بقلم - رفيق جريش
يراودنى تساؤل أو فكرة قد تبدو غريبة وهى: لماذا يجب أن ننتظر برامج للمرشحين لأى منصب تنفيذى أو تشريعى يقتضى ترشحًا، فهل هو عُرف ديمقراطى فى العالم كله؟ لماذا لا يقوم الشعب بوضع برنامجه بنفسه وفيها مطالبه وطموحاته وأحلامه ثم يختار المرشح المناسب لهذا البرنامج الذى وضعه الشعب؟ (أى شعب لا أخص فيها بلدا بعينه) لنكن صرحاء، برامج المرشحين يكون فيها كثير من الكلام المنمق، والذى على أرض الواقع لا يتحقق منه الكثير بعد انتخاب المرشح لأسباب كثيرة منها تغير مناخ السياسة الدولية أو ظروف داخلية تستجد أو طارئة أو إمكانيات غير متوفرة فى هذا التوقيت وغيرها من الأسباب منها الحقيقى ومنها غير الحقيقى.
فى أغلب الهيئات والشركات المحلية والدولية يضعون توصيفًا للوظيفة ثم يختارون من ضمن عدد من المرشحين للوظيفة من هو مناسب وأهل لهذا التوصيف، فالشعب من خلال آليات معينة سيختار من هو أهل ومناسب للتوصيف فى هذه الحالة (البرنامج الانتخابى) الذى وضعه الشعب نفسه.
سيسألنى أحد، وكيف الآلية لنجمع آراء الناس؟ وأجيب لا أظن أن الآلية ناقصة ففى أى دولة ديمقراطية مؤسساتها تستطيع أن تجمع ذلك مثلا البرلمانات أو مجالس الشيوخ أو الأحزاب، ناهيك عن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى... إلى آخره.
وأرى أن «الحوار الوطنى» الذى يجرى فى مصر فيه شىء من ذلك، إذ أن التوصيات ترفع للسيد الرئيس الذى يقوم بدوره بتوزيعها على المؤسسات المختلفة لدراستها بعمق ويتخذ الإجراءات المناسبة لتطبيقها، وهى منصة تتيح للرئيس أن يصغى إلى طلبات وآمال الشعب ويعمل بجهد جهيد على تحقيقها هو والحكومة فى جو من الحكمة والسلاسة والوطنية.
الفكرة تبدو لأول وهلة غريبة، وهى أن يكون البرنامج من أفكار الشعب ذاته، أى من القاعدة إلى القمة وليس العكس. فكلما وسعت القاعدة شعر المواطن بأنه مشارك فى تقرير مصير وطنه خلافًا من أن يختار مرشحًا بناءً على برنامجه البراق فيه ما يعجب المواطن وفيه ما لا يعجبه، ولكنه مجبر أن يأخذه كله كما هو.
أعرف أن هذه الفكرة قد يقابلها بعض السخرية أو الاستهزاء من البعض.. لا بأس ولكنها فكرة ورأى آخر.