توقيت القاهرة المحلي 08:50:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاج

  مصر اليوم -

التاج

بقلم - رفيق جريش

أنتجت إحدى الشركات العالمية وعرضت على منصاتها مسلسلا طويلا باسم «التاج» The Crown؛ يتناول حياة الملكة إليزابيث الثانية، أو بالأحرى يتناول تاريخ الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس وأيضًا العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى زواج الملك الحالى شارلز من عشيقته كاميلا هاريس.. أى أن هذا المسلسل تناول تاريخ أكثر من خمسين عامًا، تناول حياة كل أفراد الأسرة الملكية، بحسناتهم وضعفهم دون خجل أو توارٍ.. وما امتاز به هذا المسلسل هو التمثيل الممتاز، رغم أنه تم تغيير الممثلين حسب الأعمار والفترة التاريخية للأحداث، ورغم أن هذا المسلسل لم تكن الأسرة الملكية راضية عنه، مما جعلها تنتج مسلسلا آخر وعلى منصة أخرى سمى «التاج الحقيقى» The Real Crown.

استعرض المسلسل بكثير من التفصيل تاريخ بريطانيا والعالم إبان الحرب العالمية الثانية وأجوائها القاتمة، وكذلك بطلها رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل، بكل تفاصيل حياته العامة والخاصة، مع مناقشات مجلس الوزراء البريطانى، وصراعات الزعماء، وكيف وقف بجانب الأميرة الشابة بعد الوفاة المفاجئة لوالدها الملك جورج السادس، الذى توفى إثر إصابته بمرض عضال عام 1952.

استعرض أيضًا المسلسل حياة الملك إدوارد الثامن الذى استقال من أجل عيون محبوبته التى كانت مطلقة، ولم يكن يُسمح بزواج الملك من امراة مطلقة بما أن الملك هو رأس الكنيسة الإنجليزية. ويعرض المسلسل شعور إدوارد الدائم بأنه أُجبر على الاستقالة، وظلت مرارتها تطارده إلى آخر يوم فى حياته، حتى توفى فى منفاه بفرنسا.

ومن المواقف التى تعرض لها المسلسل أيضًا ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها من حرب السويس عام 1956؛ وللدقة التاريخية، تم عرض خُطب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتأميمه قناة السويس، مع عرض جزء كبير من هذه الأحداث باللغة العربية، إمعانًا فى رسم أجواء هذه الحرب. كذلك استعرض المسلسل فلول الشمس على الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، وكيف استطاعت الملكة أن تحافظ على وحدة بريطانيا، وارتباط دول الكومنولث التى كانت فى السابق مستعمرات بريطانيا ببريطانيا ورحلاتها لتلك المستعمرات.. ثم استعرض زواجها من الأمير فيليب، زوج الملكة، والذى كان أميرًا يونانيًا قبل الانقلابات فى اليونان وانخراطه فى البحرية البريطانية مما أهله لنيل الجنسية البريطانية ثم كل الألقاب الرسمية، ومن ثَم زواجه من الأميرة إليزابيث.

يستعرض المسلسل أيضًا بشىء من التفصيل حياة الأميرة ديانا التى تزوجها الأمير تشارلز، والخلافات المستمرة بينهما، وعلاقاتها المتعددة التى انتهت بعلاقتها بـ«دودى الفايد»، ومقتلها إثر حادث سيارة فى نفق ألما Alma فى باريس، واتهام الفايد للأسرة الملكية بأنها هى التى قتلتها مع ابنه دودى، مما أدى إلى فتح تحقيق دقيق من قبل السلطات القضائية البريطانية، والتى أثبتت أن السيارة والسائق والحرس كانوا جميعًا من موظفى الفايد ولم يكن للأجهزة الأمنية البريطانية والفرنسية أى دخل فى مقتلها، وهذا الجزء أيضًا به مقاطع باللغة العامية المصرية.

وبالطبع، يستعرض أيضًا حياة الأميرين وليى العهد «وليم» وأخيه الشقى «هارى» وحياتهما الدراسية وعلاقاتهما المختلفة، ورصانة الأمير ولى العهد، وشقاوة الأمير هارى الذى كان ومازال يشعر أنه المنبوذ من الأسرة؛ لأنه كان الرقم الثانى بعد ولى العهد.. وقد كتب هارى كتابا نزل فى الأسواق حديثًا عنوانه «بالبديل» (Spare).

إذا استعرضنا بعض المواقف التاريخية فى هذا المسلسل، ليس حبًا فى السياسة البريطانية أو الأسرة الملكية، ولكن لنتعلم كيف تتناول الأحداث التاريخية، ودقتها ودقة إظهار الأشخاص وسلامة اللغة، والتفاصيل فى الأدوار والديكور، ناهيك عن التصوير والحوار وغيرها.. كل ذلك مع الحفاظ على المواقف الدرامية وإدراجها فى سياق المسلسل التاريخى. يا ليتنا نتعلم السخاء والدقة فيما يخص أحداثنا التاريخية العظيمة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاج التاج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon