بقلم - ليلى إبراهيم شلبي
حب الخير إحدى فضائل الإنسان ذى النفس السوية، أما حب فعل وإتيان الخير فتلك نعمة يختص الله سبحانه وتعالى بها فئة من البشر يريد بهم أن ينفع بقية عباده وأن ييسر ربهم أمورهم التى ضاقوا بها بعد أن أحكمت حلقاتها حول أرزاقهم وأيامهم وأقدارهم ومقدراتهم، فهم ــ والله أعلم ــ فى عداد رسل الرحمن ومبعوثيه إلى عباده فى الأرض.
أردت اليوم أن اخاطب كل من يتوسم فى نفسه تلك الصفات التى ترفع الناس عن بعضهم درجات حب الخير والرغبة فى تقديم العون للآخرين والمساهمة فى دعم وتدعيم حيوات إخوة لنا فى الوطن تبدأ بلا شك بفعل كل ما يمكن أن يدفع عن الإنسان محنة المرض فما بالك لو اجتمع عليه أذى المرض ومرارة الحاجة فلا يملك ما يمكنه من العلاج أو الأمل فى الشفاء.
الواقع أننى أعلم جيدا عن قناعة أن الدولة هى المسئول الأول عن صحة مواطنيها وتأمينهم ضد المرض كما هو معمول به فى كل بلاد العالم، لكنى أيضا أدرك أن الأمر ليس هينًا كما نعلم جميعا، لذا فإن دعم المجتمع المدنى لا غنى عنه بل أكد دوره يمكن أن يصل إلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه الدولة فى قضايا بعينها.
معهد القلب القومى يعد أكبر منشأة خدمية فى مجال صحة الإنسان المصرى متخصصة فى جراحات وعلاجات أمراض القلب. لا يتوقف دوره على التشخيص والعلاج بل يتعداه أيضا إلى مجال عظيم الأهمية هو مجال الوقاية من أمراض القلب على جميع اختلاف منشئها وتداعياتها.
معهد القلب القومى حتى يتمكن من أداء الدور الهام الذى أنشئ من أجله يحتاج دعم الدولة فى المقام الأول لكنه يحتاج أيضا إلى دعم فى مجالات أخرى من المجتمع المدنى لا تقف عند حدود الدعم المادى فى صورة تبرعات أو مستلزمات لكنه وبصورة أكبر يحتاج إلى دعم معنوي يبدو جليا فى الإيمان بدوره الخدمى فى علاج غير القادرين بعلم وكرامة إلى جانب دوره القومى فى التوعية بأسباب الأمراض والوقاية منها.
معهد القلب القومى يتبنى خطة طموح لتطوير العمل فيه بصورة تدعم رسالته وتضاعف خدماته ويعمق من دوره الفاعل فى المجتمع تفليس بالإمكانات المادية فقط تعالج المرضى.
عزيزى القارئ أعلم جيدا أن لك من الرغبة فى فعل الخير ما يدفعك لأن تأتى بنفسك إلى معهد القلب مقتطعا من عملك يوما كاملا لتقدم عونا ماليا لدعم معهد القلب فهل فكرت أن تطوعك للعمل فى معهد القلب ولو لساعات فى الشهر قد يعم المعهد فى أداء رسالته بما يفوق ما قدمته من مال.
إنه الصدق فلا تتردد..
معهد القلب القومى يدعو كل أبناء الوطن للمساهمة فى دعم رسالته الوطنية النبيلة.. لدينا بالفعل مشروع طموح لتفعيل دور معهد القلب القومى فى خدمة أبناء الوطن فى أكمل صورة تحقق المساواة فى العلاج بعلم وكرامة لكل المصريين على حد سواء.
ثقوا بنا.. فنحن أهل للثقة.
نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع