توقيت القاهرة المحلي 09:08:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يمكن أن تشعل قضية «خاشقجى» نيران أسعار النفط عالمياً؟ وهل يمكننا الهروب من نيرانها؟

  مصر اليوم -

هل يمكن أن تشعل قضية «خاشقجى» نيران أسعار النفط عالمياً وهل يمكننا الهروب من نيرانها

بقلم - محمد عبدالعال

نعم، هى نيران قد يكون لها لهيبها، فنحن دولة تستهلك من النفط ومشتقاته أكثر مما تنتج، وبالتالى نضطر لاستيراد الفرق من أسواق النفط الخارجية بالأسعار العالمية، فإذا ما ارتفعت الأسعار واستمر اتجاهها التصاعدى لترتفع عن متوسط تقديراتها السابقة فإن ذلك يمكن أن يتسبب فى ضغوط على مُخطِّطى السياسات الاقتصادية، نتيجة ما قد يترتب عليه من آثار وتداعيات سلبية على هيكل وخطط وأهداف ومؤشرات الاقتصاد القومى.

ويكفى القول إن تحرك سعر برميل النفط الخام بمقدار دولار واحد زيادة على 67 دولاراً للبرميل، «وهو السعر الذى قدّرته وزارة المالية كمتوسط تقديرى لتكلفة برميل النفط فى موازنتها هذا العام»، يؤدى إلى خسارة دفترية أو زيادة عجز الموازنة بمقدار أربعة مليارات جنيه.

إذا كان الأمر كذلك، فما بالنا إذا ما قفزت أسعار النفط العالمية بشكل يفوق بكثير التقديرات السابق وضعها؟ هنا تكون الصدمة السعرية النفطية!.

ولكن ما مؤشرات الاتجاه الصعودى؟

الذى حدث مع مطلع شهر أكتوبر الجارى أن ارتفع سعر برميل برنت فوق 86 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى سعرى منذ أربع سنوات، كما ارتفعت أسعار صفقات اختيارات «حق الشراء المستقبلى» لخام غرب تكساس الأمريكى إلى مائة دولار للبرميل، استحقاق أول ديسمبر 2019، ولذلك أصبح من غير المستبعد فى نظر المراقبين إمكانية بلوغ أسعار النفط العالمية سعر المائة دولار فى المستقبل إذا ما تفاعلت أو استجدت عوامل تدفع إلى ذلك، ومن أهم تلك العوامل:

■ العودة المرتقبة للعقوبات الأمريكية على إيران وتنفيذ الحظر على تصدير النفط الإيرانى فى الرابع من نوفمبر القادم، وهذا أحد أهم العوامل الاستراتيجية.

■ الصعوبات التى تحول دون وصول النفط الأمريكى إلى الأسواق العالمية.

■ توقع أن توقف كل من الهند والصين مشترياتها من النفط الإيرانى، وهو ما دفع كثيراً من المؤسسات المالية والاقتصادية إلى رفع تقديراتها لأسعار النفط المستقبلية، حيث تتوقع أن تنخفض صادرات إيران من النفط تحت تأثير المقاطعة ما بين مليون إلى مليونى برميل يومياً.

■ استمرار الحرب التجارية الأمريكية الصينية.

■ صعوبة أن تتمكن الدول المنتجة للنفط من زيادة حجم إنتاجها اليومى لتعويض النقص فى النفط الإيرانى بسبب التكلفة الباهظة، حيث إن زيادة الطاقة الإنتاجية اليومية المستدامة بمقدار مليون برميل يومياً تحتاج استثمارات بـ2 مليار دولار.

■ انتهاء اجتماع أوبك الأخير فى الجزائر دون استجابة صريحة لطلب الرئيس ترامب بدعوة دول أوبك إلى زيادة إنتاجها لتعويض النقص الإيرانى.

كل العوامل السابقة هى عوامل عادية أو تقليدية، ووفقاً لمدى قوتها وبداية مولدها وفترة استمرارها، يكون تأثيرها سلباً أو إيجاباً فى أسعار النفط العالمية.

وفعلاً هدأت الأسواق قليلاً، ورأينا كيف استقر سعر النفط حول الثمانين دولاراً للبرميل. وكان ذلك تحت تأثير احتمال أن يستمر تدفق بعض صادرات النفط الإيرانى بعد فرض العقوبات، كما ترددت تكهنات بأن المملكة العربية السعودية قد تستجيب للطلب الأمريكى وتزيد من إنتاجها اليومى، مما يخفف من الضغط على الإمدادات فى الأسواق العالمية.

ولكن طَفَت فجأة على الساحة العالمية أحداث اختفاء الكاتب الصحفى السعودى، جمال خاشقجى، ومن ثَمَّ تولدت مخاوف فى الأسواق العالمية من تداعيات ومخاطر نتائج التحقيق، وردود الأفعال إزاء تلك النتائج، سواء من قِبَل المملكة العربية السعودية أو من قِبَل عواصم عالمية.

ويخشى المراقبون أن يترتب على تلك الأحداث، ولو بشكل مؤقت، انخفاض حجم الاستثمار الخارجى الأجنبى على السعودية، ومن ثَمَّ يكون أمامها إما الاعتماد على الاقتراض المحلى أو أن تسعى لتقليص حجم إنتاجها من النفط أو على الأقل عدم رفع إنتاجها لتعويض النقص الإيرانى المحتمل، وبالتالى يؤدى ذلك حتماً إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية.

كما أن الضغوط من بعض القوى الخارجية على السعودية جراء استغلال هذا الحدث قد تدفع المملكة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية يكون من مظاهرها أو نتائجها، المباشرة أو غير المباشرة، ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.

والآن ما آثار الارتفاع الحالى أو المستقبلى فى أسعار النفط الخام على أوضاعنا ومسيرتنا الاقتصادية؟

■ إن ارتفاع السعر بأى مقدار يزيد عما هو مقدر فى الموازنة يؤدى إلى ارتفاع فاتورة الاستيراد، ويؤثر سلباً على ميزان المدفوعات والميزان التجارى.

■ معظم السلع الاستهلاكية، خاصة الغذائية، حساسة جداً لأسعار الطاقة، وبالتالى فإن ارتفاع أسعار النفط يصاحبه ارتفاع فى أسعار السلع والخدمات، وهو ما يساعد على خلق موجات تضخمية جديدة، ويشكل مناطق مقاومة للسياسات المالية والنقدية، حيث تلجأ الدولة إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، وهو الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع تكلفة التمويل، وعدم تحقيق الأهداف الموضوعة لمعدلات النمو الاقتصادى.

من ناحية أخرى، يؤدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة حاجة الدولة للاقتراض الداخلى والخارجى، وبكلفة اقتراضية أكبر.

إن قدرة الدولة على التقليل من آثار التداعيات السلبية لارتفاع أسعار النفط والهروب من صدماتها مرهونة بقدرتها على اتباع آليات وسياسات تحوُّط، منها:

■ التوسع المخطط فى الاستثمار والتطوير التكنولوجى لعمليات البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة المختلفة، والطاقة البديلة، لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتصدير.

■ دراسة إنشاء صندوق نقدى سيادى لموازنة أسعار النفط حين ارتفاعها.

■ عمل احتياطى معقول من مخزون نفطى داخل البلاد.

■ التحوُّط وتغطية مخاطر تقلبات الأسعار من خلال إبرام عقود وصفقات اختيار وعقود شراء آجلة لتغطية مخاطر تقلبات الأسعار.

■ المحافظة على استقرار سعر الصرف فى ظل سياسة التعويم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن أن تشعل قضية «خاشقجى» نيران أسعار النفط عالمياً وهل يمكننا الهروب من نيرانها هل يمكن أن تشعل قضية «خاشقجى» نيران أسعار النفط عالمياً وهل يمكننا الهروب من نيرانها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon