توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العين الغريبة «عماد 8»

  مصر اليوم -

العين الغريبة «عماد 8»

بقلم - محمود العلايلي

يبدو أن وجود عماد فترة رمضان سيسبب لى الكثير من الإزعاج، وسوف يسبب له الكثير من التعجب، لأنه ليس معتادا على التواجد فى مصر خلال شهر رمضان، وما يستتبع ذلك من تأجيل بدء اليوم الذى يبدأ متأخرا فى الأيام العادية وتأجيل كل المشاريع المستقبلية، سواء المهم منها والتافه بعبارة «خلينا بعد رمضان»، بالإضافة إلى الحجج الجاهزة للتأخير أو عدم الالتزام بأى موعد بسبب الصيام نهارًا أو لظروف التراويح والمسلسلات ليلا، وباختصار هبوط إيقاع البلد كله إلى رتم لا يفهمه إلا المقيم الدائم ولا يستطيع التعامل به إلا الذى اعتاده وأجبر على فهمه وتقبله مع الزمن.
والحقيقة أن مشكلتى ليست فى الإيقاع ذاته ولكن فى المكالمة التليفونية التى تصلنى من عماد بعد كل حدث ومشكلة من تأجيل أو تفويت موعد مهم من أحدهم، حيث يخاطبنى السيد عماد غالبا بصفتى مسؤولا عن تصرفات المواطنين المصريين بشكل عام، حيث يهاجم سيادته هؤلاء الناس متمثلين فى شخصى وفى أحيان كثيرة يوجه لهم أقذع الألفاظ التى حفظها منذ زمن ولم يتخل عن عادة استخدامها، على الرغم من سفره لفترة طويلة، ومع سخطى الشديد من استخدام هذه الألفاظ لشعورى وكأنها موجهة لى إلا أنى لا أستطيع أن أخفى شعورى بالإعجاب ناحيته- بينى وبين نفسى- حيث مازال عماد يتمتع بنفس مهارة إلقاء السباب القبيح، وكأنه لم يغادرنا ليوم.

وكان آخر من تعرض لسباب عماد هو المحامى الشاب الذى يعمل فى مكتب أحد أصدقائنا القدامى ويقوم ببعض المهام الورقية نيابة عن عماد خلال سفره وخاصة ما يتعلق بالأمور الرسمية من تغيير عقود المياه والكهرباء أو نقل عقد التليفون أو تجديد رخصة سيارة، ولحظ هذا الشاب البائس أن حضر عماد فى رمضان وطلب منه العديد من الطلبات الورقية على أمل إنهائها خلال وجوده، وهو ما قوبل من الشاب بالتململ بعبارة «خلينا بعد رمضان» وقد قابله عماد بالاستعجال والإصرار على إنجاز تلك الطلبات فى أسرع وقت.

مما أدى إلى صدام بغير داع بين الشاب الذى يعود إلى عماد يوميا بتأجيل لسبب غير مفهوم من تلك المصالح الحكومية، وبين عماد الذى لا يريد أن يعى مسألة إيقاع شهر رمضان، وهو الأمر الذى أغلق فكره عنه بشكل متعمد، ربما خوفا على نفسه أن يعتاد ذلك الإيقاع أو أن يعتاد الرضا بهذا الإيقاع، بينما أظن بينى وبين نفسى أن عماد يظهر عدم رضاه لإيجاد مبرر لإلقاء شتائمه بلا رابط، معتبرا فى ذلك نشوة يفتقدها فى ألمانيا، أولا لعدم وجود مبرر للسباب، وثانيا لعدم وجود من يتأثر بذلك حتى ولو وجد الفرصة لإلقائها.

واللطيف فى هذا التوقيت أن عماد قد غاب عنى لمدة حوالى أربعة أو خمسة أيام، وبالطبع لم أبادر بمحاولة الاتصال به إلا أنه عاجلنى بمكالمة، وبدا على صوته لطف افتقدته منذ حضر هذه المرة، فشجعنى ذلك على أن أسأله عن أخباره وعما إذا كان المحامى الشاب قد أنجز ما طلبه منه، فرد على بنفس اللطف أنه قد اصطحبه على مدى الأيام الماضية لإنجاز المهام المعطلة فى المصالح الحكومية.

إلا أن أحدًا منها لم يتم إنجازه، ثم أخذ عماد يشرح لى بكل لطف عن أسباب تأخير كل مهمة منها سواء لغياب موظف أو لقصر ساعات العمل، وأضاف ضاحكا: موضوع وقوع السيستم المتكرر والذى يبدو أنه يتأثر أيضا بالصيام، فوجدت حالة اللطف هذه فرصة أن أدعو عماد للذهاب للساحل الشمالى لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة به وبى، إلا أنه عاجلنى بالإجابة الحكيمة الواعية «خلينا بعد رمضان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العين الغريبة «عماد 8» العين الغريبة «عماد 8»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon