توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو العدالة الاجتماعية

  مصر اليوم -

نحو العدالة الاجتماعية

بقلم - رفيق جريش

أصبح تعبير «العدالة الاجتماعية» تعبيرًا متداولًا من كل الأطياف السياسية والحزبية وأيضًا الحكومية لما لها من ارتباط بكرامة الإنسان، ومن ثَمَّ كرامة المجتمع، أى ما نسميه «العدالة الاجتماعية»، كما أرسته جميع الأديان ووضعت له العديد من القواعد والأسس التى تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع فيما تحمله من معانٍ وقيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام والإخاء والمحبة والرخاء، والعدالة لا تُطبق على فئة معينة أو طبقة معينة، إنما جُعلت لجميع أفراد المجتمع، لهذا فهى من أسمى القيم التى يحرص عليها العالم المتحضر.

قامت ثورتنا المجيدة ثورة 30 يونيو كغيرها من الثورات ضد الظلم وضد كبت الحريات، ونادت كما نادت معظم الثورات العالمية «عيش.. حرية.. وعدالة اجتماعية». وشعر الشعب المصرى بطعم الحرية وذاق حلاوتها، حتى إننا أحيانًا أسأنا استخدام الحرية مرات عديدة فى مظاهرات فئوية شبه يومية تعطل سير العمل، وهذا عائد إلى الكبت والقهر اللذين عاشهما الناس لعقود طويلة، ولكن الشعب على أى حال ذاق طعم الحرية، التى لن يساوم عليها بعد اليوم أى رئيس أو أى جماعة أو حتى حزب، أما المطلب الأهم، الذى لو تحقق جزئيًّا فسيسهم، وبشكل كبير، فى وقف الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية، فهو العدالة الاجتماعية، التى نادت بها جماهير الثورة المصرية، ولم يتحقق منها على أرض الواقع شىء.

إن الركيزة الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية هى التضامن تجاه الأخ الآخر والحرص على صيانة كرامة الإنسان، أسمى مخلوقات الله، تلك المحبة يجب أن تكون مقرونة بالعدل والخير المشترك، وغير ذلك تكون ناقصة وهامشية منطلقة من المصلحة الخاصة وليست العامة، لهذا يجب أن تكون العلاقات بين أفراد المجتمع محكمة بإعلان الحقيقة والعدل والتضامن والمحبة، ويقتضى العدل من السلطات السياسية الاهتمام بتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية للأغلبية والأقلية من حيث التعليم وتوزيع الثروات والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.

إن الله حينما خلق الأرض أوجد فيها من الخير ما يكفى لسكانها جميعًا، ومازالت خيرات الله قائمة لا تنضب، ولكن المشكلة القائمة باستمرار هى فى سوء التوزيع، وهذا الأمر له جوانبه العديدة، التى منها ما يختص بالأفراد ومنها ما يختص بالمجتمع كله. كذلك فإن مبدأ تكافؤ الفرص هو من أهم مبادئ العدالة الاجتماعية، وهو بلا شك يتنافى مع ما يحدث فى المجتمع من المحاباة والمحسوبية والتمييز وعدم المساواة فى التوظيف والترقية، ولكنها تدخل تحت موضوع الظلم الاجتماعى، الذى لا تقره العدالة الاجتماعية.

تأتى أهمية العدالة الاجتماعية من كونها معالجة لأوضاع الطبقات الفقيرة والفئات الضعيفة فى المجتمع، والتى تنعكس على ما يُقدم لها من خدمات متدنية فى التعليم والثقافة والصحة والبيئة والمناطق المحرومة من الخدمات الأساسية، والتى تعانى العشوائية والتهميش. من هنا، فإن الإجراءات التى تُتخذ لمعالجة غياب العدالة الاجتماعية فى المجتمع المصرى ينبغى أن تشمل كل هذه المجالات. ليكن هدفنا الأسمى هو الخير العام، الذى إن تحقق فسيعود بالنفع على جميع قطاعات مجتمعنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو العدالة الاجتماعية نحو العدالة الاجتماعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon