توقيت القاهرة المحلي 21:18:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد والحوار الوطنى

  مصر اليوم -

الاقتصاد والحوار الوطنى

بقلم - محمود العلايلي

تزامنت دعوة السيد رئيس الجمهورية للحوار الوطنى مع بعض الإجراءات على صعيد السياسات النقدية، حيث تمت إعادة تقييم سعر صرف العملات الأجنبية ليفقد الجنيه حوالى 17% من قيمته، وتمت زيادة سعر الفائدة بنسبة 2% لكبح جماح التضخم، وهو ما جعل الكثيرين يربطون تلك الدعوة بالحالة الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها الاقتصاد المصرى.

والتى لا يمكننا أن نعزلها عن الأزمة الاقتصادية العالمية التى تأثرت بها أكثر الاقتصادات استقرارًا مثل أوروبا والولايات المتحدة جراء تداعيات جائحة كوفيد-19، ثم الآثار المباشرة للحرب الروسية- الأوكرانية وتأثيرها على أسعار النفط وآليات توريده، بالإضافة إلى ارتباك أسواق الغذاء وخاصة الحبوب.

والحقيقة أن فك هذا التلازم المقصود أو غير المقصود ليس مهمًّا فقط على مستوى الشكل، ولكن مهم جدا على مستوى المعنى والمضمون المطلوب من الدعوة للحوار.. وذلك لعدة حيثيات، أولاها أن الدعوة للحوار الوطنى جائزة فى الحالات السياسية الاستثنائية للدول، أما الدعوة لحوار وطنى فى توقيت تكون فيه مؤسسات الدولة السياسية من مجلس وزراء ومجلسى نواب وشيوخ منعقدة ومستقرة مثل حالتنا، فليس معنى هذا إلا أن الإدارة السياسية تريد أن توسع مجال الرؤية لديها بالاستماع لآراء مغايرة عما يدور فى المؤسسات المنعقدة حاليا، لعل ذلك يكون له تأثيره فى بعض القرارات على المدى القصير أو إجراء بعض التعديلات الفعلية السياسية على المدى الأطول.

وهو ما يتطلب تغييرا فى طريقة دعوة أطراف الحوار عن الطرق التى تم بها تشكيل المؤسسات القائمة، حتى لا نصل لنفس النتيجة فى تركيبة لم تختلف فيها إلا بعض الوجوه الذين تناول بعضهم عظمة نتائج حوار لم يبدأ بعد، فى الوقت الذى يمكن للجميع، وبخاصة الإدارة السياسية، أن يغتنموا تلك الفرصة السانحة فى الاطلاع على رؤى مغايرة وآراء جديدة فى نسق غير رسمى وبالتالى غير ملزم.

وثانيها أن الدعوة للحوار الوطنى وانعقاده لا تعنى بأى حال تحسن الحالة الاقتصادية تلقائيًا ولا حتى عن طريق طمأنة الناس عن طريق الإعلام، لأن المواطن يشعر بمدى عمق الأزمة عن طريق الأسعار المرتفعة وتسارع هذا الارتفاع، وبالتالى ما يطمئنه فعلا أن يرى بعينيه فترة تستقر فيها الأسعار ولا يجد الدولة تُعلى من قيمة رسوم الخدمات بشكل مبالغ فيه أو تستحدث بعضها دون سند واضح.

وثالثها: على الجميع أن يعوا أن هذا النوع من الممارسة السياسية لا يعنى به إلا المجتمع السياسى الداخلى، لأن المواطن العادى انشغل بأحواله المادية عن التنظيمات السياسية.. وإذا قصد أحد أن العالم الخارجى قد ينشغل بمثل هذه الممارسة فيجب علينا أن نتيقن أن الشأن السياسى الداخلى المصرى لا يشغل حيزا كبيرا فى فكر صُناع القرار فى العالم الغربى بالشكل الذى نتصوره، وإذا انشغل أحدهم بالشأن المصرى فإنهم يتعاملون مع ما يقدم لهم من تقارير عن المؤسسات السياسية الرسمية، وما تقوم به من مهام، وما يصدر عنها من قرارات وتشريعات.

وعلى هذا، فإذا كانت قاعدة هذا الحوار بين الإدارة السياسية والقوى السياسية غير المشاركة فى دوائر صناعة القرار، فليكن تبادل الرؤى السياسية فيه بأسلوب تتسع فيه الصدور لطرح المغاير من الأفكار من القوى السياسية التى عليها بدورها تفهُّم الأوضاع الاستثنائية التى ستُطرح من جانب القيادة السياسية لتقل الفجوة بين ما علينا أن نفهمه وما علينا أن نقبله، مع الوضع فى الاعتبار أن القوى السياسية إذا تمت دعوتها بشكل حر سيظهر بلاشك اختلافها على الخط السياسى والاقتصادى، وهذا لا يعنى انقسامها على مبادئ الانتماء الوطنى بقدر ما يعنى ثراءً فى الأفكار وتنوّعها، ومحاولة تناول الحلول للمشكلات الوطنية بمنطلقات متعددة فى اتجاه وطرق السير للوصول إلى الهدف المقصود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد والحوار الوطنى الاقتصاد والحوار الوطنى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 02:31 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

طريقة عمل اللازانيا باللحمة المفرومة

GMT 00:00 2023 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كولر يدرس تصعيد شباب الأهلي بعد تألقهم مع منتخب الشباب

GMT 02:52 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تبهر متابعيها بـ إطلالة جديدة

GMT 02:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مسعود أوزيل يغادر لندن للانضمام إلى صفوف فناربخشة التركي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة لا ينبغي تقديمها للأطفال في فصل الشتاء تعرّفي عليها

GMT 02:48 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على السيرة الذاتية للفنانة عبير بيبرس

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء

GMT 00:30 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شقيق جيجي حديد وبيلا حديد ينافسهما في مجال عرض الأزياء

GMT 10:43 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة صينية ترتدي فستان زفاف ساحرًا من مئات الطبقات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon