توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاج

  مصر اليوم -

التاج

بقلم - رفيق جريش

أنتجت إحدى الشركات العالمية وعرضت على منصاتها مسلسلا طويلا باسم «التاج» The Crown؛ يتناول حياة الملكة إليزابيث الثانية، أو بالأحرى يتناول تاريخ الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس وأيضًا العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى زواج الملك الحالى شارلز من عشيقته كاميلا هاريس.. أى أن هذا المسلسل تناول تاريخ أكثر من خمسين عامًا، تناول حياة كل أفراد الأسرة الملكية، بحسناتهم وضعفهم دون خجل أو توارٍ.. وما امتاز به هذا المسلسل هو التمثيل الممتاز، رغم أنه تم تغيير الممثلين حسب الأعمار والفترة التاريخية للأحداث، ورغم أن هذا المسلسل لم تكن الأسرة الملكية راضية عنه، مما جعلها تنتج مسلسلا آخر وعلى منصة أخرى سمى «التاج الحقيقى» The Real Crown.

استعرض المسلسل بكثير من التفصيل تاريخ بريطانيا والعالم إبان الحرب العالمية الثانية وأجوائها القاتمة، وكذلك بطلها رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل، بكل تفاصيل حياته العامة والخاصة، مع مناقشات مجلس الوزراء البريطانى، وصراعات الزعماء، وكيف وقف بجانب الأميرة الشابة بعد الوفاة المفاجئة لوالدها الملك جورج السادس، الذى توفى إثر إصابته بمرض عضال عام 1952.

استعرض أيضًا المسلسل حياة الملك إدوارد الثامن الذى استقال من أجل عيون محبوبته التى كانت مطلقة، ولم يكن يُسمح بزواج الملك من امراة مطلقة بما أن الملك هو رأس الكنيسة الإنجليزية. ويعرض المسلسل شعور إدوارد الدائم بأنه أُجبر على الاستقالة، وظلت مرارتها تطارده إلى آخر يوم فى حياته، حتى توفى فى منفاه بفرنسا.

ومن المواقف التى تعرض لها المسلسل أيضًا ثورة 23 يوليو 1952 وما تلاها من حرب السويس عام 1956؛ وللدقة التاريخية، تم عرض خُطب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتأميمه قناة السويس، مع عرض جزء كبير من هذه الأحداث باللغة العربية، إمعانًا فى رسم أجواء هذه الحرب. كذلك استعرض المسلسل فلول الشمس على الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، وكيف استطاعت الملكة أن تحافظ على وحدة بريطانيا، وارتباط دول الكومنولث التى كانت فى السابق مستعمرات بريطانيا ببريطانيا ورحلاتها لتلك المستعمرات.. ثم استعرض زواجها من الأمير فيليب، زوج الملكة، والذى كان أميرًا يونانيًا قبل الانقلابات فى اليونان وانخراطه فى البحرية البريطانية مما أهله لنيل الجنسية البريطانية ثم كل الألقاب الرسمية، ومن ثَم زواجه من الأميرة إليزابيث.

يستعرض المسلسل أيضًا بشىء من التفصيل حياة الأميرة ديانا التى تزوجها الأمير تشارلز، والخلافات المستمرة بينهما، وعلاقاتها المتعددة التى انتهت بعلاقتها بـ«دودى الفايد»، ومقتلها إثر حادث سيارة فى نفق ألما Alma فى باريس، واتهام الفايد للأسرة الملكية بأنها هى التى قتلتها مع ابنه دودى، مما أدى إلى فتح تحقيق دقيق من قبل السلطات القضائية البريطانية، والتى أثبتت أن السيارة والسائق والحرس كانوا جميعًا من موظفى الفايد ولم يكن للأجهزة الأمنية البريطانية والفرنسية أى دخل فى مقتلها، وهذا الجزء أيضًا به مقاطع باللغة العامية المصرية.

وبالطبع، يستعرض أيضًا حياة الأميرين وليى العهد «وليم» وأخيه الشقى «هارى» وحياتهما الدراسية وعلاقاتهما المختلفة، ورصانة الأمير ولى العهد، وشقاوة الأمير هارى الذى كان ومازال يشعر أنه المنبوذ من الأسرة؛ لأنه كان الرقم الثانى بعد ولى العهد.. وقد كتب هارى كتابا نزل فى الأسواق حديثًا عنوانه «بالبديل» (Spare).

إذا استعرضنا بعض المواقف التاريخية فى هذا المسلسل، ليس حبًا فى السياسة البريطانية أو الأسرة الملكية، ولكن لنتعلم كيف تتناول الأحداث التاريخية، ودقتها ودقة إظهار الأشخاص وسلامة اللغة، والتفاصيل فى الأدوار والديكور، ناهيك عن التصوير والحوار وغيرها.. كل ذلك مع الحفاظ على المواقف الدرامية وإدراجها فى سياق المسلسل التاريخى. يا ليتنا نتعلم السخاء والدقة فيما يخص أحداثنا التاريخية العظيمة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاج التاج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon