بقلم - رفيق جريش
تلعب الحكومة الإسرائيلية بالنار التى قد تشتعل لولا حكمة القيادة المصرية، ولكن مصر تحركت على عدة أصعدة منها المسار القانونى الدولى، حيث تدخلت رسميًا لدعم الدعوى التى رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتى تستهدف كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة واستخدام سلاح التجويع لكسر الصمود الفلسطينى وتهجير الفلسطينيين قسرًا من خلال منع الغذاء والدواء والكهرباء والماء.
ومنع دخول المساعدات الإنسانية بما يؤدى إلى تداعيات كارثية خطيرة، وموت الآلاف نتيجة لنقص الغذاء والدواء، والقصف العشوائى المتواصل ضد التجمعات المدنية الفلسطينية. ولاشك أن محكمة العدل الدولية عليها مسؤولية كبيرة فى التحرك السريع واتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف هذا العدوان ومنع جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكب أمام أعين العالم، فى ظل تعنت حكومة الحرب الإسرائيلية وتحديها المجتمع الدولى والمطالبات الدولية الكثيرة المختلفة بوقف الحرب والتى انهالت متضامنين فى القضية.
وفى إطار جهود الدولة المصرية ومساعيها لوقف نزيف الدم الفلسطينى ووقف المعاناة وجرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، خاصة فى ظل التصعيد الإسرائيلى الأخير فى رفح وإغلاق معبرها وتفاقم الأوضاع الإنسانية، تتحرك مصر على جميع المسارات وبشكل متواز. فعلى الصعيد الأمنى تبذل مصر قصارى جهدها لوقف هذا التصعيد بل مارست وتمارس أقصى درجات ضبط النفس بما يفوق طاقة البشر وهو ما انعكس فى متابعة قيادة الدولة التطورات المتلاحقة فى قطاع غزة وتوجيهها بضرورة تكثيف الإجراءات للحيلولة دون مزيد من التصعيد فى غزة.
كما برزت الجهود المصرية فى هذا المسار فى الاتصالات المكثفة مع الأطراف المعنية، لوقف التصعيد الإسرائيلى فى رفح، والعمل على العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مؤقت ودائم.
من الضرورى والمُلح أن يتحرك مجلس الأمن الدولى وتنفيذ قراراته السابقة التى تنص على الوقف الفورى لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وفى ظل استمرار إسرائيل فى التصعيد واجتياح رفح بريًا تبرز أهمية التحرك الدولى لمنع حدوث كارثة إنسانية جديدة وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، فضلًا عن اللعب بالنار من قبل نتنياهو والحكومة الإسرائيلية.
وكم من مرة حذرت القيادة المصرية من أن التهور الإسرائيلى قد يؤدى إلى اشتعال منطقة الشرق الأوسط، بينما الأساس هو تحقيق العدل للفلسطينيين وإقامة دولتهم وربما التصويت الأخير فى الأمم المتحدة باعترافها بدولة فلسطين وإن كان تصويتًا رمزيًا إلا أنه دليل قوى بأن المجتمع الدولى أصبح مهيأ لتلك الخطوة التى نتمناها أن تتم ولا تعرقل إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقها عدلًا للفلسطينيين وسلامًا للمنطقة والعالم.