توقيت القاهرة المحلي 15:49:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العين الغريبة «عماد 11»: الطريق إلى الساحل

  مصر اليوم -

العين الغريبة «عماد 11» الطريق إلى الساحل

بقلم - محمود العلايلي

كان عماد معروفًا أيام الدراسة بطبع «الإلحاح»، وكنا لا نوافقه على مقترحاته لأسباب منطقية أو لموافقة جماعية، بل كان دافعنا إلحاحه المستمر سواء كان الهدف مكانًا نخرج فيه أو مباراة نحضرها أو أكلًا معينًا نطلبه، والحقيقة أن الإلحاح لم يتخلَّ عن عماد أبدًا، ولكن الأنكى أنه يحاول أن يبدو متفاهمًا مع الجميع، بينما يخصنى أنا بكل أنواع الإلحاح دون كلل.

وهو ما صارحته به فى أول الطريق الصحراوى ونحن نقوم بتغيير إطار السيارة الممزق: طول عمرك زنان وحاتفضل زنان!، فرد بمهارة: ولكنه اقتراحك من البداية، فقلت: نعم كان اقتراحى، ولكنى لم أضع له توقيتًا حتى تستمر فى الإلحاح صباح مساء حتى اضطررت إلى موافقتك للتخلص من «الزن»، وعندما انتهينا من ربط الإطار السليم بعد عمل مشترك متناغم وسريع كما اعتدنا منذ الشباب عدنا إلى السيارة، وفى ظل التكييف الذى أصر عماد بإلحاح أن يكون على أدنى درجة برودة قال: إن جودة الطريق وتنظيمه والتفرقة بين سيارات الركوب وسيارات النقل شىء رائع.

وما إن دخلنا فى طريق الخدمة لتزويد السيارة بالوقود وشراء إطار بدلًا من التالف حتى فوجئنا بسيارة نصف نقل ومجموعة تكاتك تأتى فى الاتجاه المعاكس بالسرعة العادية للطريق، والمدهش أننا أخذنا الجانب الأيسر من الطريق بشكل تلقائى، بينما ظل الفوج المخالف فى طريقه على جانب الطريق دون تردد أو إبطاء، بينما كان الأكثر دهشة هو اتفاقى وعماد على عدم التعليق، بينما يدرك كل منّا أن الآخر يقول لنفسه بخصوص طريقنا إلى الساحل: «هل يمكن عمل طريق يتميز ببعض التعقيد لمثل هؤلاء؟»، وإذا بعماد يقطع السكوت ونحن داخلون على محطة البنزين: بالتأكيد أن ليس كل مَن يستخدمون الطريق من هذه العينة!، ثم تطوع بالإضافة: على فكرة، لقد زادت أسعار البنزين فى أغلب دول العالم بنسب تتراوح بين 50% و100%.

فلا تشْكُ الزيادة التى فُرضت مؤخرًا، وبما أنى لم أشْكُ من الأصل لمعرفتى بالأسباب وبالمعلومة التى تفضّل علىَّ عماد بها، لذلك وجدتها فرصة للتنكيد عليه وسألته: ماذا ستفعل الحكومة الألمانية عند توقف موسكو عن ضخ الغاز نهائيًّا لأوروبا، وكيف ستدفئ أطرافك التى ستتجمد من برد الشتاء؟، وكيف سيكون الحال فى القطاعات الصناعية التى ستتوقف أو تتعطل فى أحسن تقدير جراء توقف ضخ الغاز؟، وبما أن كل أسئلتنا كانت على سبيل التنفيس ولم تكن لها ردود من بداية الرحلة، ففضلنا أن ننتقل لما هو أفيد، أى النقاش على تشارُكنا فى المصروفات، فتوافقنا بعد إلحاحه- بينما كنت بينى وبين نفسى أتظاهر بالتحضر مثله- على أن يرد لى نصف ما أسدده سواء للوقود والإطار أو الأكل وأى مصروفات أخرى بعد العودة، على أن يسحبها لى من ماكينة صراف آلى لأنه ليس معتادًا على حمل «الكاش».

وبعد تموين السيارة، أصر عماد مُلِحًّا على ألّا نخرج من طريق الخدمة حتى نقف فى الرست هاوس لنستعيد الذكريات، وعلى الرغم من أنى شرحت له أن الرست هاوس كان على الجانب الآخر وأنه لم يعد سوى بقايا، فإننى قبل أن أكمل جملتى مرت السيارة على حجر كبير على الطريق، أدى إلى تعثرها، ثم توقفها بلا حراك.

ولولا أحزمة الأمان لحدث ما لا نتمناه، وفى صدفة أخذتها بحسن نية جاء تعثر السيارة فى موقع مشتعل برقم تليفون ونش إنقاذ مكتوب على جانبى الطريق، وهو أمر لم نناقشه، فاتصلنا به ليأتى عكس الاتجاه فى أقل من عشر دقائق بين نظراتنا المتبادلة، التى لم نَعِبْ فيها تصرفه ولم نعاتبه، ثم قلت لعماد بالإنجليزية: كيف سندفع للرجل، وقد أنفقت كل ما كان لدىَّ من سيولة فى شراء الإطار الجديد يا عديم «الكاش»؟!.. يُتبع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العين الغريبة «عماد 11» الطريق إلى الساحل العين الغريبة «عماد 11» الطريق إلى الساحل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:28 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله
  مصر اليوم - قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 19:42 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

قلق في "أرامكو" بسبب هجمات الخليج وارتفاع سعر النفط

GMT 02:08 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن حقيقة علمها بمقلب "رامز في الشلال"

GMT 07:15 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

كشف غموض وفاة 22 عالمًا بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون

GMT 10:06 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رسالة حسن الرداد إلى محمد رمضان بعد أغنية "نمبر وان"

GMT 22:21 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

روبرتو فيرمينو يُجدد شكره لزميله "محمد صلاح"

GMT 06:52 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"مشاهير حول العالم راحوا ضحية "الالتهاب الرئوي

GMT 11:08 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على أنواع السيارات الأكثر مبيعًا في عام 2018

GMT 15:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

علامة "كايلي" و"كاندال" تطلق حقائب زهيدة الثمن

GMT 14:17 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفكار إضاءة رائعة لحفلة زفافك الخارجية

GMT 10:13 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

اكتشفي طرق مختلفة لتحضير الفول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon