بقلم - رفيق جريش
إذا أردنا إصلاح التعليم، فعلينا بالتعليم.. وإذا أردنا أن نرفع من شأن المعلم، فعلينا بالتعليم.. وإذا أردنا علاج المنظومة الصحية، فعلينا بالتعليم.. وإذا أردنا رفع وعى الناس، فعلينا بالتعليم.. وإذا أردنا الدخول إلى عالم الحداثة والتكنولوجيا، فعلينا أيضاً بالتعليم. كل مفاتيح أبواب الارتقاء ببلادنا فى يد التعليم، لذا تهتم الدولة بدءاً من رئيسها بتطوير التعليم.
فتطوير المنظومة التعليمية فى مصر بكاملها على رأس الدولة كما هو هم كل الأهالى والعاملين فى مجال التعليم، وشاهد على ذلك برامج التليفزيون والإذاعة التى لا تنتهى عن الشرح وإعطاء التفاصيل والهم الأكبر هو ما يتطلبه ذلك من إمكانات ضخمة، فلدينا أكثر من 23 مليون تلميذ فى مراحل التعليم المختلفة وما قبل الجامعى، ويحتاجون إلى عدد ضخم من المدارس والفصول والمناهج المتطورة المواكبة للعصر وتدريب المدرس حتى يكتسب المعلم الخبرة الكافية لإعطاء تربية وتعليم جيد.
علينا أيضاً أن نهتم بالتربية، فعلينا أن نعترف أن تربية الأطفال والشباب أصبحت صعبة وكثيرا من الأهل منشغلون عن أولادهم بالعمل والكفاح من أجل أسرهم، فالعلم بدون تربية وغرس القيم الإنسانية الأساسية يعطى مجتمعاً متقدمًا علميًا ومنحلاً أخلاقياً، كما نرى فى دول كثيرة سبقتنا فى العلم. لذا علينا استكمال العلم بالتربية واستكمال التربية بالعلم حتى ينتج عن ذلك مجتمع متقدم وسوى.
ويأتى الاهتمام بالتعليم فى سياق رؤية كلية تسعى للنهوض بقدرات الدولة فى مختلف المجالات، وتعزيز المسؤولية الوطنية. فلا ترتبط عملية تطوير التعليم بخطة تطوير الجهاز الإدارى فقط، لكنها تأتى أيضا فى سياق الرؤية الهادفة إلى تعزيز البنيان المصرى بشقيه العسكرى والمدنى.
وتولى الدولة أهمية كبرى لتطوير التعليم، وتبذل كل طاقاتها للارتقاء بالعملية التعليمية وبأوضاع المعلمين، وهو أمر محط اهتمام أساسى للقيادة السياسية، عكسه حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على حضور بعض اختبارات المتقدمين لوظائف وزارة التربية والتعليم بنفسه. رغم أن الإصلاح التعليمى مهمة صعبة وتحتاج إلى التصدى التدريجى لمشكلات معقدة ومتشابكة تراكمت على امتداد العقود.
وزارة التربية والتعليم لابد أن تعمل على إعادة النظر فى منظومة التعليم التقليدية لرفع مستوى مصر فى التصنيفات العالمية، والعمل على بناء نظام تعليم عصرى والاعتماد على التحول الرقمى والبنية التكنولوجية فى منظومة التعليم، باعتبارهما عاملين مهمين لاستمرار العملية التعليمية.