بقلم - محمود العلايلي
بمناسبة العمل الفنى الرائع، الذى تم تنفيذه فى إبريل من العام الماضى، ضمن فعالية موكب المومياوات الملكية، كتبت على منصة «فيس بوك»، يوم 4 إبريل 2021: «لحد إمتى حانفضل ماشيين ورا الحكمة الخايبة إن الواحد لازم يتعلم من أخطاؤه؟!. الحكمة إن الواحد يتعلم من نجاحاته ويكررها ويطبقها فى مجالات مختلفة».
ثم تبعت ذلك يوم 6 إبريل 2021 كاتبًا «استثمارًا للنجاح، أقترح تحويل العمل الموسيقى إلى عمل أوركسترالى مستقل يتم عزفه فى مصر وكل الأوركسترات العالمية بنفس لغته الأصلية بصفته عملًا فنيًّا مصريًّا خالصًا»، وهى الخطوة التى ظننت أن الجهة المعنية بذلك ستتخذها- ليس بسبب ما كتبت بالطبع ولكن-بسبب العوائد الإيجابية الواضحة من تأكيد عدم اقتصار هذا النوع من الفن على دول معينة، وأن مصر من ضمن الحركة الفنية العالمية، بالإضافة إلى الدعاية المفهومة لمصر ومقاصدها السياحية.
وثالثًا لبث ونشر متعة الفن للمتابعين الذين استمتعوا بالأداء الموسيقى المذهل للفرقة الموسيقية والتأليف الموسيقى الساحر لهشام نزيه وتوزيع أحمد الموجى ومختارات كلمات «مهابة إيزيس»، التى تحولت إلى القبطية، بإشراف د. ميسرة عبدالله، والأداء الاستثنائى لأميرة سليم ونسمة محجوب وريهام عبدالحكيم، وذلك كله فى عمل موسيقى أوركسترالى تحت قيادة المايسترو نادر العباسى، بالإضافة إلى تصميم الرقصات والملابس والإخراج التليفزيونى الاحترافى، الذى مزج بين الحدث الفعلى والمادة المصورة فى مزيج ممتع وأخاذ، ثم تبعت ذلك بمنشور بنفس المعنى فى سبتمبر 2021، ليس لحث جهة معينة بقدر تذكير الأصدقاء بالحدث والقيمة الفنية له.
لقد مر على الحدث عام وثلاثة أشهر، ولدينا أصل فنى بُذل فيه مجهود فنى كبير وأُنفقت عليه أموال طائلة من أجل إخراجه بتلك الصورة، ولكن للأسف ظل هذا الأصل مُعطَّلًا، مع أن عوائده الاستثمارية تفوق ما أُنفق عليه بمراحل، ناهينا عن عوائده الأدبية والفنية، فى مناخ نتوق فيه لإعلاء قيمة هذه الأنواع من الفنون والإلهام لإبداع أعمال على نفس القيمة، والحقيقة أننى لست الوحيد الذى نادى باستخدام الأوبريت- إذا جازت التسمية- كعمل موسيقى مستقل يتم عزفه باستمرار عن طريق الأوركسترات المحلية والعالمية لأننى كما علمت من السوبرانو أميرة سليم أنها والمايسترو نادر العباسى طرحا تلك الفكرة أكثر من مرة فى الإعلام.
ولكن حتى يمكن تحويل ذلك المطلب إلى أمر من الممكن تنفيذه، يجب أولًا تحديد الجهة التى تملك الحقوق الأدبية للعمل الفنى لموكب المومياوات الملكية حتى يمكن للأوبرا المصرية مثلًا أن تقتنى العمل وتبدأ فرقة أوركسترا القاهرة السيمفونى فى طرحه ضمن موسمها الفنى والبدء فى تنظيم اتفاقيات لعزفه فى الأوبرات الأجنبية والسماح للأوركسترات العالمية بعزفه فى دولها، وهى اللوجستيات التى تملك آلياتها دار الأوبرا بحكم تكوينها الإدارى وقدراتها الفنية.
وثانيًا وجب على إدارة دار الأوبرا أن تسعى فى ذلك لأن الإفراج عن ذلك الأصل الفنى المُعطَّل لصالحها خطوة مهمة لاستثمار هذا النجاح لنعود إلى أول المقال بأن الحكمة الحقيقية فى استثمار النجاح والتعلم منه حتى لا نقع فى شراك المثل الخائب الذى رفضته من البداية.