توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوبنهايمر والدمار الشامل

  مصر اليوم -

أوبنهايمر والدمار الشامل

بقلم - رفيق جريش

بينما كثر الكلام هذه الأيام عن تهديدات متبادلة بإلقاء القنابل الذرية والنووية فى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بالوكالة عن الغرب وحالة الرعب التى تعيشها الإنسانية، حيث مازالت الدراما اليابانية عالقة فى الأذهان بسبب إلقاء القنبلتين الذريتين على مدينتى هيروشيما ونجازاكى فى أغسطس ١٩٤٥.

فى هذا الجو يظهر فى دُور العرض فيلم «أوبنهايمر» للمخرج كريستوفر نولان عن السيرة الذاتية لـ«أبى القنبلة الذرية» أوبنهايمر، عالِم الفيزياء اليهودى، من أصل ألمانى، شيوعى التوجه. والفيلم يُعرض فى دُور العرض فى مصر، وعليه إقبال كبير جدًّا من قِبَل الجمهور المصرى والعربى.

الفيلم يُظهر باقتدار فائق الازدواجية التى عاشها أوبنهايمر بين العلم وتقدمه والآثار المترتبة على هذا العلم الذى أدى إلى قتل ما يفوق ١٥٠ ألف يابانى ومثلهم مَن تشوهوا من غبار القنبلتين، ومن المشاهد المؤثرة فى الفيلم، وإن مر سريعًا، ظهور مَن ألقوا القنبلة أثناء تجربتها فى صحراء نيومكسيكو ومشهد معروف عن المصابين فى اليابان بعد إلقاء القنبلة عليهم مباشرة كأنهما مشهدان متوازيان. ويبدو أن أبا القنبلة الذرية عاش بقية عمره فى ندم لما أصاب اليابانيين من موت وإصابات، متخوفًا من انتشار أسلحة الدمار.

الهدف المُعلن لإلقاء القنبلتين هو تركيع اليابان واستسلامها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولكن الهدف الخفى لم يكن اليابان، بل تخويف ستالين والاتحاد السوفيتى إذا بدأت بوادر الحرب الباردة وتقسيم «التورتة» بين حلفاء الأمس والأعداء الجدد.

كان يجب على هذا الفيلم أن يُظهر البشاعة التى خلفها إلقاء القنبلتين والدعوة إلى التخلص العالمى من هذه الأسلحة الأكثر من فتاكة، هذا الفيلم هو شاهد على وحشية الحرب ووحشية الساسة الذين يقررون ما يفوق طاقة الإنسانية وأيضًا الاستغلال الخاطئ للعلم عندما ينقلب ويحطم الإنسان والإنسانية.

منذ ١٩٤٥ حتى اليوم، دخلت دول كبرى ومتوسطة سباق التسليح الذرى والنووى، حيث تنتظر «كبسة زر» لتحطم العالم والبشرية جمعاء، ونتساءل: ما الفائدة من وجود تلك الأسلحة المدمرة إذا كان استعمالها واستغلالها سيحطم البشرية؟.

الإنسانية تحتاج إلى المحبة والأخوة والتعضيد وليس القتل والدمار، فهل من اتفاقية عالمية رشيدة للتخلص من الأسلحة الذرية والنووية؟، أليس هذا أقل ما يُعمل من أجل الإنسان؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوبنهايمر والدمار الشامل أوبنهايمر والدمار الشامل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon