توقيت القاهرة المحلي 09:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا كسبت إسرائيل؟

  مصر اليوم -

ماذا كسبت إسرائيل

بقلم - رفيق جريش

ماذا كسبت إسرائيل فى حربها ضد حماس؟، هل اكتسبت الأمان والاستقرار؟.. قطعًا لا، بل أصبح شعبها مهددًا بسقوط الصواريخ فوق رؤوسه فى أى وقت، ومعارك هنا وهناك، شمالًا وجنوبًا، فى الداخل والخارج.. إذًا ماذا خسرت؟.

1- خسرت السمعة التى جاهدت لبنائها منذ 75 عامًا بأنها واحة الديمقراطية فى وسط العالم العربى، فها هى تبرهن للعالم بعد الفظائع التى ترتكبها فى غزة أنها دولة قائمة على التمييز العنصرى بامتياز، إذ تَعتبر كل الآخرين «حيوانات»، كما جاء على لسان مسؤوليها.. فأى ديمقراطية هذه التى تميز بين شعب وشعب؟!.

2- خسرت «يهوديتها»، إذ كانت تُنسب دولتها للدين اليهودى، رغم أن كتابهم المقدس يُحرم عليها أن تبيد وتقتل الشعوب الأخرى، بدءًا من وصية «لا تقتل» من الوصايا العشر التى أنزلها الله على موسى (سفر الخروج).. وغيرها وغيرها من الآيات، فأصبحت دولة بلا هوية دينية أو جنسية، إذ أغلب الإسرائيليين يأتون من مختلف بلاد العالم، فمنهم من هو من أصل روسى أو فلاشى أو أوروبى أو مغربى إلى آخره، ولا يوحدهم إلا «الدين»، وكثير من اليهود يرفضون ما يفعله الإسرائيليون الصهاينة، فقد أوضحت تمامًا الفرق بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجية قائمة على الاحتلال والقتل وتجريف أراضى الغير، وخلعهم من أراضيهم وتشريدهم فى بلاد العالم. كأنه إسقاط لما تم لليهود من عصر النازى، فها هم يفعلون محرقة للأطفال والنساء والرجال والمسنين الفلسطينيين على غرار محرقتهم.

3- خسرت إسرائيل أيضًا ادعاءها أنها دولة سلام؛ فها هى ترفض وقف إطلاق النار بضع ساعات لأسباب إنسانية وإسعاف الجرحى ودفن الموتى وإدخال المساعدات.. فأى سلام تتحدث عنه الذى يهدم الإنسان كإنسان، بل هى دولة احتلال ولا تريد تحقيق «حل الدولتين»؛ أى إقامة دولة فلسطينية بجوارها، رغم أن العالم كله ينادى بذلك بدءًا من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وبقية دول العالم، فهى تعمل على تسويف الوقت وتضييعه، ظنًا منها أن العالم سينسى، وها هو جاء الهجوم الحمساوى ليُذكّر العالم بـ«حل الدولتين»، والذى أصبح الآن فى مقدمة الأحداث لإنهاء الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية.

ماذا كسبت إسرائيل فى ضربها المدنيين العُزّل، إلا صعود كراهية الناس لهم، خاصة الغربيين الذين كانوا مغيبين بسبب إعلامهم المُضلل ومطالبتهم بوقف إطلاق النار كهدنة إنسانية وهى ترفض بحجة عودة الرهائن، وهى تبحث عنهم كإبرة فى قوم قش.

ماذا كسبت إسرائيل إلا تأجيج الغضب والحقد والانتقام.. وكل هذا لا يبنى سلامًا. لم تفهم إسرائيل أنه لا يمكن أن تكون دولة عسكرية تحارب بشتى الوسائل جيرانها، خاصة الذين اغتصبت أراضيهم، فالشر لا يولِّد إلا شرًّا، ولا تنقطع هذه الحلقة إلا بمقاربة سلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا كسبت إسرائيل ماذا كسبت إسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon