بقلم - رفيق جريش
کثيرون یظنون أن إسرائيل حيدت المسيحيين وتقتصر معاملاتها السيئة على المسلمين الذين يذهبون للصلاة فى مسجدى الأقصى وقبة الصخرة أو أنها تطلق رصاصاتها فى جنين بحجة الإرهاب الإسلامى، ولكن هذا ليس الحقيقة، فالمسيحيون الغربيون الذين يذهبون للحج فى الأراضى المقدسة يعاملون هم أيضًا معاملة سيئة، فآخر موضوع هو منع الحجاج للصعود إلى جبل التجلى الذى ظهر فيه السيد المسيح للتلاميذ ببهاء ونور إلهى دليلاً على ألوهيته (حسب الإيمان المسيحى). وبمناسبة هذا العيد منعت السلطات الإسرائيلية الحجاج من الصعود إلى الجبل ومكثوا فى السيارات والحافلات تحت نير الشمس الحارقة وقد تقدم مجلس الكنائس العالمى بشكوى للحكومة الإسرائيلية بهذا الخصوص.
وإذا كان هذا هو أسلوب تعامل السلطات الإسرائيلية مع الحجاج سواء من أوروبا الغربية أو الشرقية فهى تنغص على الحجاج صلاتهم بأى وسيلة كانت، منها وضع المتاريس أوتغيير مخارج ومداخل الأماكن المقدسة أو بالتفتيش المبالغ فيه بدءًا من المطارات والمنافذ الحدودية إلى آخره، ناهيك عن المعاملة السيئة للمسيحيين الفلسطينيين أو العرب. فالمعاملة تزيد سوءًا يكشف عن الوجه الحقيقى لإسرائيل «واحة الحرية والديمقراطية» كما تدعى وبالأمس القريب شاهدنا الرصاصات التى أودت بحياة شيرين أبوعاقلة الصحفية المرموقة والمسيحية العربية من كنيسة الروم الكاثوليك، ونتذكر كيف أن المسلمين أنقذوا الصندوق الذى يحمل جثمانها من السقوط عدة مرات جراء المناوشات التى قامت بها سلطات الاحتلال للتنغيص على المعزين والشوشرة على دفنها ولا نذهب بعيدًا نتذكر أیضًا كيف عُومل أحد الرهبان المصريين أمام دير السلطان وتم ضربه وبطحه على الأرض والقبض عليه، ناهيك عن عدم تنفيذ أمر المحكمة الإسرائيلية بعودة الدير للكنيسة المصرية ومازالت السلطات الإسرائيلية تضرب بأمر محكمتها عرض الحائط.
خلاصة القول الصهيونية ولا أقول اليهودية هذه الأيديولوجية التى تلبس عباءة الدين اليهودى لا تتحمل أى أحد خارج أفكارها الاحتلالية والاستعمارية، والتى تطبقها على الأرض فهى لا تفرق بين مسلم ومسيحى فقد شربت أرض فلسطين دم الاثنين معًا