس.. لقد اتهم وقتها عمرو أديب بأنه يضلل الناس.. بينما يمكن تدريس ما يقوم به هو يومياً على شاشة تلك الفضائية المشبوهة كمثال حى للتضليل والتدليس!
المشكلة الأساسية التى أعتقد أننا ينبغى أن نواجهها جميعاً إذا أردنا مواجهة ذلك الإعلام المشبوه ليست فى «ما» يقدمه.. وإنما فى «من» يقدمه..
إنهم مجموعة من الفشلة الموتورين الذين لفظهم الوطن ربما من قبل أن يلفظ الإخوان أنفسهم بكثير.. فلم يجدوا مكاناً يبثون منه سمومهم وحقدهم على الوطن سوى تلك المنصات التافهة.. ليقدموا من خلالها محتوى أكثر تفاهة..!
يحاول ذلك الرجل أن يبحث عن دور زائف فى «توعية المصريين» بحسب قوله.. وبحسب اسم القناة الإخوانية التى يظهر من خلالها عبر الأثير من تركيا.. بينما يعمل جاهداً على تضليلهم وتشكيكهم فى كل ما يحدث كل يوم.. مستغلاً الكثير من أساليب الفرقعة الإعلامية الشهيرة.. ومستفيداً من إمكانياته الإعلامية الضحلة.. ومظهره الذى يوحى بالوقار والعقل!!
يبذل جهداً كبيراً فى كل حلقات برنامجه ليبدو محايداً موضوعياً.. ولكنها خائنة الأعين يا عزيزى هى ما تفضحك دوماً..!
حتى فى الفترة الأخيرة وحين بدت لهم بارقة أمل فى عودة الفوضى للشارع المصرى.. بدا الرجل بائساً مثيراً للشفقة وهو يحلل سبب عزوف الناس عن النزول للتظاهر الذى دعوا إليه بكل ما يملكون من بقايا قوة على الحشد!!
عزيزى المناضل من بين أحضان الدولة العثمانية.. صدقنى.. لست بتلك الأهمية ليتم التركيز معك أو تضليل الرأى العام - بحسب قولك- من أجلك.. ليس مهماً لأحد أن يدرك كم تحمل من الحقد نحو هذا الشعب.. وذلك الوطن..
عزيزى.. اطمئن.. الكل يعرف تاريخك جيداً.. حتى جمهورك من الموتورين والغاضبين الذين ربما وجدوا فى ما تقدمه حلماً يعيشون فيه.. بعد أن صدمهم الواقع إن لم يعد لهم موقع فى هذا البلد الأمين..!
اطمئن يا عزيزى.. ولا تعط نفسك أكثر مما تستحق.. لأنها ببساطة.. لا تستحق شيئاً.. حتى تلك السطور!!