توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفقة القرن

  مصر اليوم -

صفقة القرن

بقلم - محمود العلايلي

يعتزم جاريد كوشنر كبير مستشارى البيت الأبيض القيام بجولة تشمل خمس دول عربية خليجية على الأقل فى أواخر فبراير الحالى، ويسعى كوشنر فى هذه الجولة إلى عرض المكون الاقتصادى من الخطة الأمريكية لحل الصراع العربى الإسرائيلى.

والهدف الأساسى لهذه الجولة هو قياس مستوى الدعم للشق الاقتصادى للخطة، الذى يتمثل فى حجم المساعدات والاستثمارات لمساعدة الشعب الفلسطينى، فى الوقت الذى يرفض فيه الرئيس الفلسطينى الكلام عن أى خطة سلام تطرحها الولايات المتحدة بسبب اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وليس معروفا على وجه الدقة إن كانت خطة السلام التى تريد الولايات المتحدة طرحها هى التى اتخذت المسمى الإعلامى «صفقة القرن»، أم أنها رؤية أخرى تبدلت ملامحها بحكم تبدل الأوضاع السياسية، متخذة نفس الاسم الإعلامى الرنان بحكم أنها لم تكن قد أعلنت من قبل، وبالتالى فأى طرح سيأخذ الزخم المصاحب لهذه التسمية، بالإضافة للغموض الذى صاحب هذا المسمى، والذى أعطى انطباعا بأنه العصا السحرية التى ستحل كل معضلات القضية المستمرة على مدى حوالى عشرة عقود من الزمن.

والشىء الجدير بالإشارة هنا أننا يجب أن نعى وضع الأطراف المعنية فى القضية وموقعهم منها، حيث يمثل الفلسطينيون والإسرائيليون الطرفين الرئيسيين، بينما تمثل كل من مصر كدولة محورية مع الأردن الشركاء المباشرين بعد خروج سوريا من المعادلة لطبيعة الظرف السياسى والعسكرى، وعدم التعامل مع لبنان كطرف فاعل فى القضية على مدى السنوات الطوال الماضية، أما دول الخليج العربية فتتعامل معهم الأطراف الفاعلة بصفتهم مراقبين حينا أو شركاء أحيانا أخرى إذا تطلبت الحالة نوعا من الحشد السياسى بالقبول أو الرفض، أو فى حالة اللجوء إلى حلول اقتصادية كما هو الحال الآن.

إن التعامل مع القضية بمعايير سابقة يمكن أن يؤدى بنا إلى نفس المواقف ولن يغيير فى الواقع شيئا، لأن الحالة الراهنة تختلف عن المعطيات التقليدية التى اعتدناها فى المنطقة، فخريطة التحالفات تباينت بشكل واضح، سواء على مستوى محاولات تقليص النفوذ الإيرانى والذى تتشارك فيه كل الدول السابق ذكرها بالإضافة إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الواقع الذى جد بتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط والذى يضم مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل واليونان وقبرص، وهو نوع جديد من أشكال التحالف فى هذه المنطقة لمحاولة تطويق الدور التركى، وبينما تدل المؤشرات على أن هذا التحالف تنظيمى تجارى، يملى الواقع أنه لن يخلو من تنسيق عسكرى يمكن أن يتطور لمستوى أعلى لحماية منابع الغاز وسبل إسالته وتصديره.

تحتم قواعد الممارسة السياسية أن نتفهم بعض الأمور ربما لا نقبلها، إذ إن التعامل مع الواقع يختلف عن التعامل مع ما نتمنى أن يكون عليه الواقع، فإسرائيل لم تعد الدولة المنبوذة إقليميا سواء سياسيا أو عسكريا، وهو ما يضع عليها العديد من الالتزامات الأدبية لم تكن ملزمة بها من قبل فى حال الدخول فى أى نوع من المفاوضات المباشرة، سواء على مستوى مستقبل المعضلة الإسرائيلية الفلسطينية، أو على مستوى الحالة السياسية والعسكرية الإقليمية.

إنه من المؤكد أن أيا من الأطراف الرئيسية فى القضية أو الأطراف المشاركة لن يقبل بأى حل لا يرضى طموحاته، ولأن أى حل يتم فرضه سياسيا دون توافق لن يؤدى إلا إلى تبديل صراع بصراع مختلف، وبالتالى يجب أن يكون هناك توافق عام ترضى عنه كافة الأطراف لإزالة هذا الاحتقان المزمن فى تلك المنطقة، وتتحول من حالة العداء والتربص إلى حالة من التنافس والتعاون وساعتها تكون الاتفاقية هى«صفقة القرن»عن حق.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن صفقة القرن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon