توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العنف «الاعتيادى»!!

  مصر اليوم -

العنف «الاعتيادى»

بقلم: محمد صلاح البدرى

مقطع مصور انتشر بسرعة البرق على موقع التواصل الاجتماعى الأزرق الشهير منذ أيام قليلة أصابنى بالفزع.. المقطع يظهر بعض الشباب الذين لم يتجاوز عمر أحدهم العشرين عاماً وهم ينهالون بالضرب والاعتداء اللفظى والجسدى على شاب ضعيف البنية.. يبدو من خلال المقطع أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة.. الشاب يتوسل إليهم طوال الوقت ليتركوه وشأنه.. وهم يتلذذون بتعذيبه ويتناوبون الفعل وكأنه شرف أو هواية!!

فى البداية تخيلت أنه مشهد تمثيلى مفتعل.. فلم يصل إلى ذهنى أبداً أن هناك من يملكون السعة النفسية لذلك الفعل أبداً.. ثم ما لبثت أن اكتشفت أن المقطع حقيقى!!

شعور بغيض بالضعف وقلة الحيلة ذلك الذى اعترانى فى ذلك الوقت.. شعور بالعجز عن مساعدة هذا الشاب الضعيف الذى لا حول له ولا قوة.. والغضب لأن خواص الهاتف المحمول لا يمكنها أن تجعلنى أصل لأعناق هؤلاء الصبية المستهترين الذين يتسلون بالاعتداء عليه دون أدنى وازع من ضمير أو شفقة!!

الأمر يمكن رؤيته على نطاق أوسع حين نبحث فى سبب نشر المقطع نفسه على مواقع التواصل الاجتماعى.. فهؤلاء الصبية لم يكتفوا بالتلذذ عند الاعتداء على الصبى.. وإنما قرروا التفاخر بهذا الاعتداء ليحصدوا الإعجاب ممن هم على شاكلتهم!!

لقد صدم المقطع الكثيرين بشكل عنيف.. حتى إن التحرك المجتمعى والحكومى على حد سواء حدث سريعاً للبحث عن هؤلاء الصبية.. وتم القبض عليهم والتحقيق معهم بشكل عاجل فى موقف أعتقد أنه أثلج صدرى ومعى الكثيرون إلى حد ما.. ولكن المشكلة لم تبدأ بعد!!

المشكلة أن أنباء قد تواترت بأن أهل المجنى عليه ربما يتنازلون عن حقهم وحق الشاب.. وأن هناك محاولات مكثفة لإنهاء الأمر بالتصالح، على اعتبار أن مستقبل الشباب قد يتعرض للضرر.. وأن الأمر لا يعدو مجرد نوع من «الهزار» الثقيل الذى يمارسه الصبية مع الشاب!!

لطالما تساءلت عن ذلك العنف الذى أصبح يجتاح كل شىء دون مبرر؟! العنف الذى يمكنك بسهولة أن تميزه فى كل ما يدور حولك دون جهد.. ودون حتى أن تعتبره أمراً شاذاً غريباً باعتبار أنه قد بات سمة سائدة فى كل مكان؟!

لماذا يتراقص الشباب فى الأفراح على نغمات -إن جاز اعتبارها كذلك- عنيفة غير متناسقة.. وفى طراز أشبه بالعراك أو أحد التمرينات الرياضية للعبة قتالية شهيرة منها لرقصة يفترض أن تجعلك سعيداً وأنت تؤديها أو حتى تشاهدها؟! ما كل هذا العنف الذى يبدو؟.. ما كل هذا الكبت الذى يخرج من الشباب فى صورة تعبيرات جسدية حادة؟!

لماذا تجد سائق الأجرة ينادى على وجهته بعنف وقسوة وهو يدق على باب سيارته بشكل ممنهج قاس؟!

لقد أصبح العنف عادة حولنا لدرجة أننا أصبحنا لا نعتبره جريمة.. أو نصنفه تحت بند «الهزار» دون أن نبحث فى أسبابه أو حتى نحاول الاعتراف به فى خطوة أولى لمعالجته!!

إن التنازل عن حق هذا الصبى ربما يجعلنا نفتح الباب للتساؤل عن فكرة حق المجتمع بجوار حق الصبى نفسه فى الاعتداء الذى وقع عليه.. بل يجعلنا نعيد النظر فى أحقية أهله أنفسهم فى رعايته!!

أعتقد أن علماء الطب النفسى والاجتماع بات لزاماً عليهم أن يبحثوا فى تلك الظاهرة.. وأن نبدأ فى البحث عن السبب ليس فقط فى هذا العنف.. وإنما فى اعتياده!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف «الاعتيادى» العنف «الاعتيادى»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon