توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو العدالة الاجتماعية

  مصر اليوم -

نحو العدالة الاجتماعية

بقلم - رفيق جريش

أصبح تعبير «العدالة الاجتماعية» تعبيرًا متداولًا من كل الأطياف السياسية والحزبية وأيضًا الحكومية لما لها من ارتباط بكرامة الإنسان، ومن ثَمَّ كرامة المجتمع، أى ما نسميه «العدالة الاجتماعية»، كما أرسته جميع الأديان ووضعت له العديد من القواعد والأسس التى تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع فيما تحمله من معانٍ وقيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام والإخاء والمحبة والرخاء، والعدالة لا تُطبق على فئة معينة أو طبقة معينة، إنما جُعلت لجميع أفراد المجتمع، لهذا فهى من أسمى القيم التى يحرص عليها العالم المتحضر.

قامت ثورتنا المجيدة ثورة 30 يونيو كغيرها من الثورات ضد الظلم وضد كبت الحريات، ونادت كما نادت معظم الثورات العالمية «عيش.. حرية.. وعدالة اجتماعية». وشعر الشعب المصرى بطعم الحرية وذاق حلاوتها، حتى إننا أحيانًا أسأنا استخدام الحرية مرات عديدة فى مظاهرات فئوية شبه يومية تعطل سير العمل، وهذا عائد إلى الكبت والقهر اللذين عاشهما الناس لعقود طويلة، ولكن الشعب على أى حال ذاق طعم الحرية، التى لن يساوم عليها بعد اليوم أى رئيس أو أى جماعة أو حتى حزب، أما المطلب الأهم، الذى لو تحقق جزئيًّا فسيسهم، وبشكل كبير، فى وقف الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية، فهو العدالة الاجتماعية، التى نادت بها جماهير الثورة المصرية، ولم يتحقق منها على أرض الواقع شىء.

إن الركيزة الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية هى التضامن تجاه الأخ الآخر والحرص على صيانة كرامة الإنسان، أسمى مخلوقات الله، تلك المحبة يجب أن تكون مقرونة بالعدل والخير المشترك، وغير ذلك تكون ناقصة وهامشية منطلقة من المصلحة الخاصة وليست العامة، لهذا يجب أن تكون العلاقات بين أفراد المجتمع محكمة بإعلان الحقيقة والعدل والتضامن والمحبة، ويقتضى العدل من السلطات السياسية الاهتمام بتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية للأغلبية والأقلية من حيث التعليم وتوزيع الثروات والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.

إن الله حينما خلق الأرض أوجد فيها من الخير ما يكفى لسكانها جميعًا، ومازالت خيرات الله قائمة لا تنضب، ولكن المشكلة القائمة باستمرار هى فى سوء التوزيع، وهذا الأمر له جوانبه العديدة، التى منها ما يختص بالأفراد ومنها ما يختص بالمجتمع كله. كذلك فإن مبدأ تكافؤ الفرص هو من أهم مبادئ العدالة الاجتماعية، وهو بلا شك يتنافى مع ما يحدث فى المجتمع من المحاباة والمحسوبية والتمييز وعدم المساواة فى التوظيف والترقية، ولكنها تدخل تحت موضوع الظلم الاجتماعى، الذى لا تقره العدالة الاجتماعية.

تأتى أهمية العدالة الاجتماعية من كونها معالجة لأوضاع الطبقات الفقيرة والفئات الضعيفة فى المجتمع، والتى تنعكس على ما يُقدم لها من خدمات متدنية فى التعليم والثقافة والصحة والبيئة والمناطق المحرومة من الخدمات الأساسية، والتى تعانى العشوائية والتهميش. من هنا، فإن الإجراءات التى تُتخذ لمعالجة غياب العدالة الاجتماعية فى المجتمع المصرى ينبغى أن تشمل كل هذه المجالات. ليكن هدفنا الأسمى هو الخير العام، الذى إن تحقق فسيعود بالنفع على جميع قطاعات مجتمعنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو العدالة الاجتماعية نحو العدالة الاجتماعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon