توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العنف «الاعتيادى»!!

  مصر اليوم -

العنف «الاعتيادى»

بقلم: محمد صلاح البدرى

مقطع مصور انتشر بسرعة البرق على موقع التواصل الاجتماعى الأزرق الشهير منذ أيام قليلة أصابنى بالفزع.. المقطع يظهر بعض الشباب الذين لم يتجاوز عمر أحدهم العشرين عاماً وهم ينهالون بالضرب والاعتداء اللفظى والجسدى على شاب ضعيف البنية.. يبدو من خلال المقطع أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة.. الشاب يتوسل إليهم طوال الوقت ليتركوه وشأنه.. وهم يتلذذون بتعذيبه ويتناوبون الفعل وكأنه شرف أو هواية!!

فى البداية تخيلت أنه مشهد تمثيلى مفتعل.. فلم يصل إلى ذهنى أبداً أن هناك من يملكون السعة النفسية لذلك الفعل أبداً.. ثم ما لبثت أن اكتشفت أن المقطع حقيقى!!

شعور بغيض بالضعف وقلة الحيلة ذلك الذى اعترانى فى ذلك الوقت.. شعور بالعجز عن مساعدة هذا الشاب الضعيف الذى لا حول له ولا قوة.. والغضب لأن خواص الهاتف المحمول لا يمكنها أن تجعلنى أصل لأعناق هؤلاء الصبية المستهترين الذين يتسلون بالاعتداء عليه دون أدنى وازع من ضمير أو شفقة!!

الأمر يمكن رؤيته على نطاق أوسع حين نبحث فى سبب نشر المقطع نفسه على مواقع التواصل الاجتماعى.. فهؤلاء الصبية لم يكتفوا بالتلذذ عند الاعتداء على الصبى.. وإنما قرروا التفاخر بهذا الاعتداء ليحصدوا الإعجاب ممن هم على شاكلتهم!!

لقد صدم المقطع الكثيرين بشكل عنيف.. حتى إن التحرك المجتمعى والحكومى على حد سواء حدث سريعاً للبحث عن هؤلاء الصبية.. وتم القبض عليهم والتحقيق معهم بشكل عاجل فى موقف أعتقد أنه أثلج صدرى ومعى الكثيرون إلى حد ما.. ولكن المشكلة لم تبدأ بعد!!

المشكلة أن أنباء قد تواترت بأن أهل المجنى عليه ربما يتنازلون عن حقهم وحق الشاب.. وأن هناك محاولات مكثفة لإنهاء الأمر بالتصالح، على اعتبار أن مستقبل الشباب قد يتعرض للضرر.. وأن الأمر لا يعدو مجرد نوع من «الهزار» الثقيل الذى يمارسه الصبية مع الشاب!!

لطالما تساءلت عن ذلك العنف الذى أصبح يجتاح كل شىء دون مبرر؟! العنف الذى يمكنك بسهولة أن تميزه فى كل ما يدور حولك دون جهد.. ودون حتى أن تعتبره أمراً شاذاً غريباً باعتبار أنه قد بات سمة سائدة فى كل مكان؟!

لماذا يتراقص الشباب فى الأفراح على نغمات -إن جاز اعتبارها كذلك- عنيفة غير متناسقة.. وفى طراز أشبه بالعراك أو أحد التمرينات الرياضية للعبة قتالية شهيرة منها لرقصة يفترض أن تجعلك سعيداً وأنت تؤديها أو حتى تشاهدها؟! ما كل هذا العنف الذى يبدو؟.. ما كل هذا الكبت الذى يخرج من الشباب فى صورة تعبيرات جسدية حادة؟!

لماذا تجد سائق الأجرة ينادى على وجهته بعنف وقسوة وهو يدق على باب سيارته بشكل ممنهج قاس؟!

لقد أصبح العنف عادة حولنا لدرجة أننا أصبحنا لا نعتبره جريمة.. أو نصنفه تحت بند «الهزار» دون أن نبحث فى أسبابه أو حتى نحاول الاعتراف به فى خطوة أولى لمعالجته!!

إن التنازل عن حق هذا الصبى ربما يجعلنا نفتح الباب للتساؤل عن فكرة حق المجتمع بجوار حق الصبى نفسه فى الاعتداء الذى وقع عليه.. بل يجعلنا نعيد النظر فى أحقية أهله أنفسهم فى رعايته!!

أعتقد أن علماء الطب النفسى والاجتماع بات لزاماً عليهم أن يبحثوا فى تلك الظاهرة.. وأن نبدأ فى البحث عن السبب ليس فقط فى هذا العنف.. وإنما فى اعتياده!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف «الاعتيادى» العنف «الاعتيادى»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon