بقلم - رفيق جريش
وأنا أسطر هذه السطور لم يعلن بعد عن التشكيل الجديد لحكومتنا المصرية الجديدة رغم مرور أكثر من عشرة أيام لإعلان ذلك، ولعل المانع يكون خيرًا لمصر ربما ليتم التدقيق فى المرشحين لهذا المنصب الخدمى الرفيع والذى يحتاج إلى أشخاص أولًا وطنيين يحبون وطنهم والشعب وثانيًا متخصصين فى أمور الوزارة التى سيتولونها وثالثًا أن يكونوا شرفاء منزهين بعيدين عن أى شكوك أو شبهة فساد، فنتمنى تغيرًا فى الرؤية وتنفيذها على أرض الواقع على حد سواء قادرين على تحقيق الآمال للمواطن المصرى البسيط.
يجب أن نعترف بأن الحكومة السابقة قدمت الكثير وفى ظروف ومازالت فى غاية الصعوبة. فالأزمات توالت عليها مثل أزمة كورونا التى أبطأت العمل والإنتاج قرابة سنتين وكذلك الحرب الأوكرانية ومعها أزمة الحبوب والقمح وما تلاها من أزمة اقتصادية طاحنة فى العالم كله، والآن حرب غزة بجانب السودان وحرب البحر الأحمر انطلاقًا من اليمن وأثرها المباشر على دخل قناة السويس وإلى آخره.
لذا الملف الاقتصادى يحتاج إلى شخصيات لها قدرة على التسويق خاصة فى مجال السياحة والزراعة والصناعة وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية والتخلص من البيروقراطية البغيضة التى تعطل كل تقدم ونمو وتعمل على رفع الأحمال عن كاهل المواطن المصرى وتخفيف معاناته المعيشية.
كذلك القطاع الخدمى مطلوب منه طفرة كبيرة من أجل خدمة الإنسان وبنئه، فالخدمة هى من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل الخدمة، لذلك هذا القطاع يحتاج إلى مسؤولين لهم الحس المجتمعى ويضعون الإنسان المصرى صوب أعينهم فيصونون كرامته.
علينا حكومة وشعبًا أن نعمل من أجل المستقبل ومستقبل مصر هو فى الشباب الذين يكونون أكثر من 60% من عدد السكان وأغلب شباب مصر بخير ومجاهدون ومحبون لوطنهم ويشهد العالم بكفاءتهم ونجدهم فى كل المواقع الحكومية والأجنبية فى الداخل وفى الخارج؛ لذا نأمل أن نرى وجوهًا شابة تفكر خارج الصندوق البيروقراطى وتستطيع أن تتواصل مع الشارع وتفهم احتياجاته وكيفية مخاطبته؛ فهذه كانت إحدى فجوات الحكومة السابقة وهى التواصل مع الناس والشرح المستمر رغم المشروعات الكبيرة العملاقة التى تحققت، فتغيير الشخصيات مهم ولكن الأهم التعلم من خبرات الماضى واستنباط رؤية جديدة وسلوك جديد.
ننتظر من هذه الحكومة الجديدة أسلوبًا جديدًا مكللًا بالنجاح من أجل الإنسان المصرى.