توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو نفذت إسرائيل هجومًا على رفح الفلسطينية؟

  مصر اليوم -

ماذا لو نفذت إسرائيل هجومًا على رفح الفلسطينية

بقلم - رفيق جريش

حذرت مصر بشدة من الخطورة البالغة لتصعيد العمليات فى رفح جنوب قطاع غزة والعواقب الوخيمة لمثل هذا التصعيد من الجهتين العسكرية والسياسية، وأيضا تفاقم الكارثة الإنسانية فى القطاع، وقد تجلى ذلك من خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس وزراء قطر، وأيضا رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز خلال هذا الأسبوع.

لا شك أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها اقتحام رفح بريا يؤكد المخطط الخبيث الذى تسعى إليه هذه الحكومة واليمين المتطرف بها، وهو التهجير القسرى للفلسطينيين، وإفراغ قطاع غزة من سكانه من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر أيضا غير مقبول، حيث تعتبر مصر أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر ولن تسمح به، ولذلك فإن ما تقوم به إسرائيل هو بمثابة اللعب بالنار واستفزاز، وستكون له تداعيات خطيرة ليس فقط على الفلسطينيين أو على العلاقات المصرية الإسرائيلية التى قد تنتهى بإلغاء معاهدة السلام، وربما تحركات عسكرية، وأيضا قد يفجر الصراع فى المنطقة الذى أصبح على بركان مرشح للانفجار.

كما أن استمرار حكومة الحرب الإسرائيلية فى تحدى المجتمع الدولى وعدم الاهتمام بالرفض الدولى المتزايد والتحذير من وقوع مجازر جماعية ضد الفلسطينيين فى رفح، يؤكد أنها تسعى لاستمرار العدوان على قطاع غزة لاعتبارات سياسية داخلية، كما أنه يقوض أى فرص نحو الوصول إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

يشكل القصف الإسرائيلى على محافظة رفح الفلسطينية تطورا وتصعيدا خطيرا وغير مبرر، حيث يقطن أكثر من 1.4 مليون فلسطينى، نزح أغلبهم من مناطق قطاع غزة المختلفة ويعيشون فى منطقة لا تتجاوز مساحتها 60 كيلومترا مربعا، وهو ما يعنى أن أى هجوم برى إسرائيلى سيوقع عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، وينذر بكارثة إنسانية كبرى فى ظل الظروف القاسية والصعبة التى يعيشها هؤلاء، ولهذا كان الرد المصرى حاسما وواضحا فى رفض هذا الهجوم الإسرائيلى والتحذير من عواقبه الوخيمة، ومطالبة إسرائيل باحترام التزاماتها تجاه القانون الدولى الإنسانى، والعمل على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية فى اتخاذ كل الإجراءات التى تمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية. إن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلى على اقتحام مدينة رفح أو إعادة احتلال ممر صلاح الدين يعرض معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية للخطر والتى تفرض التزامات قانونية وأمنية على الجانبين يجب احترامها والالتزام بها من الجانب الإسرائيلى.

حذر أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أن التصرفات الإسرائيلية الحالية تهدّد الاتفاقيات المشتركة الموقّعة بين إسرائيل والدول العربية، وقال، فى جلسة على هامش القمة العالمية للحكومات فى دبى، إن إسرائيل بتصرفاتها الحالية أصبحت تهدّد استمرارية الاتفاقات التى وقّعت معها، خاصة مع دول مثل مصر والأردن، ويجب على الولايات المتحدة أن تأمر إسرائيل بالتوقّف عن سياساتها الحالية فى غزة، وإلا سيلتهب الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.

كما أكد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى كلمته بالقمة العالمية للحكومات بدبى، ضرورة وقف الحرب فى غزة، ودعا إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية تقوم على حدود 1967، مشيرا إلى أن هناك قرارات أمُمية تثبت أن فلسطين تحت الاحتلال، والشعب الفلسطينى يتعرض لظلم كبير. وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن أى حل إن لم يكن بهدف تحقيق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، معتبرا أن هذا هو الحل الوحيد الذى يمكن بعده الحديث عن السلام والأمن والتنمية الاقتصادية، لافتا إلى أنه، حتى الآن، فإن أكثر من 28 ألف برىء فقدوا أرواحهم، وأغلبهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 70 ألفا آخرين، وهجر 1.5 مليون شخص أراضيهم.

إن مصر تبذل قصارى جهودها بالتنسيق مع الشركاء فى قطر والأردن وأمريكا من أجل العمل على الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الفورى والعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى، والوقوف ضد مخططات إسرائيل فى تهجير الفلسطينيين قسرا وتصفية القضية الفلسطينية. ولذلك من المهم أن تدرك الحكومة الإسرائيلية العواقب الوخيمة المترتبة على خطتها باقتحام رفح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو نفذت إسرائيل هجومًا على رفح الفلسطينية ماذا لو نفذت إسرائيل هجومًا على رفح الفلسطينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon